منذ مايقارب أكثر من 80 يومًا ونحن نتعامل مع فيروس كورونا المستجد سواء حكومة أو شعب، وننتظر كل يوم تقرير وزارة الصحة وكأنه نتيجة الثانوية العامة على الرغم عدم اقتناع الكثيرون بالأعداد التي تأتي في التقرير وتسمع الكثيرون يقولون في منطقتنا مصابين أكثر من العدد الذي جاء في تقرير وزارة الصحة، نعم أنا معك في ذلك أن العدد الذي يعلن في التقرير ليس العدد الحقيقي سواء مصابين أو وفيات أو حتى حالات تحولت من إيجابي لسلبي، ولكن لماذا الدولة تضحك على الشعب؟
عزيزي القارئ الدولة لا تضحك عليك ولكن منذ بدء ظهور كورونا في مصر كان تعامل الحكومة مع الأزمة جيد لأننا دولة نظامها الصحي غير جيد حتى تستوعب أعداد كبيرة من المصابين وكنا نطمح لعدم الوصول لأرقام كبيرة وكانت التحذيرات بأننا لا يجب أن نصل لألف حالة وبالفعل بدأ الحظر الذي استهان به العديد من فئات الشعب المصري، وظهرت “الفهلوة المصرية”، حيث قال البعض :”أنت مصدق إن فيه فيروس أصلًا ده كلام عشان الدولة تخوفنا ما أنا نزلت واديني زي الفل ومفيش حد أعرفه مصاب عشان تعرف إن كلامي صح” والبعض الآخر طلع بفتوة أخرى، وهي “أن الدولة تقول ذلك لتحصل على معونات خارجية، لكن إحنا معندناش كورونا” ويجب أن يدخل الدين في فتاوى المصريين فتجد آخرون يقولون:”يا أخي سيبها على الله مفيش حد بيموت ناقص عمر كله بايد ربنا” وهناك من قال:”دي حرب بين الصين وأمريكا ودولة فيهم هي اللي عملت الفيروس دة، أصلي العالم تقدم والحروب أصبحت بيولوجية” ومن هنا وصلنا لألف حالة، وتبدل الحال حيث أصبحت الحكومة هي الأكثر انفتاحًا وتركت الحل في كلمة واحدة وهي “وعي المواطن” عن أي وعي تحدثت الحكومة؟
ومن هنا بدأنا في ازدياد وأيضا تقرير الوزارة الذي لا يعلن الحقيقة كاملة زاد أيضًا، ولكن هل تعلم لماذا لا يعلن الحقيقة كاملة لأن مصر حصلت على عدد قليل من تحاليل فيروس كورونا من وزارة الصحة العالمية، وذلك حسب ما تقره المنظمة وليس ما تريده الدولة أي أن الأزمة في كمية التحاليل ومن هذا المنطلق كانت تتعامل الحكومة، ولكن بعد استهتار الشعب كان رد الحكومة أقسى بأن تركت المواطن في مواجهة الفيروس وتفشى بشكل كبير وأصحاب نظرية أنه مفيش حاجة شافوا بعيونهم و فقدوا أحباء لهم.
ولكن ما أثارني كثيرًا خلال الأيام الماضية تعامل المصريين مع هذه الأزمة وهنا أذكر موقف رأيته بعيني لأحد أعرفه شخصيًا، حيث أصيبت سيدة في الخمسين من العمر بالفيروس، وهي تقطن في أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة ولديها 5 أولاد وأصيبت معها ابنتها وهي في العشرينات، فماذا فعلت هذه السيدة خوفًا على باقي أبناءها أخذت ابنتها وذهبت لبيت والدها الذي يقيم في حي شعبى بمحافظة الجيزة، ومعروف أن هذا الحي ينتشر فيه الفيروس بشكل كبير ووالدتها سيدة مسنة وتعاني أمراض أخرى لم تستطع التحمل وماتت، ماذا فعلت الأسرة لم تعلن إلا أنها ماتت وخلال ساعة تمت الصلاة عليها في الكنيسة دون أي احترازات؛ أي أن الصندوق لم يغلف جيدًا كما يفعل في هذه الحالات وأيضا أقترب الأبناء من الصندوق جدًا، نحن نعلم جميعا ألم فراق الأحبة وخاصة الأم والأب اللذان ليس لهم تعويض ولكننا في ظروف خاصة حتى إذا لم نكن نخاف على أنفسنا نخاف على الغير، فقد كان في هذه الجنازة أكثر من 50 شخص قاموا بواجب العزاء، وهم لم يعلموا شيئًا أيضًا الكاهن الذي قام بالصلاة على الجثمان لم يكن يعلم شئ وبالتأكيد أصيب البعض دون أن يعلموا وذهبوا لمنازلهم وتعاملوا مع أبناءهم الذين سيصابون هم أيضًا، لماذا لم نتعلم من التجارب السابقة في الدول الأخرى كالصين وإيطاليا وهم أشهر مثالين في المواجهة الحقيقة للفيروس في الصين والاستهتار الذي أودى بحياة أكثر من مئتي ألف شخص في ظل نظام صحي قوي بإيطاليا، فعلى الرغم أننا كنا ننتظر أن تقوم الحكومة بعمل حظر شامل لكننا لم نعي الدرس بعد، علمت عزيزي القارئ مالعيب الذي فينا؟.