ألقى البابا فرنسيس كلمة اليوم، الأحد، تحدث فيها عن قوّة الدعوة، قال فيها : لكي نعيش للرب بالكامل وبدون تردّد، وذكرنا عندما طلب يسوع من تلاميذه أن يأخذوا على محمل الجدّ المتطلبات الإنجيلية حتى عندما يتطلّب ذلك التضحية والتعب ، مضيفاً : إن الطلب الأوّل الذي يوجّهه للذين يتبعونه هو أن يضعوا محبّته فوق العواطف العائليّة ، فيقول: “مَن أَحَبِّ أَباهُ أو أُمَّه .. ابنَه أو ابنَتَه أَكثَرَ مِمَّا يُحِبُّني، فلَيسَ أَهْلاً لي”.
وقال البابا فرنسيس : إن يسوع لا يريد بالتأكيد أن يقلل من قيمة المحبة تجاه الوالدين والأبناء، ولكنّه يعرف أنّه إن وضعت روابط القربة في المركز الأوّل يمكنها أن تحوِّلنا عن الخير الحقيقي ، ويمكننا جميعًا أن نقدّم أمثلة حول هذا الأمر ، بدون أن نذكر تلك الحالات التي تختلط فيها العواطف العائليّة مع خيارات تتناقض مع الإنجيل .. لكن عندما تكون محبة الرب هي المحرّك للمحبة تجاه الوالدين والأبناء تصبح عندها المحبة خصبة و تثمر ثمار خير في العائلة.
وتابع : من ثمَّ يقول يسوع لتلاميذه: “مَن لَم يَحمِل صَليبَهُ وَيَتبَعني، فَلَيسَ أَهلاً لي” يتعلّق الأمر باتباعه على الدرب التي سارها هو بنفسه بدون البحث عن دروب مختصرة .. لا وجود للحب الحقيقي بدون صليب أي بدون ثمن ندفعه شخصيًّا ، وإذ حمله يسوع لم يعد الصليب يخيفنا، لأنه دائمًا إلى جانبنا لكي يعضدنا فى ساعة المحنة القاسية لكي يمنحنا القوّة والشجاعة ، ولسنا بحاجة لأن نقلق لكي نحافظ على حياتنا بموقف رعب وأنانيّة.
ويحذّرنا يسوع : “مَن حَفِظَ حَياتَهُ يَفقِدُها، وَمَن فَقَدَ حَياتَهُ في سبيلي يَحفَظُها”، إنّها مفارقة الإنجيل ، وعن هذا أيضًا، بفضل الله نملك العديد من الأمثال ، نجد ملء الحياة والفرح عندما نبذل أنفسنا في سبيل الإنجيل والإخوة بانفتاح وقبول ومحبة.
وقال البابا : هكذا يمكننا أن نختبر سخاء ومجانيّة الله، وهذا ما يذكرنا به يسوع: “مَن قَبِلَكُم قَبِلَني .. وَمَن سَقى أَحَدَ هَؤُلاءِ ٱلصِّغار، وَلَو كَأسَ ماءٍ بارِدٍ .. إِنَّ أَجرَهُ لَن يَضيع”، إن الإمتنان السخي لله الآب يأخذ بعين الإعتبار أيضًا أصغر تصرّف محبة وخدمة نقوم به إزاء الإخوة. إنّه امتنان مُعدٍ يساعد كلُّ فرد منا على التحلّي بالإمتنان إزاء الذين يعتنون باحتياجاتنا .. عندما تُقدّم لنا خدمة ما لا يجب علينا أن نعتبر أن كل شيء واجب .. الإمتنان هو قبل كل شيء علامة للتربية الصالحة ، ولكنّه أيضًا ميزة المسيحي ، إنه علامة بسيطة وإنما أصليّة لملكوت الله، الذي هو ملكوت محبة مجانيّة وممتنّة.
وختم البابا فرنسيس كلمته بالقول: لتساعدنا العذراء مريم الكلية القداسة التي أحبّت يسوع أكثر من حياتها وتبعته حتى الصليب، لكي نضع أنفسنا على الدوام أمام الله بقلب مستعد وجاهز ونسمح لكلمته أن تحكم على تصرفاتنا وخياراتنا .
صلاة من أجل سوريا ولبنان واليمن
وبعد تلاوة صلاة التبشير الملائكي، حيًا البابا فرنسيس المؤمنين وقال: أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، يوم الثلاثاء المقبل في الثلاثين من يونيو سيُعقد المؤتمر الرابع للإتحاد الأوروبي ومنظمة الأمم المتّحدة من أجل دعم مستقبل سوريا والمنطقة.
وأضاف: “لنصلِّ من أجل هذا اللقاء المهم لكي يتمكن من تحسين الوضع المأساوي للشعب السوري والشعوب القريبة، ولاسيما لبنان، في إطار الأزمات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الخطيرة التي جعلها الوباء أصعب .. فكّروا أنّ هناك العديد من الأطفال الذين يعانون الجوع وليس لديهم ما يأكلوه ، من فضلكم ليكن المسؤولون قادرين على صنع السلام” ، وتابع البابا فرنسيس قائلاً : أدعو أيضًا للصلاة من أجل سكان اليمن وهنا أيضًا، بشكل خاص من أجل الأطفال الذين يتألّمون بسبب الأزمة البشريّة الخطيرة .. كذلك من أجل الذين تضرّروا بسبب الفيضانات القوية في غرب أوكرانيا لكي يختبروا تعزية الرب ومساعدة الإخوة .