ألقت أزمة فلويد، الشاب الأمريكي ذو الأصل الإفريقي الذي قتل خلال اعتقاله، بظلالها على الفن، حيث قام العديد من الفنانين بتخليد ذكراه من خلال رسوماتهم.
ففي مدينة مينيابوليس، شرع فنانون مثل جريتا ماكلين، وزينا جولدمان، وكاديكس هيريرا في العمل على رسم جدارية تذكارية في زاوية الشارع رقم 38 وشيكاغو أفينيو ساوث، حيث قُتل فلويد.
وبدأ الفنانون الخمسة –بحسب شبكة سي إن إن الأمريكية- في رسم اللوحة الجدارية الخميس الماضي، بعد 3 أيام من مقت لفلويد، واستغرقت 12 ساعة من العمل. وتعرض الجدارية رسم لفلويد مع اسمه بحروف بارزة وخلفه زهرة عباد الشمس بأوراق مشتعلة.
وتتضمن الجدارية أسماء أمريكيين أفارقة آخرين قتلوا على يد الشرطة، بما في ذلك، برونا تايلور البالغة من العمر 26عامًا، والتي أصيبت برصاصة قاتلة في منزلها بمدينة لويزفيل، في مارس الماضي. كما تم الاحتجاج على وفاتها في الأيام القليلة الماضية.
ورُسمت الجدارية على حائط متجر”Cup Foods” بموافقة وترحيب صاحب المتجر، محمود أبو ميالة، الذي أجرى أحد موظفيه المكالمة الأولية التي أدت إلى وصول الضباط إلى مكان الحادث لمواجهة فلويد.
وقال أحد المشاركين برسم الجدارية، كاديكس هيريرا: “جرحي عميق للغاية ولن يندمل الجرح لأنه ينفتح في كل مرة يقتل فيها أحد الِأشخاص من أصحاب البشرة الملونة ظلمًا وهذا لا يتوقف”.
أما بالنسبة إلى عبارة “يمكنني التنفس الآن”، التي تشير إلى آخر عبارة لفظها فلويد خلال المقطع الذي يوثق اختناقه، “لا أستطيع التنفس”، أوضحت ماكلين أن العبارة جاءت من أحد أعضاء الجالية الأمريكية الأفريقية، أنجيل كاربنتر، الذي تواصل معهم وطلب وضعها على الجدارية.
وتابعت ماكلين: أوضح لناكاربنتر أن فكرة عدم القدرة على التنفس تغذي الكثير من التوتر والغضب، وأن جورج الآن مع الله ومن المهم أن هذه العبارة مهمة لتشفي جرح مجتمعنا باستعادة أنفاسنا وقدرتنا على التنفس”.
أما نيكولاس سميث، وهو فنان وناشط مقيم في لوس أنجلوس، فقد رسم صورة بورتريه لجورج فلويد. ووفقًا لسي إن إن، فيستخدم سميث عمله الفني لنقل رسالة مفادها أن عنف الشرطة حقيقة واقعة بالنسبة للعديد من الأمريكيين الأفارقة.
وقال سميث: “هذه القضية الأخيرة التي تجسد وحشية الشرطة كانت ظلمًا دفعني إلى رسم تكريم وإعطاء صوت لضحية لا صوت لها”.
وقام منظمو حركة “Black Lives Matter” وميشيل أوباما بمشاركة لوحة سميث الرقمية لفلويد وهو يرتدي بدلة عبر موقع التواصل الاجتماعي “انستجرام”.
وكتبت أوباما معلّقةً على اللوحة: “مثل الكثير منكم، أنا متألمة من هذه المآسي الأخيرة … حاليًا جورج، وبرونا، وأحمود. وقبل ذلك كان إريك، وساندرا، ومايكل. وتستمر القائمة.”
أما شيرين ضمرة، الأمريكية المولد فلسطينية الأصل، إنها جديدة نسبيًا في استخدام موقع “انستجرام”، ولكن –والحديث مازال للموقع الأمريكي- لوحتها التذكارية المخصصة لجورج فلويد، بعنوان “العدالة لجورج”، تلقت أكثر من 3 ملايين إعجاب منذ نشرها في اليوم التالي لمقتل فلويد.
وقد تمت مشاركة اللوحة على نطاق واسع، بما في ذلك من قبل عضوة الكونغرس الأمريكي، ألكساندريا أو كاسيو-كورتيز. وتريد الفنانة أن ينتشر عملها، الذي يجمع بين الألوان الجريئة والناعمة، على أنه رسالة محبة هادئة تبعث على الأمل.
وقالت ضمرة: “أعرف مدى قوة الألوان والعاطفة التي يمكن أن تثيرها ضمنيًا، آمل أن تساعد الألوان المشاهدين على معالجة المشاعر والأحداث الصعبة والخروج منها ببعض الأمل والإلهام”.
وتابعت: “أردت أن تكون هذه الأعمال بادرة تضامن مع المجتمعات السوداء في وقت حزنها، ولاحظت أن الكثير من الأشخاص يشاركون مقاطع الفيديو الخاصة بمقتل كل من أحمود وجورج، لذلك أردت عمل بديل، فهذه الفيديوهات مؤلمة للغاية وتثير الغضب”. آملة أن تساعد رسوماتها التوضيحية في مكافحة الصور النمطية.