لقي مواطن أمريكي من ذوي البشرة السوداء يُدعى جورج فلويد، مصرعه أثناء إلقاء القبض عليه بواسطة شرطة مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا الأمريكية، حيث شوهد الضابط وهو يقيد فلويد ويطرحه على الأرض ويضع ركبته بقوة على رقبته والضحية يستجدي الضابط لا أستطيع التنفس ” لا تقتلني” ولم يستجب الشرطي أيضًا لنداءات المارة الذين طلبوا منه التوقف عن الضغط بركبته على عنقه، ونتج عن ذلك فقدان الوعي وتوفي نتيجة الاستخدام المسيء والمفرط واللا إنساني للقوة كلف حياة رجل كان بإمكان الشرطة احتجازه واستجوابه دون عنف.
وقد أثارت مشاهد الفيديو لشرطي أمريكي يجثم على رقبة شخص يلفظ أنفاسه الأخيرة غضبًا واسعا لدى الرأي العام في العالم.
في تقديري هذه جريمة عنصرية مروعة بغض النظر عما ارتكبه جورج فلويد سواء كان برئ أو مذنب، القتيل كان مشتبهًا به في إبراز عملة مزورة لدفع قيمة سلة من المشتريات، وأن ما اقترفه ضباط الشرطة يشكل جريمة جنائية ويجب توجيه الاتهام إليهم وإدانتهم بالقتل.
وقد اندلعت مواجهات عنيفة بين محتجين أمريكيين ورجال الشرطة على إثر هذه الحادثة، وتوجه مجموعة غاضبة من المتظاهرين إلى مركز الشرطة ورشقت المبنى بالحجارة، وقذفت رجال الشرطة بالحجارة وزجاجات المياه الفارغة، فيما ردت شرطة مكافحة الشغب بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشد.
بعدها تصاعدت حدة الاشتباكات العنيفة في مدينة مينيابوليس الأمريكية، بين محتجين والشرطة صاحبتها عمليّات شغب وتخريب وسلب ونهب، أسفرت الاحتجاجات حتى الآن عن إحدى عشر وفاة، و ندين كافة أشكال العنف.
إن مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آى) وسلطات ولاية مينيسوتا تحقق فيّ الحادث، كما أعلنت إدارة الشرطة في مينسوتا أنها أقالت أربعة من أفرادها المتورطين في الحادث بعد وفاة الموقوف.
جدير بالذكر كانت هناك عدة حوادث قتل في السابق لمواطنين أمريكيين سود على يد الشرطة تسببت بموجة غضب في عدة ولايات وخرجت العديد من التظاهرات التي نددت بعنصرية رجال الشرطة البيض.
ندين العنف غير المبرر الذي يمارسه رجال الشرطة ضد السود وأن الحادث ليس عرضياً بل جزء من دوامة العنصرية، ويتجدد الجدل دائماً في الولايات المتحدة عند تكرار مثل هذه الأحداث المؤسفة.
نرى أن آفة العنصرية ضد السود في أمريكا مازالت موجودة ، وتفاقم الانقسامات العرقية في الداخل الأمريكي الذي يشهد المزيد من العنف ضد الأقليات، ويحاول بعض تيارات اليمين الأمريكي المتشدّد التي تؤمن بنظرية التفوق العرقي إعادة عقارب الساعة الى الوراء.
لذلك يجب على الأمريكيين حل مشاكلهم عبر الحوار السلمي والتعليم للوصول إلى نتيجة بناءة وتغيير السلوك العنصري الموجود في أمريكا ، والتصدي بكل حزم وفقاً للقانون لمثل هذه الجرائم لمنع تكرارها، وحماية حق الإنسان في الحياة وحماية الحقوق والحريات للجميع بصرف النظر عن عرقهم أو خلفياتهم الثقافية لتحقيق العدالة واحترام قيم المواطنة والمساواة وعدم التمييز للجميع والعمل على اندماج المواطنين الأمريكيين السود وغيرهم من الأعراق المختلفة في المجتمع الأمريكي حفاظًا على استقرارهم ووحدتهم .