الأسرة حافظت على اللغة القبطية وكانت تتحدث بها وعملت على تعليمها ونشرها
البابا شنودة هو من رشح القمص بيجول باسيلي للخدمة في ألمانيا
البابا تواضروس تربطه محبة وود كبير بالأسرة
القمص بيجول باسيلي عمل على نشر اللغة القبطية بين الشعب في المانيا
الجارة المسلمة التي طلبت أن تتعلم اللغة القبطية لتتحدث بها مع خطيبها المسلم
صلاة البابا كيرلس في العيادة تفعل المعجزة في المستشفى القبطي
القمص كيرلس باسيلي عمل قاموس قبطي
أسرة باسيلي مقار فلتاؤوس، عريقة متدينة و كهنوتية نادرة التكرار، تصلح أن تكون نموذجًا للأسرة القبطية، يفوح من بين الجدران رائحة البخور فتشعر بقداسة هذا البيت والأسرة المباركة التي تقطنة ورغم كبر عددها، إلا أن أبنائها متميزون نشأوا يتحدثون فيما بينهم باللغة القبطية من أجل الحفاظ على التراث القبطي.
ارتبطت الأسرة بالكنيسة والقداسات والتسابيح والخدمة؛ فصارت علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فالأب باسيلي مقار من صعيد مصر والآم سيسيل حبيب أبادير من الإسكندرية عملا على تنشئة أولادهما تنشئة دينية مسيحية وغرست فيهم بذور الإيمان والصلاة وحب الكنيسة وطقوسها والارتباط بها فأثمرت الشجرة أغصان مباركة فلا غرو أن يخرج من أحشائها رهبان وراهبات وكهنة وخدام وشمامسة مباركين قدمت للكنيسة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى وتوابعها ( أطال الله حياته) ولدير أبوسيفين بمصر القديمة المتنيحة الأم أغابي والأم يوستينا أطال الله عمرها والمتنيح القمص بيجول باسيلي كاهن كنيسة مار مرقس بفرانكفورت بألمانيا والقمص كيرلس باسبلي كاهن كنيسة العذراء بفلوريدا بأمريكا والمتنيحة البتول تاسوني إنجيل باسيلي شريكة حياة الكاهن البار القديس القمص بيشوي كامل الذي خدمه جيله وشعبه بكل أمانة وبذل وعطاء وزرع الكثير من الكنائس في مقدمتها تأسيس كنيسة مار جرجس سبورتنج وخدماته في العذراء محرم بك وغيرها في مصر والخارج وساعده في الخدمة زوجة تقية والتي سوف تظل علامة فارقة في تاريخ الكنيسة المعاصرة.
لم ترتدِ تاسوني انجيل الملابس السوداء عقب رحيله، بل الملابس البيضاء الملائكية كاول زوجة كاهن ترتدي الملابس البيضاء وتبعتها في هذا النهج الكثير من زوجات الكهنة وسيدات وبنات جيلها وكانت ترغب في الرهبنة هي وشقيقتها ماري في الرهبنة.
كما فعلت شقيقتهما عايدة ( الأم أغابي) وفيكتوريا ( الأم يوستينا ) ومن الأبناء المباركين لهذه الأسرة الدكتور فايز باسيلي والمهندس ماهر باسيلي ( أطال الله عمرهما ) ومن الأبناء أيضًا والذين تنيحوا مدام فضيلة باسيلي ومدام ماري باسيلي والمهندس فيكتور باسيلي.
* ومن هذا المنطلق ذهبنا للقاء كبير العائلة والذي كان الطبيب المعالج لأسنان البابا كيرلس السادس، الدكتور فايز باسيلي مقار ليسرد لنا شريط الذكريات العطرة لهذه الأسرة الكبيرة المباركة وبمناسبة تقديم العائلة إلى الكهنوت والكنيسة كاهن جديد، حيث قام نيافة الأنبا ميشائيل أسقف ألمانيا أثناء القداس الإلهي، صباح الأحد 14 يونيو 2020 برسامة الشماس نوفير القمص بيجول باسيلي باسم القس موريس القمص بيجول باسيلي كاهنا على كنيسة مار مرقس بفرانكفورت بألمانيا، وهي الكنيسة التي كان يرعاها القمص بيجول باسيلي مقار قبل نياحة منذ شهرين وبذلك تقدم العائلة كاهن جديد.
ولد الدكتور فايز باسيلى مقار طبيب الأسنان المعروف، في منطقة بئر العبد بالعريش بسيناء الشمالية في 20 / 12 / 1932 والتحق في تعليمه الابتدائي بمدرسة اللد في فلسطين، ثم حين انتقلت الأسرة إلى الإسكندرية سنة 48 التحق بمدرسة المرقسية الثانوية، والتي تقع داخل حرم البطريركية، وهي من أعرق مدارس الإسكندرية، ثم التحق بكلية الطب بجامعة الاسكندرية ( حيت كانت طب الاسنان احد فروع كلية الطب فى ذلك الوقت ) اتجة للعمل الحر بافتتاح عيادته الخاصة بشارع عرفان بمحرم بك كان يمقت العمل الحكومي، وفي بداية حياته رسم شماسًا، وفي سنة 48 خدم مع عمه القمص عبد المسيح مقار في كنيسة مارجرجس بغيط العنب ثم كان يتردد على الكنيسة المرقسية الكبرى، أما مارجرجس سبورتنج فكان في المناسبات ترتيبه بين الأبناء الخامس إذ تسبقة 4 بنات، وهو الأكبر بين الأولاد الذكور متزوج من الدكتورة سوزان لويس إلياس مكرم أب لثلاث أولاد: الدكتور البرت متزوج ويعيش في الإسكندرية، المهندسة مارى، والدكتور مينا والاثنان متزوجان وفي أمريكا.
– ما حكاية ميلادك في العريش و التحاقك بمدرسة “اللد” في فلسطين ؟
الأب كان عمله ناظر محطة في السكة الحديد، وطبيعة عمله تحتم عليه التنقل بين المحطات وكان خط السكة الحديد الممتد من القنطرة شرق مرورًا بـ”اللد”، وهي محطة الرئاسة حتى حيفا شمال فلسطين.
وكان هذا الخط يخضع للحكومة الإنجليزية؛ لذا ولدت أنا في منطقة بئر العبد، وجورج ( أبونا بيجول ) في رفح، وأديب أبونا كيرلس ) والبنات الأربعة في الإسكندرية، وإميل ( الأنبا ديمتريوس ) وماهر وشهرته مرقس ولدا في “اللد”، لكن الأب أساسا من دير الجنادلة مركز أبو تيج بأسيوط في صعيد مصر والأم من الإسكندرية .
للراهب ارسيليدس ( الانبا ديمتريوس فيما بعد ) مع افراد الاسرة
– أعطنا نبذة عن أفراد الأسرة.. وأهم الصفات التي تميزهم ؟
يعتبر الأب باسيلي مقار فلتاؤوس هو مؤسس الأسرة، وكان شماسًا يخدم في كنيسة الملاك ميخائيل بدير الجنادلة مع والده ( اللى هو جدى ) القمص مقار فلتاؤوس ، ثم بحسب عمله كان يتنقل بين القنطرة شرق إلى داخل فلسطين، وبالتالي كان يتردد على كنائس اللد ويافا والقدس، ثم كنيسة العذراء في محرم بك والأم أيضًا خدمت في كنيسة العذراء محرم بك، بالإضافة لخدمة البيت والأسرة أنجبت 11 من الأبناء 5 بنات و 6 ذكور، وهم حسب ترتيب الميلاد :
1 عايدة ( الأم أغابي ) وتنيح سنة 91
2 فيكتوريا ( الأم يوستينا )، وهي من مواليد 28
3 أنجيل شريكة حياة أبونا بيشوي تنيحت سنة 2019
4 ماري تزوجت في القاهرة وتنيحت سنة 2013
5 فايز باسيلي طبيب أسنان وهو مواليد 1932
6 جورج ( أبونا بيجول باسيلي ) تنيح سنة 2020
7 أديب (أبونا كيرلس باسيلى ) وهو مواليد 1936
8 فضيلة تزوجت وسافرت الى كندا وتنيحت سنة 2017
9 فيكتور باسيلي مهندس تليفونات تنيح سنة 1988
10 ماهر باسيلي مهندس زراعي بالمعاش وهو مواليد 1946
11 اميل ( الأنبا ديمتريوس ) أسقف ملوي مواليد 1948
والبنات الأربعة كانوا يمثلون جروب مع بعض ولما فتحت الكلية الإكليريكية في المرقسية وذهبوا ودرسوا فيها، كما أن خدمتهم كانت في كنيسة العذراء محرم بك وهن تربية مدارس الراهبات في فلسطين وكانت الراهبات المثل الأعلى لهن، أما فايز لا يحب الوظيفة الحكومية كان الوالد يحكي له عن معاناتها، و قام بالتقديس في القدس جورج، و له نشاط بارز في العذراء محرم بك وهو خريج هندسة أديب من صغره غاوي قبطي وألحان، وعمل قاموس قبطي إنجليزي، وكان أستاذًا بكلية الصيدلة.
اتسم بالهدوء وصفاء النفس، فيكتور يدرس الألحان والقبطي في مدارس الأحد والبابا شنودة أراد أن يرسمه كاهن ويذهب للخدمة في ألمانيا إلا أنه اعتذر.
له ابنة راهبة في دير أبو سيفين الأم ماجدلينا ماهر، له خدمة ونشاط في العذراء محرم بك اميل، خريج تربية قسم رياضيات بحتة وفكره يتجه صوب الرهبنة.
وكان مشهودًا له من قادته بالجيش أثناء فترة التجنيد .
– الأسرة كانت تنفرد بالحديث فيما بينها باللغة القبطية.. من كان وراء تعليمه اللغة ؟
كان شماسًا ووالده قمص وشقيقه قمص، وعنده خلفية عن اللغة القبطية، قرأ بكثرة في الكتب الدينية، وعنده مكتبة كبيرة، وهو ساعدنا بالتحدث بالقبطية، ثم دور مدارس الأحد، وكان فيه الأستاذ معوض داود يشجعنا على أن ننقل وننسخ سير القديسين والأستاذ يوسف حبيب علمنا القبطية والألحان في عذراء محرم بك، وأبونا بيجول أكتر واحد كان مصمم يتكلم قبطي، وحين تزوج في محرم بك بالإسكندرية كان حريصًا هو وزوجته وأولاده، على التحدث بالقبطية حتى نياحته.
وعمل على نشرها بين الشعب حين ذهب لألمانيا وحين تفرعت الأسرة الكبيرة، إلى أسر صغيرة بالزواج والاستقلال لم يكن الحماس كما كان في الأسرة الكبيرة إلا أبونا بيجول ظل حريص على هذا التقليد ونقله لأولاده .
ومن إحدى قصص التحدث بالقبطية لدى العائلة أنه :”من حرص أبونا بيجول وزوجته وأولاده على التكلم بالقبطية كانت لهم جارة مسلمة في الشقة المجاورة بنتها مخطوبة طلبت أن تتعلم القبطية؛ علشان تتكلم مع خطيبها بالقبطي بحيث اللي حواليهم ميعرفوش هما بيقولوا أيه وبالفعل قامت هاتاشو زوجة أبونا بيجول ( ومعنى الاسم حبستشوت ) بتعليمها اللغة القبطية وهاتاشو هي ابنة الأستاذ نجيب رزق الله شقيق الأستاذ بسنتى رزق الله الذي كان يدرس القبطية في الإكليريكية .
– هل الأسرة كانت حريصة أن تجتمع مع بعضها.. وفيما كانوا يتحدثون ؟
كل يوم أحد كانت الأسرة كانت تجتمع في بيت الوالد بمحرم بك، أما حاليًا فالعائلة بالإسكندرية تجتمع عندي كل أحد، لأني الأخ الأكبر، أما هذا العام فمرة كل شهر، ومن في الخارج حين يأتون إلى مصر يقومون بزيارتنا؛ مثل أبونا بيجول وأبونا كيرلس ولآخرين، كذلك الأنبا ديمتريوس من ملوى بالمنيا، أما الأم يوستينا نحن نقوم بزيارتها بدير أبوسيفين مصر العتيقة وفرعه بسيدي كرير غرب الإسكندرية، بالإضافة إلى وسيلة التواصل عبر خطوط التليفونات لنطمئن على بعض .
-كيف تقتفي أسر أخرى خطى أسرتكم في التحدث أو تعلم اللغة القبطية ؟
أهم شيء في هذا الأمر الأب والأم “ماما كانت تحفظنا الصلاة وتحسنا على قراءة الكتاب المقدس وتصلي معنا، وبابا كان له أيضًا تأثيرًا أكبر فهو شماس وخادم ومن عائلة كهنوتية وكان عنده مكتبة كبيرة كان يشجعنا على الاطلاع والقراءة، وكانت معظمها كتب دينية ولكن فيها أيضًا كتب عامة”.
كما أن الدافع للتفكير في التحدث باللغة القبطية شعورنا باحتياجاتنا إلى لغتنا القبطية فنحن كأقباط نعتز بلغتنا ونتكلم بها والأسرة متدينة بطبعها فإذا كان الإنجليزي يتكلم إنجليزي و الفرنسي يتكلم فرنسي لما لا أن القبطي يتكلم قبطي لغته ولغة الآباء والأجداد والكنيسة القبطية العريقة فكل اللي عايز يتكلم اللغة القبطية كنا بنعلمه، وكان الأكثر تحمسًا أديب وجورج .
– لماذا اتجه أكثر من نصف أسرتكم إلى حياة الرهبنة والكهنوت.. وهل اعترض أحد على رهبنة البنات ؟
تربينا تربية دينية في البيت ومدارس الأحد والكنيسة، مما شجعنا أن نكون ملتزمين كنسيًا، أما الاعتراض على رهبنة البنات فالأب والأم كانا يتألمان لذلك، وكانوا يترددون على الكنيسة المرقسية، وكانوا يدرسون في الكلية الإكليريكية، بالإضافة لخدمة مدارس الأحد وكان الوالد يعز جدًا البابا كيرلس والبابا بيعزة، فقال لها اتركيهم للرهبنة والرب يباركهم، وبالفعل اتجهت عايدة وفيكتوريا إلى الدير، أما أنجيل ومارى كانتا ينوون التوجه أيضًا للدير وجهزوا شنطهم استعدادًا للذهاب للدير وإذ أحد الأقرباء جاء ليخطب مارى ويتزوجها، أما أنجيل فكان خطة الرب أن ترتبط بكاهن مبارك لتساعده في الخدمة وعاشت معه بتول ومكرسة .
– اذكر لنا أحد المواقف لك أو الأسرة مع القمص بيشوي كامل.. والأنبا ديمتريوس.. ومع الآباء البطاركة ؟
قبل أن يتزوج ابونا بيشوى كامل كان يفكر في الرهبنة وجلس معي يومها وأخذنا نتحدث عن مزايا ان يكون أسرة أو يذهب للدير وكان له نشاطًا كبيرًا وعظيمًا في كنيسة العذراء بمحرم بك، ثم ذهب خلوة في الدير لأخذ قرار مصيري وفي الوقت نفسه الشعب يطالب برسامته كاهنًا، وكان يذهب إلى البابا كيرلس كثيرًا.
وكان محتارًا إذ تزوج لأجل الكهنوت يتزوج من وسادة سنين الخدمة، فقام البابا كيرلس، وقال له: عندك أنجيل وهو الذي رشحها له، جاء وخطبها ثم تزوجا لكي تتم رسامته كاهنًا وتمت رسامته على كنيسة مار جرجس سبورتنج، وكان يعرفها من مدار الأحد.
أما شقيقي الأنبا ديمتريوس فكان عايز يترهبن وكان يتردد على دير مارمينا والوالد لم يمانع، وفجأة حضر القداس في الكنيسة المرقسية الكبرى، وأتى لنا لنا قربانة ووضعها مع كارت في صندوق البوستة وذهب إلى الدير .
البابا كيرلس السادس كان يعتز جدًا بالأسرة ومقربة منه وحين كان يشعر بألم في ضروسه وهو في مقره في البطريركية، كنت أذهب إليه في البطرخانة لعلاجه، وزارني كثيرا في العيادة؛ ليبارك افتتاح العيادة، وأيضًا جاءني في العيادة عدة مرات لعلاج أسنانه وكرسي الأسنان الذي جلس عليه قداسته مازلت محتفظ به وعملت حجرة متحف ووضعته للذكرى والتاريخ والحدث الفريد مع البابا القديس .
أما البابا شنودة فهو كان يعرف الأسرة جيدًا وقربه منه وهو الذي رشح أبونا بيجول باسيلي للخدمة في ألمانيا كما كان يريد من قبل أن يرسم شقيقى فيكتور كاهن و يرسله إلى ألمانيا إلا أن ماهر اعتذر .
أما البابا تواضروس تربطنا به علاقة ود ومحبة كبيرة والأسرة مقربة منه، كما أن أديب أبونا كيرلس باسيلي كان أستاذه في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية .
*معجزة البابا كيرلس السادس وهو في عيادة الأسنان تمتد إلى المستشفى القبطي، يقول الدكتور فايز باسيلي، إن قداسة البابا كيرلس السادس أخبره بميعاد مجيئه إلى العيادة لعلاج أسنانه فقمت بالاتصال بزوجتى الدكتورة سوزان لويس لتحضر في العيادة وفي نفس الوقت أختها الدكتورة عايدة كانت تلد في المستشفى القبطي والولادة متعسرة، وهناك خطورة على الأم والجنين وطلبت من قداسته أن يصلي من أجل أختها فصلى صلاة حارة وقال لها :”اطمئني لا تخافي إن شاء الله هتقوم بالسلامة، وأول لما نزل من العيادة ذهبنا إلى المستشفى حيث قال الطبيب أنها وضعت مولودها قبل عشر دقائق في نفس الوقت الذي صلى فيه البابا وهاجرت إلى استراليا والبنت التي وضعتها اسمها هناء فخري صليب والآن ست كبيرة ومتزوجة من أبونا ميخائيل ميخائيل في استراليا .