يواصل فيروس كورونا حصد أرواح البشر في جميع أنحاء العالم.. وتتزايد الأعداد المصابة به يوما بعد يوم… مما يؤكد أنه مستمر معنا لبعض الوقت.. ولن يزول خطره في القريب العاجل.. خاصة أنه لم يتم التوصل إلي علاج له حتي الآن.. وكل دولة مشغولة بنفسها عن غيرها.. لا يهمها سوي درء الخطر عن مواطنيها.. وليذهب الآخرون إلي الجحيم.
ورغم تضاعف أعداد المصابين والمتوفين بوباء القرن.. إلا أنه يعد الأقل من حيث عدد الضحايا.. مقارنة بأوبئة القرون الماضية.. حتي الآن.. فقد ساعد التقدم الطبي والعلمي والتكنولوجي في الحد من ارتفاع عدد الضحايا إلي حد ما.. فأوبئة القرون الماضية كانت تنتشر انتشارا أوسع.. وتحصد أرواح ضحايا أكثر.. ودليل علي ذلك.. أن وباء القرن الماضي المعروف بالإنفلونزا الإسبانية الذي انتشر عقب الحرب العالمية الأولي.. واستمر ما بين عامي 1918 و..1919 أصاب أكثر من 500 مليون شخص ـ ثلث سكان العالم في ذلك الوقت ـ وحصد أرواح نحو 100 مليون شخص.. ولكن ذلك لا يجعلنا نستهين بفيروس كورونا.. فهو فيروس سريع الانتقال والعدوي.. وإذا زادت الحالات عن طاقة الحكومات.. فسيفلت الأمر من بين أيديهم.
ورغم أن مصر من أولي دول الشرق الأوسط.. التي اتخذت حزمة من الإجراءات.. لمواجهة الفيروس القاتل.. حيث أوصي الرئيس عبدالفتاح السيسي.. بتعطيل الدراسة.. حرصا علي سلامة الطلاب وأسرهم.. وخصص مبلغ 100 مليار جنيه للإنفاق علي خطة محاصرة الفيروس والقضاء عليه.. وتم تعطيل كافة الأنشطة الرياضية.. وأغلقت المقاهي وجميع الأماكن التي تقام بها أنشطة وشعائر جماعية.. وتم رفح حالة الطوارئ بين الأطقم الطبية وتجهيز عدد من المستشفيات لحجز المصابين بالفيروس وعلاجهم بها.. ونظمت الدولة العديد من برامج التوجيه والتوعية.. وفرضت حظر تجوال حزئيا.. ومع كل هذه الإجراءات التي اتخذتها الدولة.. إلا أن عدد الإصابات بالفيروس والوفاة بسببه في ازدياد يوما بعد يوم.. وذلك ليس تقصيرا من الدولة.. ولكنه بسبب استهانة المواطنين بالخطر المحيط بهم والقريب منهم.. وعدم التزامهم بتعليمات الوقاية وإجراءات السلامة.
والوضع في مصر مازال تحت السيطرة.. ولكن إذا استمرت الزيادة في أعداد المصابين.. بنفس المعدل الذي تزداد به يوميا.. سيفلت الأمر من أيدي الجميع وتقع الكارثة.. وسيكون كل فرد مسئولا من نفسه.. فمن أين ستأتي الدولة لكل مصاب جديد.. بسرير وطبيب ودواء.. بعد زيادة أعداد المصابين عن قدرة استيعاب وطاقة المستشفيات.. لقد قارب عدد المصابين بالفيروس في مصر علي 10 الاف مصاب.. وكل مصاب يحتاج إلي سرير ورعاية طبية وأجهزة وأدوية.
أناشد كل مصري.. أن يلتزم بإجراءات الوقاية والسلامة.. ويتحمل المسئولية تجاه نفسه وتجاه الآخرين.. حتي تمر الأزمة بسلام.. وتعود حياتنا إلي طبيعتها.