جاكلين سمير فتاة صغيرة تبلغ من العمر 24 عاما تقيم بمركز صدفا بمحافظة أسيوط، وخريجة معهد فنى تمريض، وجدت نفسها تساعد في علاج مرضى وباء خطير وقاتل يجتاح مصر، فلم تجد سوى الترانيم حتى تهدء من خوفها ، فهدأت نفسها و تجاوب معها المرضي ايضاً.
تبدأ القصة حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه إحدى عضوات طاقم التمريض بمستشفى العزل وهي تنشد ترنيمة ” أنا عايزك أنت يا صاحب القوات تشغل يمينك تعمل معجزات ” .. , ترنيمة ” احفظني فى رضاك باقي أيام عمري .. اجذبني ربي وراك اجذبني وأنا أجري ” ..والذي كان لوطني حوار مع صاحبه المقطع ، والتي حكت لنا عن كواليس تصويره ..
في البداية قالت “جاكلين سمير كامل” تقيم بمركز صدفا بمحافظة أسيوط، وخريجة معهد فنى تمريض وتعمل بمستشفى العزل بمركز أبوتيج : ” عندما علمت اني سوف اعمل بمستشفى العزل تملكني خوف شديد في ظل وجود وباء الكورونا الذي يجتاح مصر والعالم كله ، وخصوصاً انني سوف اذهب لعدة ايام ، وكان من بين هذه الايام التي سوف اتغرب عن بيتي كان يصادف حلول العيد الذي كنت أريد أن أقضيه مع عائلتي “.
تابعت ” جاكلين “: ذهبت إلى المستشفى وتم تعيني بقسم العناية المركزة مع اني خبرتي بقسم الاطفال ، لكن المشرفة أصرت على تعيني بقسم العناية المركزة نظراً لوجود حلات تحتاج العناية بها ، اتذكر عندما قمت بارتداء ملابس “الواقيات” اخذ مني حوالي ربع الساعة ، لأنه يلبس بشكل معين حتى لا يدخل منه اي هواء يلامس الجسم ، وبعد وضع كل الماسكات ، فقدت الوعي وتم إسعافي من الفريق الذي كان معي ، هذه ذكرياتي مع أول يوم عمل .
أكملت ” جاكلين “: لولا تشجيع أهلي في المنزل – واصدقائي بالعمل لم اكن لاكمل عملي ، وفي اليوم الثاني قمت بلبس “الواقيات” و انهمكت في مساعدة مرضى العناية وكلما تحركت لا ارادياً أهدئ نفسي بترنيمة وأشعر بهدوء وسلام ، اليوم الثاني مر بنجاح وفرحت كثيراً بالتغلب على خوفي .
قالت ” جاكلين “: عملت ايضاً بقسم العناية المتوسطة ، والتي يستطيع فيها المرضى السماع والتحدث والشعور بمن حولهم ، وأثناء قيامي بترديد ترنيمة وجدت استجابة من بعض المرضى ، والثناء على صوتي والحديث معي ، وفرحت كثيراً عندما شعرت اني اقوم بالتخفيف عن معاناتهم ، حتى أنهم كانوا يسألون عني وعن موعد “شفتاتي” انا وصديقتي هاجر كامل .
وذكرت” جاكلين “: الخوف من الذهاب الى المستشفى تحول الى فرح بالشعور بمساعدة كل مريض ورسم الابتسامة على وجهه وتخفيف آلم ، كل هذة الاشياء اسعدتني جداً ، ولا انسى كل من ساعدني في عمل واضاف الى معلوماتي واشكر جدا اصدقائي هاجر كامل – وجوزيف عادل المشرف – وعلى دياب المشرف .
وعن كواليس المقطع المصور قالت ” جاكلين “: لم اكن احب ان اصور ما أقوم به ، ولكنه كان طلب من زميلي على دياب المشرف وقال انه آخر يوم وأريد تصويرك وانتي تقومين بانشاد الترنيمة ووافقت ، وتم نشرها وبعد وقت فوجئت بعدد المشاهدات والثناء على صوتي .
وفي النهاية قال ” جاكلين “: أنا الآن في منزلي والفرق بين داخل المستشفى وخارجها – يعتير عالم آخر ، ارجوا ان يلتزم الجميع بكل عناصر السلامة له ولأسرته – لأن المرض خطير وعلاجه لبعض الحالات يعتبر مؤلم ، والبعض لا يستطيع ان يتنفس – “اشكر ربنا على النفس اللي قادر تتنفسه”، وتابعت الرجاء منع السلامات والخروجات وبالاخص في مناطق الريف والحفاظ على كبار السن ،لقد سمعت حكايات عن الإصابة كان ممكن جدا ان يتلافاها الشخص بمجرد الأخذ في الحيطة والتعقيم وغسيل اليدين ، وفي النهاية ارجوا الشفاء لكل مريض ، وان يذهب هذا الوباء عن مصرنا الحبيبة.