ردًا على استمرار الاحتجاجات التي تخللتها أحداث عنف في العديد من المدن الأمريكية، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الإدارة الأمريكية، الاستماع إلى المظالم بطرق سلمية وممارسة ضبط النفس من قبل الشرطة وقوات الأمن، بعد ان عمّ الغضب معظم ولايات امريكا على اثر انتشار مقطع فيديو لضابط أبيض في مدينة مينيابوليس راكعا على عنق أمريكي من أصول أفريقية، “جورج فلويد” البالغ من العمر 46 عاما، لأكثر من ثماني دقائق، ففارق الحياة في تلك اللحظة بين يدي الشرطة.
وترتب على ذلك خروج عشرات الآلاف إلى الشوارع في احتجاجات سلمية بشكل رئيسي، إلا أن العنف تخلل المظاهرات، كما شهدت بعض المدن أعمال نهب واسعة النطاق، وأساليب عنيفة اتبعتها الشرطة في العديد من المدن الأميركية ضد المتظاهرين.
وقال المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك، إن الوضع شبيه بما حدث في أجزاء مختلفة من العالم من قبل، وأضاف: “إن رسالة الأمين العام كانت ثابتة: يجب الاستماع إلى المظالم ولكن يجب التعبير عنها بطرق سلمية. وعلى السلطات أن تضبط النفس في الردّ على المتظاهرين.وشدد دوجاريك على موقف الأمم المتحدة الداعي إلى إجراء تحقيقات شاملة.”
وأضاف المتحدث باسم الأمين العام قائلا: “لقد قلنا دائما إن قوات الشرطة في جميع أنحاء العالم بحاجة إلى تدريب كاف في مجال حقوق الإنسان، وهناك أيضا حاجة إلى الاستثمار في الدعم الاجتماعي والنفسي لعناصر الشرطة حتى يتمكنوا من القيام بعملهم بالشكل الصحيح من حيث حماية المجتمع”.
وقد هزّ مقتل السيد فلويد مينيابوليس ومدنا أخرى في جميع أنحاء البلد، حيث تحولت المظاهرات النهارية ذات الطابع السلمي في معظمها إلى أعمال عنف مع حلول الليل، وتجاهل متظاهرون فرض حظر التجول في العديد من الحالات، وطوال عطلة نهاية الأسبوع، أفادت التقارير بوقوع حوادث إطلاق نار ونهب وتخريب في مجموعة من المدن الأمريكية بما في ذلك نيويورك وشيكاغو وفيلادلفيا ولوس آنجلوس.
وفي الوقت نفسه، أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاطي في محاولة لتفريق الحشود ووفقا لتقارير إخبارية، تم اعتقال ما لا يقل عن 4400 شخص.
ووفقا لبعض الروايات، تشهد البلاد اضطرابات عرقية وتوترا مدنيا هو الأوسع انتشارا منذ اغتيال رمز الحقوق المدنية الدكتور مارتن لوثر كينغ في عام 1968.
على الرغم من أن الشوارع قبل أيام كانت شبه خالية بسبب جائحة كوفيد-19 لأسابيع طويلة في جميع أنحاء البلاد، إلا أن المسيرات في العديد من المدن شهدت تجاهل المتظاهرون التباعد الجسدي وشوهد المشاركون في المظاهرات يسيرون جنبا إلى جنب على الرغم من خطر انتقال العدوى.