تشهد “الأديرة المصرية” نهضة عمرانية وتنموية وروعوية كبيرة، ومسؤوليتها الوطنية جعلتها تسعى لخدمة المجتمع، علاوة على اكتفائها ذاتيا ومساعدتها للاخرين … قامت “وطني” على مدار الأعوام السابقة بجولات في العديد من الأديرة المصرية … واليوم يقدم “موقع وطني نت” حكاية ” ديـــر السيـدة الــعـذراء بـجبـل درنــكــه”، وذلك لإلقاء الضوء على حكاية هذه الأديرة العامرة بالإيمان والأعمال المتجلية في العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وخدمة المجتمع, كما أن الكنيسة تحتفل خلال هذا شهر يونيو بدخول العائلة المقدسة لأرض مصر ويعد “دير السيدة العذراء بجبل أسيوط الغربى” بقرية درنكة المحطة الحادية والعشرون وآخر محطة في رحلة العائلة المقدسة فى مصر، ومنه انطلقت رحلة العودة إلى أورشليم، وهو يعد أحد أهم المزارات السياحية والدينية ، كقول الرب “لما سمعت العائلة المقدسة أمر العودة إلى موطنهم ارتحلت من جبل قسقام إلى ناحية الجنوب إلى جبل أسيوط، ومكثت العائلة المقدسة فى هذه المغارة عدة أيام حتى وجدت مركباً مسافراً فى النيل إلى بحرى أى شمال البلاد فركبت فيه وهكذا بدأت رحلة العودة إلى أرض فلسطين حسب أمر الملاك .. لكي تتم نبوة هوشع النبى القائل: “من مصر دعوت ابني” (هو 11: 1)
موقع الدير
يقع دير السيدة العذراء بجبل درنكة على على جبل يرتفع فوق سطح الأرض بنحو مائة متراً، وعلى بعد 8كم جنوب غرب مدينة أسيوط على طريق الغنايم , ويُرَى الدير واضِحًا من بُعد مغارة العذراء بدرنكة ويحتوي الدير مغارة قديمة وكبيرة يقال إنها كانت محجر فرعوني استخدمت في القرن الأول المسيحي كنيسة وفي وسط المغارة مذبح للسيدة العذراء محاط بسورمن الخشب المشغول وهي من المزارات السياحية المسيحية الهامه يصل الى الدير عن الطريق الدائرى الذى يبدأ عند الكيلو 3 ثلاثه قبل الدخول الى مدينة اسيوط من الجهه الشماليه وعند الكيلو 4 أربعة من الجهه الجنوبيه , وأنشئ دير العذراء على الجبل الغربى المعروف بجبل درنكة لمدينة أسيوط وعلى ارتفاع مائة متر من القرية وحقولها الموجودة أسفله …. ومن التقاليد الثابتة أن العائلة المقدسة سكنت مغارة الدير والتى كانت موجودة فى الجبل قبل مجئ العائلة المقدسة لمصر ومن مكان الدير بدأت العائلة المقدسة رحلة الرجوع إلى الناصرة وحسب التقليد القبطى أن القديس يوسف النجار قد تلقى الأمر من الملاك بأن يرجع هو والصبي وأمه إلى أرض إسرائيل لأنه قد مات الذى يطلب نفس الصبي (مت 2 :19 :20) وكان هذا الأمر فى المكان الذى به الدير المحرق الآن .
كنائس ومعالم الدير ومبانيه
بالدير مجموعه من الكنائس أقدمها كنيسة المغاره , وطول واجهتها 160 مترا وعمقها 60 مترا وتعتبر كنيسة منذ نهاية القرن الاول المسيحى, وقد إهتم نيافة ألأنبا ميخائيل مطران أسيوط ببناء إستراحات كثيرة لإستقبال الزوار الذى يفدون إلى هذا الدير بالألاف خاصة فى الأعياد والمناسبات المسيحية (خاصة فى عيد العذراء فى شهر مسرى), وأن مغارة الدير هذه ترجع الى حوالى 2500 الفين وخمسمائة سنه قيل الميلاد , وبالدير كثيرا من الابنيه يصل بعضها الى خمسة أدوار , وبها قاعات كبيره للخدمات الدينيه والاجتماعيه والانشطه الفنيه , وحجرات للضيافه والاقامه , ووسط المباني الحديثة الضخمة لاستراحات الزوَّار توجَد مغارة قديمة كانت مَحْجَر فرعوني قديم، وربما زارَتها العائلة المقدسة بعد الدير المحرق , بجوار المغارة كان يوجد كنيسة أثرية للثلاثة فِتة القديسين , شمال المباني الحديثة لزوَّار دير درُنكة، وعلى مسافة 300 متر توجد مغارة مُقَسَّمة إلى ثلاثة أقسام، وبها بعض الحِنيات والمباني وبقايا الفُخَّار الأثري، وهي غالِبًا ما كانت للقديس يوحنا التبايسي الذي سَكَنَ جبل درُنْكة في القرن الخامس الميلادي، وتَتَلْمَذ عليه الأنبا شنوده والأنبا بيجول والأنبا بيشاي أصحاب أديرة سوهاج , وقد ذكر الدير المقريزي (القرن الخامس عشر)، وفانسليب (1672 م.).
نشاط الدير
للدير رسالته الدينية , فمنذ فجر المسيحية استمر المسيحيون يتوارثون الاقامه به , ولما بدأت الحركة الرهبانية في القرن الرابع المسيحي قامت بهذه المنطقة أديرة كثيرة للرهبان والراهبات ومن أشهر الذين عاشوا به القديس يوحنا الاسيوطى ويقيم الدير الصلوات وسر العماد يوميا , ويستقبل الزائرين من الساعة السادسة صباحا ويغلق أبوابه السادسة مساء ولكن يمتد الميعاد الى الحادية عشر مساءا خلال شهر أغسطس , أما المبيت بالدير فيكون بموجب تصريح سابق . ويعتبر دير العذراء بجبل أسيوط من المعالم السياحية الهامة فى البلاد المصرية يقصدة الوف من الزائرين أجانب ومصريين على مدار السنة ليتعرفوا على المكان الذى انتهت اليه مسيرة العائلة المقدسة ومنه بدأت رحلة العودة ولقد تجلت العذراء بصورة نورانية وما زالت تظهر بين الحين والآخر فى هذا الدير المبارك وبدأ الديرنشاطه منذ إنتشارالمسيحية فى مصر فقد كان المسيحيين الأوائل يهربون إلى هذا المكان هرباً من بطش الحكام , ولما بدأت حركة الرهبانية فى القرن الرابع قامت بهذه المنطقة أديرة كثيرة للرهبان والراهبات , ومن أشهر الذين عاشوا فى هذه المنطقة القديس الراهب يوحنا الأسيوطى , وبالرغم من بعد الدير ووجوده على جبل فإن الديرلا تنقطع الصلوات منه وكذلك يتم فيه سرالعماد يومياً , حيث يفضل الأقباط تعميد أولادهم فى مكان مبارك مثل هذا المكان, كما يستقبل الدير الزائرين من السادسة صباحاً حتى يغلقها فى الساعة السادسة مساءاً ولكن قد يمتد فتح الأبواب حتى الساعة التاسعة مساء ويمارس الدير الأنشطة الروحية ما بين هاذين التوقيتين وذلك فى شهر اغسطس , اما المبيت فى الدير فيكون بذهاب العائلة المقدسة إلى مغرة جبل أسيوط بدرنكة وصلت إلى نهاية تجوالها العجيب هرباً من هيرودس وبدأت رحلة العودة , فسارت ناحية الشرق , حيث مدينة اسيوط الذى كان يوجد به مرسى للسفن على النيل الذى أستخدمته العائلة المقدسة فى طريق عودتها إلى مصر ثم المطرية ومسطرد ثم بلبيس وباقى طريق عودتها إلى مدينة الناصرة شمال إسرائيل فى الجليل وبذلك تمت نبوءة أشعياء القائلة من مصر دعوت أبنى (هوشع 11: 12).
عذراء جبل أسيوط
إن التقليد الذي سلم من الآباء يتحدث عن كرامة هذا المكان ألا وهو جبل أسيوط الذي تبوأت قمته العذراء… وقد لقبت الكنيسة العذراء بـجبل الله الدسم الذي سر أن يسكن فيه إلي الانقضاء,إذ جاءت إلي هذا الجبل تفيض عليه من بركاتها فتحولت مغاراته إلي كنائس عامرة بالتسابيح والألحان,وعندما اختار الله جبل سيناء الواقع علي حدود مصر الشرقية اختاره لرسالة سامية فظهر لموسي في عليقة مشتعلة بالنار قائلا: إني قد رأيت مذلة شعبي الذي في مصر وسمعت صراخهم فنزلت لأنقذهم (خر3:7) فها هو الآن علي جبل أسيوط وفي أعماق مصر يعلن بذاته المباركة بأنه جاء إليها منقذا من عبودية الشيطان ومخلصا من سلطان الخطية وداعيا إلي حرية مجد أولاد الله…إن مجئ العذراء إلي هذا المكان لم يكن علي سبيل الصدفة أو أمرا فرضته الأحداث ولكنه كان بتدبير إلهي تم وفق تخطيط دقيق ورسمت خطواته بحكمة سامية,وربما يغيب عن البعض فهم مقاصده أو الإلمام بنواصي تدابيره رغم أنه كانت لله إشاراته الواضحة فيما يجري من احتفال ديني يتوارثونه ولا يعرفون معناه ويقام في وقت فيضان النيل في شهر مسري الذي يوافق شهر أغسطس من كل عام تكريما واحتفاء بإيزيس المصرية معبودة هذه المنطقة حين أقامت زوجها من الموت وكانت مراسم هذا الحفل حيث يحمل الكهنة تمثال إيزيس يطوفون به أنحاء معبدها الكائن في مقابر الأمراء الواقعة في هذه المنطقة,وهم ينشدون أمامها أناشيد البهجة والفرح,ويذكر بعض المؤرخين أنه شوهد في هذا الموكب الاحتفالي فتاة نورانية الملامح تحمل طفلا بهي الوجه تمتطي أتانا يقوده شيخ توج الشيب رأسه ومن خلفها سيدة تنحني خضوعا وإجلالا لهذه الفتاة ووليدها,وظل هذا المنظر لغزا بغير حل مع أنهم يتناقلون خبره جيلا بعد جيل إلي أن جاءت العذراء والرب يسوع مع يوسف النجار وسالومي,ورأوها رؤي العين وشاهدوا ما يجري من المعجزات والآيات وظلوا يتساءلون من تكون هذه العائلة المقدسة إلي أن جاء مرقس الرسول لمصر مبشرا فأجلي بما كان عليهم غامضا وعرفوا فيها عذراء الجبل التي حلت به ضيفة كريمة حملوا لها أطيب الذكريات بما قدمت لهم من أعظم البركات وإذا كان لهذا الجبل رسالته فللجبل حكمته.
وتأتي في المقدمة وحسب الترتيب الطقس لمجمع الأبرار والقديسين السيدة العذراء مريم بحسب قولها هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنيتحمل أجمل باقة احتفالية حيث تحرص كنائسها ومزاراتها في ربوع مصر وأنحاء الكرازة علي الاحتفاء بموسمها الكنسي خلال شهر أغسطس إضافة إلي تذكاراتها طوال العام وفي جبل أسيوط ترتفع مكانة الاحتفالات بالعذراء من حيث تدفق أعداد الزائرين من مصر وأنحاء العالم ,وأيضا لتمايز موكبها الاحتفالي الضخم الذي يتصدر الاحتفالات اليومية صعودا وهبوطا إلي موضع إقامة العائلة المقدسة بمغاراتها المقدسة بحضن الجبل,ويطوف مئات الآلاف من المواطنين حول كنائسها وفي ساحاتها وانحدارا نحو الطريق الصاعد الممتد بين أحجار الجبل , وذلك في الموعد المقرر مع الغروب تمام السابعة مساء في مشهد يندر تكراره مع خلفية امتداد المساحات الخضراء للزراعات أسفل الجبل ونهر النيل والأفق الممتد,رمزا وتبريكا لمسيرة العائلة المقدسة نحو هذا الموضع المقدس منذ آلاف السنين.
الاحتفالات بالدير
يقيم الدير احتفالاته الروحية سنويا ابتداء من يوم 7 أغسطس حتى 21 من نفس الشهر كل عام ويفد إليه ملايين الزوار من كل البلاد ولدير العذراء بجبل أسيوط مكانة خاصة لدي الشعب الألماني.. ففي28يناير 1968 علي ما يروي الشماس الإكليريكي صفوت فكري أرسلت كاميرات التليفزيون الألماني لتصوير دير العذراء والموكب الاحتفالي ليبث مباشرة … ورغم أن الوقت كان شتاء ومباني الدير في مراحل الإنشاء الأولي وافق نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط علي التصوير في وقته وكان الشمامسة يرتدون التونية علي ملابسهم الشتوية.
أيقونات
أيقونة عذراء مغارة جبل أسيوط الملكة المتوجة وطفلها الإلهي بالمغارة ولا يسمح بخروجها من موضعها إلاخلال الطواف في الموكب الاحتفالي لشهرأغسطس كل عام , كما تري عذراء الهروب بالديربجبل أسيوط مستلهمة بيد فناني أسيوط في مشهد رمزي تمتطي حمارا وفي حجرها الرب يسوع يقودهما يوسف النجارالشيخ البار, فهذه المدينة بقعة مقدسة تباركت بمجئ العائلة المقدسة إليها وقدوم القديس مارمرقس الرسول يكرز فيها, فهي من أوائل المدن التي قبلت الإيمان بالمسيح في القرن الأول الميلادي.
– فقد ذكر قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في كتابه عن القديس مرقس الرسول أنه جاء إلي الإسكندرية قادما من الخمس مدن الغربية ووصلها عن طريق الواحات إلي صعيد مصر. - أن العمل الحقيقي لمرقس الرسول يقع في إفريقيا فقد عبر أولا البحر المتوسط للقيروان البنتابولس التي كانت محل إقامة والديه وبذر بذار الإيمان وذهب إلي الإسكندرية عن طريق ملتف خلال الواحات أسيوط كانت المدينة الي تربط ليبيا بمصر في الجنوب .
– وفي كتاب تاريخ المسيحية الشرقية تأليف عزيز سعد عطية التفاصيل الكثيرة والتقاليد الثابتة في مصر عن الكنائس القبطية فيما يخص القديس مرقس الرسول وبشارته في صعيد مصر ثم الوجه البحري .
– عن الجهات التي بشر فيها القديس مرقس أنه قصد شمال إفريقيا حيث بشر الخمس مدن الغربية سنة 52م ثم قصد الديار المصرية عن طريق الصحراء الغربية فمر أولا ببعض بلاد الوجه القبلي كانت مدينة أسيوط الطريق الذي يربط الصحراء الغربية بمصر ومنها إلي بابليون ثم إلي الإسكندرية .
– وفي كتاب بقلم فتحي عزيز عن حياة القديس يوحنا التبايسي أن المسيحية دخلت البلاد المصرية علي يد القديس مرقس الرسول الذي جاءها عن طريق الصحراء الغربية بعد أن طاف أقاليم ليبيا ثم ذهب إلي صعيد مصر عن طريق الواحات وبهذا تكون مدينة أسيوط ضمن أوائل المدن التي قبلت الإيمان بالمسيح منذ منتصف القرن الأول الميلادي من القديس مرقس الرسول نفسه.
– إن موقع التجليات بالمطرانية القديمة بأسيوط يقع في طريق مسيرة العائلة المقدسة إلي مغائر دير العذراء بجبل أسيوط الغربي وفي طريق مسيرة القديس مرقس الرسول وهو قادم من المدن الغربية إلي صحراء مصر حيث مدينة أسيوط ومنها إلي الإسكندرية.
وقال المتنيح نيافة الأنبا ميخائيل:
إنه إلي هذا المكان وصلت العائلة المقدسة ومنه إلي دير العذراء بجبل أسيوط واجتازه أيضا القديس مرقس الرسول الشهيد الذي وصلت دماؤه عبر نهر النيل واختلطت بدماء الشهداء التي سالت عبر نفس النهر وروت هذا المكان وجميع البلاد المصرية , إنها إشراقات نورانية سمائية متكررة تسطع علينا من حين إلي حين تعطي البركة لكل الشعب وتبعث الفرح والسلام لكل نفس حائرة إنها زيارات النعمة من السماء إلي الأرض إنها افتقادات إلهية لا تنقطع فقد عادت هذه الأنوار لتشرق داخل الكنيسة في كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل أثناء القداس الإلهي في 2006/4/26 وفوق قباب الكنيسة ليلا مع أسراب الحمام وسجلت هذه الأحداث تسجيلات مباشرة من موقع الحدث مثل سائر الظهورات والتجليات السابقة التي سجلها رجال الصحافة والإعلام من داخل وخارج البلاد , وكانت المطرانية تجزم بحقيقة هذه التجليات بعد التدقيق الشديد بكل الوسائل وتصدر بيانات رسمية عنها فنحن لا نحتفل بذكري تجليات مضت ولكن هي ماثلة بيننا تتكرر دائما ونراها فوق موكب العذراء الذي يطوف الدير خلال شهر أغسطس من كل عام وفوق كنائس مدينة أسيوط.. إنها حقائق مسجلة علي قلوبنا بأحرف من نور لا تنسي , بل هي عظات سمائية لتثبيت الإيمان وتقوية الرجاء وتزيد الشوق إلي السماء, لأنها لمحات من مجد الأبدية الذي ينتظرنا ونتوق إليه.
العائلة المقدسة بجبل أسيوط الغربى
درنكة
قامت العائلة المقدسة برحلة الرجوع مارا بجبل أسيوط ويوجد بجبل اسيوط مغارة كبيرة كانت محجرا فرعونيا احتمت فيه العائلة المقدسة منتظرة وصول المراكب للعودة وبها مذبح فى المنتصف كما بالدير عدة كنائس ومبانى استراحات وقاعات أسسها نيافة الحبر الجليل الانبا ميخائيل مطران اسيوط أطال الله حياته ولعل التجليات والظواهر الروحية التى حدثت فى جبل أسيوط تعطي الدليل القاطع والرد المانع على المشككين فى زيارة العذراء بجبل اسيوط وللحق يعتبر دير العذراء بجبل اسيوط مدينة كنيسة فاخرة يشدها الزائرون قبل أن يصل حوالى اربعة كيلو مترات , ويقام احتفال العذراء جبل اسيوط فى اكثر من يوم من 21-7 أغسطس من كل عام بإشراف رعاية نيافة ابونا المطران ميخائيل ومن مرسى السفن في أسيوط بدأت العائلة المقدسة رحلة العودة سالكة نفس الطريق الذى أتت منه الى ان وصلت الناصرة شمال فلسطين حقا (من مصر دعوت ابني ) هوشع 21:11, لما سمعت العائلة المقدسة أمر العودة إلى موطنهم ارتحلت من جبل قسقام إلى ناحية الجنوب إلى جبل أسيوط، ويبدو أنه قريباً من النيل حيث الميناء ومرسى السفن التي تجوب النيل شمالاً وجنوباً وفى هذا الجبل مكثت عدة أيام فى مغارة بأعلى جبل درنكة…( قرية درنكة , كتب عنها المقريزي أن درنكة كلمة من شقين هي دي معني دير ونون تعني المركز يعني القرية كانت مركزا لـ 76 ديرا بالجبل الغربي حتي قرية الغنايم وكانت درنكة تدعي قرية النصارى الصعايدة وقطنها المسلمون منذ 500 عام فقط , وجاء إليها الاضطهاد الروماني وكان الهجوم شديدا جدا لأنها كانت مركزا للأديرة وخربوا الأديرة كلها وآثار التخريب لازالت موجودة حتي الآن وظل سكانها المسيحيون مطاردين حتي قرية جهينة بسوهاج وهناك حاصرهم الرومان ولازال المكان موجود بقرية جهينة وحوله سور مكتوب عليه جبانة الشهداء), حتى تتوفر فرصة سفينة مسافرة إلى شمال مصر وهذه المغارة هى عبارة عن مغارة متسعة فى وسطها كنيسة على جبل عالى هو جبل أسيوط ويبعد عن أسيوط بحوالى 8 كم وهي تعود لعصر الفراعنة الذين فرغوا الجبل من الحجارة ليبنوا بها معابدهم ويلجأون إلى المغارة يسكنون فيها أيام فيضان النيل.
– مكثت العائلة المقدسة فى هذه المغارة عدة أيام حتى وجدت مركباً مسافراً فى النيل إلى بحرى أى شمال البلاد فركبت فيه وهكذا بدأت رحلة العودة إلى أرض فلسطين حسب أمر الملاك ولكى تتم نبوة هوشع النبى القائل: “من مصر دعوت ابني” (هو 11: 1)
– قرية درنكة من القرى التي ترجع إلى العصور الفرعونية واسمها الأصلى درنكة وردت فى قوانين ابن مماتى وفى تحفة الإرشاد وهي من قرى الصعيد بمصر فوق أسيوط .
وذكرها أميلينو فى جغرافيته وقال: أن اسمها القبطى إبسيديا وهي تقع غربي ناحية موشه واسيوط من البلاد القديمة فى مصر ذكرها جوتييه في قاموسه عن البلدان فقال : ط إن إسمها المدنى والآشوري والقبطى والرومى والعربى أسيوط , وتعنى مدينة الذئب لأن أهلها كانوا قديماً يعبدون ابن آوى الذي يشبهه الروم بالذئب , وهى تقع على الضفة الغربية للنيل , وكانت قاعدة قسم من أيام العصر الفرعونى .
– ميمر البابا ثاؤفيلوس , مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق , ميامر وعجائب السيدة العذراء ص 98 , السنكسار القبطى تحت اليوم الرابع والعشرين من بشنس , الدفنار تحت اليوم 8 برمودة , ميمر البابا تيموثاؤس, كنائس مصر وأديرتها لأبى المكارم سعد الله جرجس بن مسعود المنسوب خطأ أبى صالح الأرمنى ص 99 , وجاء فى الذكصولوجية القبطية المحفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان , فقام يوسف وأخذ العذراء والصبي معها وسالومى العجوز , وهبط إلى مصر, وذهبوا إلى قسقام , ومكثوا هناك حتى مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف , وأمره بأن يعود إلى الناصرة , أيضاً كتاب الدفنار تحت اليوم الثامن من بؤونة ( تفسير آدم ) حيث تجد نفس الكلمات باللغة القبطية والعربية .
– تركت العائلة المقدسة جبل قوص قام وأتجهت جنوباً إلى أن وصلت إلى جبل أسيوط حيث دخلوا على مغارة قديمة موجودة فى الجبل كانت محجراً فرعونياً قديماً أقامت بداخله العائلة المقدسة , وهذا المكان أقصى مكان وصلت إليه العائلة المقدسة فى صعيد مصر وقد بارك الرب هذا المكان أيضاً حيث بنى هناك دير العذراء بجبل أسيوط بدرنكة , وقد أكدت العذراء مريم على أهمية هذا الدير وبركته بأن ظهرت فيه وتجلت بصورة نورانية ومازالت تظهر بين الحين والآخر فى دير العذراء بدرنكة.
رحلة العودة
عودة العائلة المقدسة إلى الوطن المقدس….أجمعت المصادر التاريخية والكنسية على أن الدير المحرق كان هو آخر بقعة زارتها العائلة المقدسة فى رحلتها التاريخية المباركة من الشمال إلى الجنوب , والمكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة قد تحول إلى هيكل كنيسة العذراء الأثرية وهناك يوسف النجار رأى الحلم الذى أعلمه فيه رئيس الملائكة غبريال أو جبرائيل بموت هيرودس الذى كان يطلب نفس الصبي ليهلكه ثم أمره بأن يأخذ الصبى وأمه ويعود إلى إسرائيل ويقول المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات العليا: وهذا بالطبع لا يمنع أن تكون العائلة المقدسة , بعد أن تلقت فى جبل قسقام أمر الملاك بالرجوع إلى الأرض المقدسة قد سلكت فى عودتها طريقاً قد أنحرف بها إلى الجنوب قليلاً حتى جبل أسيوط , وهناك تقليد شفاهي يروى أنها قد اختبأت وقتاً ما فى مغارة بجبل أسيوط , فالمعروف أن العائلة المقدسة كانت هاربة ومطاردة , ولم تكن ظروفها ميسرة حتى تسلك فى سيرها طريقاً ثابتاً مستقيماً , فلا بد أنها عرجت على بعض أماكن أخرى غير التى ذكرها تقتضيها رحلتها المحاطة بظروف شاقة غير طبيعية , ومنها على ما يروى التقليد – السراقنا , وبوق , والقصير فى مقابل ديروط فى المكان المعروف بمغارة البقرة.
وذكر أن منية بني خصيب تعرف بوقيس ابن قفط بن مصرايم وفيها جسد وهلبس الشهيد (هلياس الشهيد من أهل هناس تذكاره 15 برمهات) وبها كنيسة السيدة العذراء مريم بالمحرقة (هو الدير المحرق قرب أسيوط). ومن دير المحرق عاد السيد المسيح إلى مصر (بابليون بمصر) ومنها إلى الشام (الأرض المقدسة) وهي أول كنيسة أنشئت بالوجه القبلى وكرزت وهذه تعرف بقوص قام فى البرية وتفسير قوس قام المكفن بالحلفاء للصعاليك بناها قوس ابن قفط بن مصرايم وقد سكن بها السيد المسيح والسيدة العذراء مريم والدته بالجسد والشيخ البار يوسف النجار عند هروبهم من هيرودس الملك قاتل الأطفال ، وكان فى بيت يعلوها ويصعد إليه برجات وفى هذا البيت طاق انفتحت بنفخة السيد فى الحائط ولم تفتح بيد أو آله من الألات وفى الكنيسة مذبح واحد وكان تكريزه بحلول السيد المسيح فيه والتلاميذ الكبار فى السحابة على ما شهد به .
وذكره ميمر فيلاتاوس البطريرك الـ 23 ومنها عمل مثل التكرير والقدور المملوءة ماء وأن ترش حوائط الكنيسة بالماء حتى يتقدس وتقدم إلى بطرس بتكريز كل الكنائس على مثال التكريس الأول بالمحرقة من أعمال الأشمونين. كنيسة العذراء بقوص… قام كنيسة السيدة العذراء وهى أول كنيسة بنيت فى مصر ومنها جاء المسيح لمصر ومنها عاد إلى الشام وهذه الكنيسة تعرف “بقوس قاك” وهى جميلة جداً وكان معهم موسى أبن أخى يوسف النجار وأمره السيد المسيح أن يصنع حجر تحت رأسه فصنعه ولكنه مات للوقت ودفن بها وأمام الكنيسة بئر ماء معين وفى الكنيسة حوض يملأ ماء فصار بعد ذلك خمراً وكان هذا المثال فى تكريس الكنيسة رسماً جارياً إلى باقى الزمان وحدث ذلك فى شهر هاتور ثم بارك السيد المسيح ماء البئر عندما شرب منه هو ووالدته ومن معهم وصار كل من يشرب منه بإيمان أو يستحم بمائه يشفى من أوجاعه وقد شفى الكثيرين من أمراضهم وصار هذا الماء فى فم من يشرب منه حلو مثل ماء جيحون أعنى نهر النيل بمصر وأصبحت هذه الكنيسة مقصد للزوار من قديم الزمان لما أشتهرت بالأعاجيب وشفاء الأمراض جمع كبير من جميع الأديان فى عيد الفصح من كل سنة وأمر السيد المسيح أن لا يوسع أحد هذه الكنيسة زيادة على ما هى عليها بل تبقى على حالها وأثار كف السيد المسيح …. ويجاور هذه الكنيسة جوسق كبير قديم البناء وكان قد تشقق جدرانه فاهتم بترميمه وتجديده معالمه وعاد كما كان عليه أولاً الشيخ أبو زكريا ابن أبو نصر عامل الأشمونيين (كاتب يجمع الجزية والضرائب ) فى الخلافة الحافظية (تفسير أسم المحرقة أو الدير المحرق) وكان يسكن بهذه الناحية في القدم خرتيا ابن ماليق وكان من الجبابرة القساة فرمى بصاعقة نزلت عليه من السماء فاحترقت بها ولم يوجد له أثر فسميت المحرقة وكان خرتيا محباً للمعاصى عنده مالاً كثيراً فرماه الرب صاعقة فأحرقته , وغربى هذه الكنيسة قبة نقر في الحجر بالجبل وكانت السيدة العذراء تأوى إليها وصار المسيحيين يذهبون لهذه القبة ويتباركون منها وذكر أن فى عيد الفصح من سنة إحدى وتسعين وثمانمائة تحويل الماء لخمر فى البئر بشهادة جماعة من الكهنة والأساقفة والشعب وكتبوا بذلك .
سيرة المتنيح الأنبا ميخائيل “شيخ مطارنة الكنيسة” ومطران أسيوط
ولد متياس حنا عام 1920 في قرية الرحمانية مركز نجع حمادى بمحافظة قنا … دخل دير الأنبا مكاريوس الكبير ( ابو مقار ) فى عام 1939 باسم الراهب متياس المقارى , ثم رسم أسقفا فى عام 1946 وهو عنده 25 عاما على كلا من مركز أسيوط والبداري وساحل سليم وقد رسمه قداسة البابا الأنبا يوساب الثانى .
قصة سيامته أسقفا :كان الأنبا ميخائيل راهبا شجاع دائم الدفاع عن الحق فكان يراجع بوداعة تصرفات رئيس الدير مما دفع رئيس الدير الى الاضطرار لطرده من دير أبو مقار وفى نفس الوقت كانت قد ظهرت العذراء مريم لقداسة البابا يوساب الثانى وأمرته بالاسراع الى الدير ومقابلة الراهب متياس المقارى و رسامته مطرانا على أسيوط ، وعندما وصل الانبا يوساب إلى الدير سأل الرهبان عن الراهب متياس انزعجوا جدا حيث انهم ظنوا انه قد علم بالمشكلة فقالوا له انه قد تم طرده من الدير فقال بالفعل لن يبات فى الدير وسيتم رسامته مطرانا وبعد سيامته مباراة حدثت مشكلة مع بشوات أسيوط معترضين على صغر سنه ولكن انبا ميخائيل استطاع أن يحتوي المشكلة وبعد فترة ليست طويلة أصبح محبوبا جدا للجميع
الأنبا ميخائيل والبابا كيرلس…
سافر الأنبا ميخائيل مع البعثة القبطية المصرية الى روما لإحضار جسد القديس مارمرقس الرسول وكان وقتها رئيس دير أبو مقار وقد قام الأنبا ميخائيل بتكليف أبونا متى المسكين بأن يكون هو الأب الروحى لرهبان
الانبا ميخائيل مع البابا شنودة فى روما فى عام 2009 قدم نيافة الأنبا ميخائيل استقالته من رئاسة دير ابو مقار لقداسة البابا شنودة الثالث ولم يعلن اى شئ عنها ولكن بعد نياحة مثلث الرحمات البابا شنودة الثالث توجه إلى الأنبا ميخائيل عدد كبير من رهبان الدير يترجونه بأن يرجع رئيس الدير فقبل رجائهم , انه كان دائما ما يرفض ان يصلى خارج ايبارشيته وعندما اشتد المرض عليه فى نهضة العذراء مريم بدرنكة العام الماضى 2014 حضر النهضة على كرسى متحرك وفى جسده الكثير من اللاصقات الطبية حتى لا يزعل شعبه وحتى يرأس الصلاة كعادته انبا ميخائيل وهو فى مرضه , عاصر الأنبا ميخائيل أربع بطاركة منذ جلوسه على مطرانية أسيوط وهم:البابا يوساب الثانى ، البابا كيرلس السادس ، البابا شنودة الثالث ، البابا تواضروس الثانى. أهتم الأنبا ميخائيل مطران اسيوط بأقامة عدة ابنية هذا غير المغارة التى آوت إليها العائلة المقدسة , ويوجد مجموعة من الكنائس منها كنيسة طرازها يمائل طراز كنيسة فى إيطاليا كما أنشأ الأنبا ميخائيل قاعات كبيرة للخدمات الدينية والاجتماعية والأنشطة الفنية , وكذلك بنى العديد من الاستراحات وحجرات للضيافة تستوعب الآلاف من الزوار فى أعياد ومناسبات الدير المقدسة والتى تبدأ من 7 أغسطس إلى 21 أغسطس من كل عام . وبعد نياحة البابا شنودة الثالث اعتذر الانبا ميخائيل عند منصب قائم مقام البابا نظرا لحالته الصحية السيئة حيث إنه أكبر الأساقفة سننا ويليه الأنبا باخوميوس مطران البحيرة.
القاب مثلث الرحمات الأنبا ميخائيل…
شيخ مطارنة الكنيسة – حيث انه اكبر المطارنة سننا- عميد أساقفة الصعيد – لقبوه البشوات وشعب أسيوط ب ” أسد الصعيد…. عاش الأنبا ميخائيل 68 عاما مطرانا على أسيوط وراهبا كارزا خادما وقد تنيح فى 24 نوفمبر 2014 عن عمر يناهز 93 عاما……… بركته وشفاعته و صلواته تكون معنا كلنا آمين .
المصادر والمراجع
– كتاب تاريخ الأمة القبطية, تأليف كامل صالح نخلة , وفريد كامل .
– الباحث الأثري , جرجس داوود أمين , المتحف القبطي وعضو اللجنة البابوية للعناية بالكنائس الأثرية , عضو لجنة المجلس الأعلي للآثار , أمين مكتبة معهد الدراسات.
– الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال.
– الدير المحرق تاريخه ووصفه, الأنبا غريغوريوس أسقف عام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى إيداع رقم 4676/ 1992 ص 36 .
– تكريس كنيسة الدير المحرق فى 6 هاتور.
– كتاب البحث عن الاثني عشر رسولا , تأليف وليام ستيوارت ماكبرين.
– مخطوط تاريخ أبو المكارم , تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن “12” بالوجه القبلى ,الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م .
– مخطوط تاريخ أبو المكارم , تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن “12” بالوجه القبلى ,الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م ص 102- 103.
– ميمر البابا ثاؤفيلوس , مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق , ميامر وعجائب السيدة العذراء ص 98 .
– كتاب الدفنار تحت اليوم الثامن من بؤونة (باللحن الواطس – تفسير آدم ) , حيث تجد نفس الكلمات باللغة القبطية والعربية.
– السنكسار القبطى تحت اليوم الرابع والعشرين من بشنس , الدفنار تحت اليوم 8 برمودة , ميمر البابا تيموثاؤس فى كتاب Legenda of Our Lady, p. 99 , كنائس مصر وأديرتها لأبى المكارم سعد الله جرجس بن مسعود المنسوب خطأ أبى صالح الأرمنى ص 99 .
– الذكصولوجية القبطية المحفوظة الآن بمكتبة الفاتيكان , فقام يوسف وأخذ العذراء والصبى معها وسالومى العجوز , وهبط إلى مصر , وذهبوا إلى قسقام , ومكثوا هناك حتى مات هيرودس ظهر ملاك الرب ليوسف , وأمره بأن يعود إلى الناصرة .