أعدت الباحثة، زينب محمد عبد الرحيم، المتخصصة فى الفولكلور والثقافة الشعبية، دراسة عن فنون الخيامية، وهي حرفة من أقدم الحرف اليدوية التراثية التى عرفها الإنسان منذ عصر مصر القديمة، وكانت تصنع منها الخيام و تدخل فى صناعة بعض الملابس الخاصة بالملوك و النبلاء.
وتشير الباحثة زينب عبد الرحيم، إلى استمرار هذه الحرفة التى ظلت محافظة على كيانها فى أرض مصر حتى العصور الإسلامية، وتعتبر هذه الحقبة من أكثر الفترات أزدهارًا لهذه الحرفة اليدوية الجميلة و كانت كسوة الكعبة قديمًا فى مصر تصنع بأيدي الحرفيين المصريين.
مضيفة وكانت تطرز بأسلوب الخيامية فى عمل جماعى يدوى من أفخم ما يمكن وكان يوضع على المحمل فى موكب متجهًا إلى مكة المكرمة لكسوة الكعبة المشرفة ويوجد فى متحف النسيج نموذج من كسوة الكعبة, وأيضًا فى متحف الصيد بقصر محمد على بالمنيل هيكل عظمي لجمل وبجواره الهودج الخاص بمحمل كسوة الكعبة الشريفة.
ويلقى خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء بوزارة السياحة والآثار، الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن العصر المملوكى شهد إنشاء ربع خاص بالحرفيين وأصبح بمثابة مركز صناعى لهم فى ذلك الوقت وتسمى هذه المنطقة تحت الربع فى باب الخلق بمحافظة القاهرة بالقرب من سبيل نفيسة البيضاء هذه السيدة الجليلة التى ساهمت بشكل أساسي فى إنشاء منطقة تحت الربع حتى ينعم الحرفيين بمكان خاص بهم يبدعون ويصنعون حرفهم اليدوية التى تميز بها المصري منذ آلاف السنين و نجد فى منطقة تحت الربع شارع يسمى الصناديق مخصص للخيامية .
ويشير الدكتور ريحان من خلال الدراسة إلى فن الخيامية وهو فن تطريز القماش على القماش بمعنى أن الحرفى يقوم بطباعة الرسمة ( الاسطمبة ) على قطعة القماش الأساسية وبعد ذلك يستخدم قطع قماش صغيرة متعددة الألوان والأحجام حتى يملأ هذه الرسمة و نحصل فى النهاية على لوحة فنية رائعة أبدعها الفنان الشعبي من خياله ووجدانه و هذا الخيال ليس بعيدًا عن حياته و ثقافته الشعبية الذى نشأ وتربى بين أحضانها بل يظهر كل هذا المخزون الثقافى من خلال الموتيفات سواءً كانت مصرية قديمة أو قبطية أو إسلامية أو حتى من الفولكلور والحياة الشعبية أو من بعض المناظر الطبيعية .
ويتابع بأن منتجات الخيامية تعطى روح من البهجة والسرور بسبب كثرة الألوان المستخدمة فى القطعة الفنية مثل صوان الأفراح يصنع من الخيامية وأيضًا قديمًا المسرح الصغير للأراجوز كان من منتجات الخياميه وفيما يخص رقصة التنورة المصرية المستلهمة من الرقصة المولوية تصنع هذه التنورة أيضًا من الخيامية حيث يتم تطريز التنورة باستخدام (شغل الخيام) حيث تستخدم عدة ألوان من القماش تحاك على قطعة القماش الأساسية طبقًا للشكل المراد تصميمه على التنورة وهذه الألوان الزاهية أكثر ما تميزت به التنورة المصرية.