مع تزايد الاتجاه لإعادة دوران عجلة الأنشطة المختلفة في دول العالم بالرغم من عدم زوال فيروس كورونا, تعود الحياة للأنشطة الاقتصادية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها من الأنشطة التي أدي توقفها -كليا أو جزئيا- إلي نتائج وخيمة علي الأسواق المحلية والعالمية, كما وجه ضربة قاصمة لأسواق العمل طالت الملايين بالتعطل والبطالة… وتأتي بعد هذه الأنشطة باقة أخري لا تقل عنها أهمية مثل صناعة السياحة والطيران, ومثل الأنشطة التعليمية والترفيهية والرياضية.. إلي آخر ذلك من مجالات كلها تمس مصادر رزق وسبل حياة للملايين, وحتي ما قد يبدو منها أقل أهمية في نظر البعض ويتصور أنه يمكن الاستغناء عنها في ظل وطأة الأزمة التي نعيشها مثل الترفيه أو الرياضة, هو في الحقيقة في غاية الأهمية إذا نظرنا إليه كصناعة يعمل فيها ويكتسب من ورائها الملايين وتمثل مصدر رزق لا غني عنه لاستمرار حياتهم.
من هذا المنطلق تحذو مصر حذو الغالبية من دول العالم ببعث الحياة في كافة الأنشطة وإعادة تدوير عجلة الحياة مع اتخاذ جميع التدابير الاحترازية التي تضمن عدم انفلات الأمور أو خروج تفشي كورونا عن حدود السيطرة, خاصة أنه لا يخفي علي أحد أن الأرقام الرسمية المعلنة عن حالات الإصابة اليومية قفزت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من بضع مئات لتتأرجح في نطاق الـ1600 حالة, ولا يستطيع أحد أن يقطع ما إذا كانت تلك الزيادة تمثل بلوغ الحد الأقصي لمنحني تفشي الفيروس ليأخذ طريقه إلي الانحسار, أم أنها تمثل انفلات الفيروس وخروجه عن السيطرة -لا سمح الله- وبناء عليه لا غني مطلقا عن التروي وتدبر الأمور بمنتهي الحيطة عند النظر في أمر عودة الحياة لأنشطة ذات طبيعة خاصة ومنها الأنشطة الترفيهية والرياضية.
فبالنسبة للأنشطة الترفيهية -وأعود وأكرر أنها إن كانت كمالية لجمهور المستهلكين إلا أنها مصدر رزق حيوي للعاملين فيها -كدور السينما والمسرح والأوبرا والكافيتريات والمطاعم والأندية… يكمن التحدي في كيفية تنظيم تردد الجماهير عليها والتدابير الصارمة الواجب اتباعها لإخضاعهم للفحص للتحقق من خلوهم من الإصابة بالإضافة إلي تطبيق أساليب التباعد الآمن بينهم داخل المكان, وكلها تدابير وأساليب لا يمكن إغفالها أو غض النظر عنها حتي لا نضطر للعودة إلي الإغلاق التام حال خروج الأمور عن السيطرة واجتياح الفيروس بدرجة لا تحمد عقباها.
أما بالنسبة للأنشطة الرياضية فدعونا نقسمها إلي قسمين: الأول ما يخص ممارسة الرياضة من أجل الصحة لجميع المواطنين, وهذا ما يجري في الأندية ومراكز الشباب والساحات الرياضية, والثاني ما يخص ممارسة الرياضة من أجل البطولة في نطاق المسابقات والمنافسات في شتي الألعاب سواء فردية أو جماعية.. وبينما في القسم الأول لا يمثل حضور الجماهير والمشجعين مشكلة حقيقية تبرز تلك المشكلة في القسم الثاني بشكل ملح وخطير يصل إلي حد المطالبة بمنع حضور المشاهدين والمشجعين والجماهير سائر المباريات -وهذا أمر إن كان عجيبا في دول كثيرة لا تنفصل فيها المباريات عن الجماهير إلا أنه لحسن الحظ من الأمور التي دأبنا عليها في بلادنا قبل كورونا لأسباب أمنية وتنظيمية, فلا غضاضة أن نستمر عليها لأسباب احترازية وصحية أيضا.
لكن يظل هناك هاجس يؤرقني بخصوص عودة الرياضة -حتي بدون جمهور- أرجو ألا يكون قد غفل عنه المسئولون, وهو كيفية تأمين اختلاط اللاعبين أنفسهم… فباستثناء بعض اللعبات المعدودة علي أصابع اليد مثل التنس والبنج بونج ومثيلاتها حيث يتباعد فيها اللاعبون ولا يقتربون من بعضهم البعض أو يلتحمون أو يتشابكون أثناء اللعب, تأتي سائر اللعبات الأخري -سواء فردية أو جماعية- كالملاكمة والمصارعة وكرة القدم والسلة واليد والطائرة وحتي الإسكواش حيث لا مناص من الاقتراب والاشتباك والالتحام… فما العمل إذا لضمان عدم الإصابة بالفيروس أو عدم انتقاله من لاعب إلي آخر؟… وكيف سيتم التحقق من عدم حمل أي من اللاعبين للفيروس نقلا عن مخالطيه؟… هذه تحديات جد خطيرة ولا يجب التقليل من شأنها عند تدبر أمر عودة الأنشطة الترفيهية والرياضية.
الله يحمي بلادنا من كل سوء ويسيج علي شعبنا لنعبر هذه الغمة بسلام ونعود لمسارات حياتنا وأنشطتنا دون مخاطرة أو ثمن فادح.
==========
ربنا يسامح اللي جمع .. واللي صحح .. واللي راجع ! !
مقلب جديد حدث من فريق سكرتارية التحرير وسط الأعباء الكثيرة التي يضطلعون بها… فقد حدث خطأ في الرقم المسلسل الذي يتصدر المقال الافتتاحي الأسبوع الماضي حيث ورد (387) وصحته (783).. لذا وجب التنويه والاستدراك.