تحتفل الكنيسة القبطية اليوم الأحد، بعيد حلول الروح القدس، حيث كان يجتمع التلاميذ في العلية و حل عليهم الروح القدس كألسنة نار ليكرزوا في جميع العالم باسم يسوع المسيح مخلص العالم؛ الذي صلب وقام من بين الأموات وصعد إلى السموات.
أطلق على هذا العيد العديد من الأسماء وهي:
1- ” عيد العنصرة “
ذلك لأنه كان من أهم أعياد اليهود عيد يعرف بعيد العنصرة , وهي كلمة عبرية معناها ” الجمع ” أو ” الاجتماع ” أو ” الحفل المقدس ” , لأن فيه كانوا يجتمعون ويعبدون.
وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح القدس باسم ” عيد العنصرة ” لأن الروح القدس حل فيه على جماعة التلاميذ، وهم مجتمعون في العلية .
2- ” عيد الخمسين” [ ” البنطيقستى ” باليونانية ] “
ذلك لأن عيد العنصرة عند اليهود كان معروفا بإسم ” عيد الأسابيع ” أو ” عيد الخمسين ” , لأنه كان يأتي بعد 7 أسابيع من ثاني يوم عيد الفصح أي في اليوم الخمسين من عيد الفصح .
وجاءت المسيحية فدعت عيد حلول الروح بإسم ” عيد الخمسين ” , [ عيد البنطيقستى ” ] لأنه يقع في اليوم الخمسين من قيامة الرب .
3- عيد الأسابيع أو عيد الخمسين:
الذي يأتي بعد 7 أسابيع من ثاني يوم عيد الفصح لما يأتي :
لأن في ثاني يوم عيد الفصح كان اليهود يحتفلون بتقديم حزمة أول حصيد من القمح أمام الرب , وبعد 7 أسابيع يحتفلون بتقديم كل إنسان رغيف من باكورة حصاده , ولذلك دعوا هذا اليوم ” عيد الحصاد ” .
وحزمة أول الحصيد كانت ترمز إلى قيامة المسيح , وبالتالي فعيد الحصاد يرمز إلى حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة وبدء الحصاد الروحي بالكرازة والتبشير بواسطة الرسل .
وقد رتب الرب أن يحل الروح القدس يوم الخمسين الذى يحتفل اليهود فيه بعيد العنصرة أو جني الثمار أو الحصاد . ويقال أيضا ذكرى إعطاء الشريعة لموسى النبى على جبل سيناء :
ذلك ليشاهد اليهود الذين يأتون من جميع أنحاء العالم الى أورشليم للاحتفال بهذا العيد , الأحداث التي ارتبطت بحلول الروح القدس .
” صور استعلان الروح القدس يوم الخمسين “
… صورة ريح عاصف : لأن الريح العاصف تعبير عن حضور الله :
. أيوب : أجابه الرب من العاصفة .
. موسى والشعب كلمهم الرب من العاصفة .
. إيليا : واجه الله بعد عبور فى ريح عظيمة وزلزلة .
في يوم الخمسين حل الروح القدس فى ريح عاصف , إشارة فى حضور الله , وأن الروح القدس هو روح الله أى الله نفسه .
1- لأن الروح القدس يشبه الريح فى أنه غير منظور لا يرى , ولكن عمله يلمس ويعرف من آثاره :
” الريح تهب حيث تشاء وتسمع صوتها , لكنك لا تعلم من أين تأتي ولا إلى أين تذهب و هكذا كل من ولد من الروح ” ( يو 3 : 8 ) .
2- لأن الروح القدس يشبه الريح في القوة والاقتدار : فالريح قوية تجعل أمواج البحر تهيج و تضطرب وترتفع , وتشير العواصف والأعاصير التي تقع الأشجار وتحطم ما يصادفها .. والروح القدس روح الله على كل شئ , كقول الرب ” ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم ” ( أع 1 : 8 ) :
إن التلاميذ الروح القدس تحول ضعفهم وخوفهم الى قوة وشجاعة , وجعلهم يقيمون الموتى , ويشفون الأمراض المستعصية , ويخضعون الشياطين ويضعون المعجزات ويأتون بممالك العالم تحت أقدام المسيح بدون سلاح .
. والكاهن يستدعي الروح القدس بالصلاة والسلطان الإلهى : في سر المعمودية فتغفر الخطية ويصبح الإنسان ابنا لله .. وفي سر الميرون يصبح الإنسان هيكلا للروح القدس .. وفي سر التناول يتحول الخبز إلى جسد المسيح .. وفي سر الزيجة يصبح العروسان جسدًا واحدًا .
( 2 ) صورة ألسنة نارية :
1- إن النار تعبير عن حضور الله . ويشير أن الروح القدس روح الله أو هو الله :
– في العليقة ظهر الله في هيئة نار مشتعلة .
– في محلة الإسرائيليين كان الله يحضر ليلًا في عمود نار .
– في هيكل سليمان حضر الله يوم تدشينه كنار .
. ولأن النار كانت علامة الله على قبول الذبائح .. والتلاميذ يوم الخمسين كانوا في حالة خشوع وصلاة يقدمون ذبائح شكر روحية من شفاه معترفة بفضل الرب يسوع , واستجاب الرب من السماء بنار استقرت على كل واحد منهم , ولكنها لم تحرقهم كما كانت تحرق الذبائح , لأن خطايا التلاميذ حملها الرب في جسده على الصليب .
ولأن النار تطهر وتحرق الشوائب وتقتل الجراثيم .. والروح القدس يطهر الإنسان وينقيه من شوائب الخطية :
إشعياء : جمرة من المذبح طهرت شفتيه ( إش 6 : 6 ) .
-يوحنا المعمدان : قال عن المسيح ” هو سيعمدكم بالروح القدس ونار ” ( لو 1 : 16 ) .
– والرب قال : ” أشير عليك أن تشتري منى ذهبا مصفى بالنار لكي تستغنى ” ( رؤ 3 : 18 ) .
د- النار تُعطي نورًا .. والروح القدس روح الإنارة والإرشاد :
– السيد المسيح قال ” متى جاء ذاك روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق ” ( يو 16 : 13 ) .
– وفى قانون الإيمان : نقول عن الروح القدس أنه ” الناطق فى الأنبياء ” .
-والشمامسة اشترط الرب أن يكونوا ” مملوئين من الروح القدس ” ( أع 6 : 3 ) .
– والخادم بدون الروح القدس لا يصلح لأنه إذ ذاك هو يعبر عن ذاته .
ه- النار تعطي حرارة .. والروح القدس يشعل نار المحبة في القلوب نحو الله والناس . ويملأ غيره مشتعلة نحو مجد الله والكنيسة ” :
– قيل بروح النبوة عن السيد المسيح ” غيرة بيتك أكلتني ” ( مز 69 : 9 ) , ( يو 2 : 17 ) .
– وقال بولس الرسول ” لا تطفئوا الروح ” ( 1 تس 5 : 19 ) . .. ” حارين في الروح عابدين الرب ” (رو 12 : 11 ) .. ” المحبة سيول كثيرة لا تطفئها ” , ” مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة ” ( نش 8 : 7 ) .
( 3 ) التكلم بالألسنة :
1- كانت الألسنة لغات مفهومة يتكلم بها شعوب العالم وقتذاك ( أع 2 ك 8 ) .
2- قصد الله بها أن يتكلم الرسل مع شعوب العالم التي يبشرونها بلغاتهم .. [ وأن يتكلم الأمم الداخلين في الإيمان بالألسنة حين حلول الروح القدس عليهم في المسحة المقدسة كدليل على قبولهم في الإيمان ] .
3- وقد تلاشت في نهاية العصر الرسولي: بعد أن انتشرت البشارة في العالم .. [ وبعد أن رسخ الاعتقاد بقبول الأمم فى الإيمان ] .