رفضت منظمة الصحة العالمية الرد على اتهامها بالإنحياز العقائدي، وتهديدها بانسحاب جديد من عضويتها، والذي جاء عبر خطاب الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بسحب بلاده من عضويتها، وذلك عقب تحذير منظمة الصحة العالمية جميع البلدان من تخفيف القيود المفروضة على الاقتصاد لإعادة الاقتصاد إلى المسار الصحيح في عصر فيروس كورونا. وهدد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو بفصل البرازيل عن منظمة الصحة العالمية كما فعل نظيره الأمريكي دونالد ترامب، للاحتجاج على “انحيازها العقائدي”.!! ومن غير الواضح ماذا يقص بالانحياز العقائدي حيث ان مدير عام المنظمة الدكتور تيدروس ادهانوم ينتمي للعقية المسيحية وكنيسة التوحيد الارثوذكسية باثيوبيا.
وقال بولسونارو للصحفيين في برازيليا “أقول لكم هنا أن الولايات المتحدة غادرت منظمة الصحة العالمية ونحن نفكر بذلك في المستقبل”.،وأضاف “إما أن تعمل منظمة الصحة العالمية بدون انحياز عقائدي أو نغادرها نحن أيضا”، مؤكدا أنه “لسنا بحاجة إلى أشخاص من الخارج ليعبروا عن شعورهم بالوضع الصحي هنا”.!
ومنذ بدء تفشي جائحة كورونا، يتبنى الرئيس بولسونارو سياسة مثيرة للجدل بشأن هذا الوباء، حيث كان يتعمد التقليل من أهميته واصفا إياه بأنه مجرد (أنفلونزا محدودة) ونصح شعبه ببعض الأدوية البسيطة والوصفات التقليدية لمواجهتها، منتقدا إجراءات الحظر والعزل التي فرضها حكام الأقاليم البرازيلية لأنها مضرة بالاقتصاد.
وقد حضر رئيس البرازيل جايير بولسونارو مظاهرة احتجاجية على فرض الحجر الصحى ومنع النزول الى العمل، رغم الأزمة الكبيرة التى تمر بها البرازيل من تفشى فيروس كورونا، مما عرضه إلى انتقادات لاذعة بسبب انتهاكه لمبدأ التباعد الاجتماعى التى اعتمدتها الحكومات الإقليمية والبلديات لمكافحة تقدم كوفيد19، ودافع عن تطبيع الأنشطة وعدم توقف العمل، على الرغم من التحذيرات التى انتشرت مؤخرا حول إمكانية إصابة 70% من البرازيليين، وأن الفيروس سيستمر فى حصد الأرواح بسبب استهتاره وعدم فرض الحجر الصحى مثل باقى دول العالم بشكل عام وأمريكا اللاتينية بشكل خاص.
وطوال أزمة وباء كوفيد-19، سار بولسونارو على خطى ترامب عبر التقليل من خطورة المرض والدعوة إلى الإبقاء على النشاط الاقتصادي بوضعه الطبيعي والإشادة بفاعلية علاج يثير انقساماً بين العلماء هو الهيدروكسي كلوروكين.
وفي حديثه عن هذا العلاج، قال بولسونارو إنه لا يستغرب التشكيك في دراسة نشرت في المجلة الطبية “ذي لانسيت” تشير إلى عدم جدوى العقار، ثم سحبها. وهذا التراجع دفع منظمة الصحة العالمية إلى استئناف التجارب السريرية للجزيئة.
وقال بولسونارو أن “ترامب سحب منهم المال فتراجعوا عن كل شيء”، مؤكدا أن “الكلوروكين عائد”.!!
ومن ناحية اخرى اتهمت السلطات الصحية المحلية في البرازيل حكومة الرئيس جايير بولسونارو بـ”إخفاء” الوفيات جراء فيروس كورونا المستجدّ، بعدما شكّك مسؤول في وزارة الصحة بالحصيلة الرسمية. كما إنه في آخر وقت مساء الجمعة الماضي، وفي الموعد المحدد لإعلان حصيلة نهاية كل يوم لحصر الاعداد فى البرازيل، توقفت وزارة الصحة البرازيلية عن ذكر العدد الإجمالي للوفيات الذي بلغ 35 ألفا و26، وفاة واكتفت بذكر عدد الذين أودى المرض بحياتهم في الساعات ال24 الأخيرة فقط وبلغ 1005 أشخاص.وكانت هذه الحصيلة الخميس تحتل المرتبة الثالثة عالميا في حجمها بعد الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأحصت البرازيل أكثر من 645 ألف إصابة وهو عدد يرى الكثير من الخبراء أنه أقل من الواقع نظرا لعدم إجراء فحوص لعدد كاف من الأشخاص.