ابن السويس عاشق الألوان لم يكن الرسم بالنسبة له مجرد هواية يشغل بها اوقات فراغه أو مجرد عمل يحظى بإعجاب الناس، بل صار حياة يشعر معها بالسعادة كلما انتهى من تنفيذ عمل جديد و تجده دائما شديد البساطة و كلماته ممزوجه بالحكمة والفهم والحب للآخرين .. يحركه الفكر وقدر عال من القناعة والرضا.
يعشق عمله ويبدع ويثير الإعجاب ويفجر المفاجأة يصنف من جيل عباقرة الديكور.. هو المهندس محمد كامل عبد المجيد فنان الديكور الكبير او “أفندينا”، كما يطلق عليه البعض من مواليد محافظة السويس عام 1955 بحي الأربعين، و هو أحد أبرز الشخصيات بمحافظة السويس الذى حفر اسمه عبر سنوات طويلة في قائمة أهم مبدعي التصميم و فن الديكور تتلمذ على يد أستاذه الفنان الدكتور صلاح عبد الكريم بكلية الفنون الجميلة جامعة حلوان و الذى كان رئيس قسم الديكور وبعدها عميد للكلية.
ولاقت أعمال ” افندينا ” الفنية ردود فعل واسعة بين أساتذته بالجامعة و المحيطين به.
و عن بداية اكتشاف موهبته يقول المهندس محمد كامل عبد المجيد انه لفت النظر اليه وهو فى السابعة من عمره، وظهرت موهبته الفنية فى الرسم التى لفتت نظر معلمته اليها، وقامت بتشجيعه على نموها ورغم صغر سنة إلا انه كان يهوا الرسم وتربية الحمام وتجميع العملات الى وقتنا هذا.
و كان حلمي أن أصبح مهندسآ للديكور و ظل حلمى امام عينى حتى التحقت بكلية فنون جميلة بجامعة حلوان” هندسة الديكور” .
– من كان له التأثير المباشر عليك كمهندس ديكور؟
الفنان الدكتور صلاح عبد الكريم كان استاذى فى كلية فنون جميلة، ورئيس قسم الديكور بجامعة حلوان، وبعدها عميد للكلية فكان المثل الأعلى على المستوى الفني والشخصى فكان الدكتور صلاح دائما يشملنى برعايته وبتوجيهاته فكان خير القدوة.
– الكفاح يؤدى الى طريق النجاح .. فكيف كانت بداية الطريق ؟
كان الفن يجري فى عروقى ومازال .. كنت أعمل أثناء دراستى الجامعية فى مكتب الفنان حسن أمين لإدارة تصميم المهرجانات القومية مثل أحتفالات أكتوبر، فكانت اللوحات المعروضه فيها تصل الي 114 متر عمل ضخم مهيب .. فتعتبر هذه المهرجانات من أهم المهرجانات فى أوخر السبعينات وأوائل الثامنينات أيضاً، فكان يدعو الرئيس الراحل أنور السادات رؤساء العالم للاحتفال باكتوبر المجيد .. فكانت أعمال مبهرة يشاهدها العالم ويفخر بها.
ولن انسى هذا اليوم عندما قام وزير الشباب بمنحى انا ومجموعة من الشباب طلاب كلية فنون جميلة شهادات التقدير لتشجيعنا .. فكنت استمد اعنزازى بنفسى من المهتمين بالفن.
– وماذا بعد التخرج من الجامعة ؟
بعد التخرج من الكلية وانهاء الخدمة العسكرية رفضت العمل فى الديكور الخارجي كنت دائم النظر خارج الصندوق .. فشغف السينما كان الطريق لعمل تصميم أفيش الأفلام السينمائية والعمل مع أشهر ورش التصميم والإعلان “خميس صقر” فى هذا الوقت.
كما شاركت فى وضع اللمسات الفنية على أفيش أفلام الثمانينات مثل فيلم الكيف – الباطنية – قهوة الموردي .. وغيرهم من أفلام الثمانينات .. ولكنها لم تدوم كثيرا لان والدى كان ينظر الى اهمية العمل الحكومي وانه الأفضل لمستقبلى عن العمل السينمائي و بالفعل انتقلت للعمل الحكومي وبالاخص العمل فى تصميمات بيوت الازياء الراقية مثل ” صيدناوي – شاملة – الترايشي – الصالون الاخضر” كان عمل ترميمي أكثرمن فني .. فذهبت الى مختلف فروع الجمهورية وتعاملت مع أنماط المجمتع وفئاته واكتسبت خبرات البلدان التى ذهبت اليها.
توقفت لفترة قصيرة بعد تلبية أستدعاء الجيش.. و لكن الفن حالة لا يمكن التوقف عنها لان فى حالة التوقف ينتابنى شعور خمول داخلي يستوقفني فاحاول مجاهداً للرجوع .
ولكن الفن الذى يجري فى شريان الفنان أعاده سريعاً فالتحقت بالعمل فى مكتب ناجي لتصميمات البنوك فشاركت فى تصميم وجهه بنك مصر للمعاملات الإسلامية – ش الجلاء وبنك ابو ظبي – ش مصطفى كامل وغيرهم كما شاركت فى ترميمات الميادين ببورسعيد والتصميمات الحديثة لرأس البر وغيرهم.
وفى عام 2015 قررت البدء فى العمل التطوعي بداية من جمعية الصفاء لرعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بالسويس، برئاسة المهندسة سيدة الشربيني رئيس مجلس الادارة وتحت رعاية القوات المسلحة، كما شاركت فى تزين وتطوير الكورنيش الجديد والقديم بالسويس .. وغيرها من الأعمال التطوعية بالمدارس لاكتشاف المواهب المختلفة من الجيل الجديد الذى يحتاج الى يد تدعم و تشجع وتنمي الموهبة بداخله مثل مدرسة الانصاري التى كنت طالبه بها ومدرسة صلاح الدين الايوبي فهي بداية لخروج طاقة الفن بداخلى ومدرسة أحمد عبده الاعدادية بنات وغيرهم.
و فى نهاية الحديث و كم هائل من الذكريات نجد هذا الفنان مازال ينسجم اثتاء ابداعه مع صوت فيروز وفرشاه ولوحاته لا ينسى فضل الله عليه و لمن حواله لأمه الغالية وأبيه الفاضل وزوجته الحبيبة رحمهم الله والى أبناءه الأعزاء .. مازال يعطى بسخاء لكى يتعلم منه الشباب .. بداخله انشوده فن لا يبخل بها على أحد.