احتشد متظاهرون أمس الأحد، لليوم السادس على التوالي في العديد من المدن الأمريكية، غضبا لوفاة جورج فلويد البالغ من العمر 46 عامًا، وهو أمريكي ينحدر من أصول أفريقية، لدى محاولة اعتقاله من جانب الشرطة، بسبب بلاغ عن ورقة مالية فئة 20 دولا كان يُعتقد أنها مزيفة. بحسب مواقع إخبارية.
ووفقًا لموقع سي إن إن الأمريكي، فقد أجّج موته الغضب في أنحاء الولايات المتحدة مع جنوح بعضها إلى أعمال عنف، واعتقل أكثر من 1600 شخص في عشرات المدن، ونشرت قوات الحرس الوطني في 15 ولاية.
هذا وقد أعرب بعض الجمهوريين عن قلقهم من أن أسلوب ترامب كثير الجدل والشجار قد يكون أحد أسباب اشتعال العنف.
ووردت تقارير عن نقل الرئيس دونالد وميلانا ترامب وإبناهما –أمس السبت- إلى قبو البيت الأبيض المُحصن (مركز عمليات الطوارئ)، نظرا لمخاوف من تعرضه للخطر من قبل المتظاهرين، وبالرغم من أن الرئيس الأمريكي قد مكث بالقبو نحو ساعة ثم عاد للأعلى ثانيةً.
ولكن مراسلين قالوا إن الأمر زاد من قلق المسؤولين بشأن المظاهرات، حيث يشير ذلك إلى أنه تم رفع الحالة في البيت الأبيض إلى الدرجة القصوى (الدرجة الحمراء).
وأطلقت الشرطة بالقرب من البيت الأبيض الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين أضرموا النيران وألقوا الحجارة على ضباط مكافحة الشغب.
ونشر الرئيس إثر ذلك –والحديث مازال لسي إن إن- عددا من التغريدات على تويتر ضد خصومه السياسيين، وألقى باللوم على جماعات يسارية وجماعات فوضوية في أحداث العنف التي تشهدها البلاد.
وادعى ترامب أن المحتجين الذين تجمهروا في محيط البيت الأبيض على خلفية مقتل الشاب الأسود، جورج فلويد، الجمعة، “يدارون بطريقة احترافية”، دون وجود دليل على ذلك، وأنهم جاءوا “لخلق المشاكل.”
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن اشتباكات قد اندلعت بين المحتجين وأفراد الخدمة السرية في محيط البيت الأبيض، الجمعة، بعد تجمهر عدد منهم أمام مقر الرئيس الأمريكي احتجاجا على مقتل فلويد على يد شرطة مينيابوليس.
واستمرت الاشتباكات بين الجانبين لمدة 5 ساعات، بعد أن أزال المحتجون الحواجز الحديدية التي وضعتها الشرطة وبدأوا يدفعون رجال مكافحة الشغب وأفراد الخدمة السرية بقوة، ما أسفر عن انسحاب عدد من رجال الأمن بعد تعرضهم لجروح طفيفة.
وردت الأجهزة الأمنية على المحتجين الغاضبين برش رذاذ الفلفل، مرة على الأقل، وسُمع المحتجون وهم يطلقون هتافات دعم لفلويد وأخرى تُعبر عن عدم رضاهم عن الرئيس الأمريكي الحالي.
ونقل موقع دويتش فيلا عن بيان الحرس الوطني أمس الأحد إنه جرى استنفار 5000 من جنوده وأفراد قواته الجوية في 15 ولاية وفي العاصمة واشنطن، إلا أن “هيئات إنفاذ القانون على مستوى الولايات والمستوى المحلي لا تزال مسؤولة عن فرض الأمن”. وذكر البيان أن 2000 آخرين من أفراد قوات الحرس الوطني مستعدون للاستنفار عند الحاجة.
وبحسب دويتش فيلا، فقد ألمح روبرت أوبراين، مستشار الأمن القومي الأمريكي، إنه –في حال إذا خرجت الأمور عن الأوضاع في الولايات والبلديات الأمريكية المختلفة- سيتم إرسال قوات عسكرية إضافية.
المظاهرات لم تنحصر بين فلويد وترامب فقط، حيث من بين حديث دوني ليلارد صديق جورج فلويد، يُفهم أن للأمر بعدًا آخر، فيقول إن من يصطحبهم من خارج الحيّ يصابون بالصدمة من مشهد الفقر.
وأضاف –بحسب سي إن إن:” الناس لا تزال تعيش في أكواخ نصبت في العشرينيات، الفقر يعمّ الجميع.. من الصعب الهرب من هذه المنطقة”. لافتًا إلى أن الأمر أصبح أكبر من جورج فلويد، وقال: “فعندما تنظر إلى الاحتجاجات “تشاهد الإحباط الذي تشعر به أمريكا من نفسها”.
وتابع ليلارد الذي وصف صديقه بـ”رجل السلام”، قائلًا إن فلويد كان سيؤيد مطالب الناس بالتغيير والاستماع إليهم، لكنه لم يكن ليقبل النهب والعنف.
وقال إن فلويد “امتلك قلباً عازماً على المغفرة، لكنه كان واحداً من الناس أيضاً، كان يعلم قبل موته عن الأذى الذي يتعرضون له”.
الاحتجاجات لم تنتشر في الولايات الأمريكية فقط، فقد خرج مئات الأشخاص في لندن وبرلين تضامنا مع المحتجين داخل الولايات المتحدة، ففي وسط لندن جثا المحتجون على ركبهم في ميدان الطرف الأغر بوسط المدينة مرددين “لا عدالة .. لا سلام” ثم مروا بجوار مقر البرلمان حتى وصلوا إلى السفارة الأمريكية.
وأفاد موقع دوتش فيلا إلى مشاركة عدة مئات من المحتجين في مسيرة خارج السفارة الأمريكية في برلين رافعين لافتات تطالب بـ “القصاص لجورج فلويد” و”اوقفوا قتلنا” و” من التالي الذي سيحطم عنقه”.