عاوزة أقول إن مفيش شخص معاق لكن فيه مجتمع يعيق احنا مانستاهلش نظرات الشفقة من بعض الناس احنا بنعافر عشان نوصل ونثبت أننا موجودين بهذه العبارة بدأت دعاء حديثها معي, فهي شابة لديها موهبة فنية متميزة وهي من ذوي الإعاقة الحركية وتحدث الكثير من الصعوبات والعقبات خلال حياتها, وبالرغم من العديد من الحباطات خاصة في ظل الأجواء التي فرضها الفيروس كورونا المستجد علي المجتمع والعالم كله, إلا أنها تحاول أن تقدم موهبتها وفنها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت فهي لم تتوقف عن تنمية موهبتها, تحدثنا مع داء لنتعرف أكثر علي موهبتها والعقبات التي اعترضتها, وما هي الرسالة التي تود أن تصل إلي المجتمع.
دعاء السيد عيد, قالت: أنا فتاة من قرية بهناي الباجور بمحافظة المنوفية, عندي 30 سنة أتولدت طفلة طبيعية وكنت بمشي عادي لما أصبح عمري 3 سنوات بدأت أتعب, وأسرتي لفت بيا عند الدكاترة كتير وعملت عملية وللأسف مجابتش أي نتيجة ولا حد اكتشف عندي إيه, وبعدها وأنا في المرحلة الابتدائية كنت بتحرك بالعكاكيز لغاية الإعدادي وبعد كده الحالة ساءت أكتر ومبقتش أقدر أمشي ولا أقف علي رجلي واستخدم العكاكيز, بعدها عملت علاج طبيعي ودكاترة تاني لكن للأسف من غير أي فائدة وعند دخولي المرحلة الثانوية جلست علي الكرسي المتحرك, وماما كانت توديني المدرسة والدروس, دخلت الثانوي وكان حلمي أكمل تعليمي وألتحق بكلية الفنون الجميلة ساعتها عرفت من أسرتي أنه في صعوبة أكمل الجامعة فمبقتش أذاكر وأضيع الوقت في الشخبطة وارسم علي المذكرات وخلصت الثانوي وجلست في البيت من غير خروج نهائي, كان الفراغ بيقتلني فكنت بشخبط وبرسم أي حاجة لغاية ماعملت لوحة مدرسية لأخويا في المدرسة عجبت جميع المدرسين, وأنبهروا بيها وطلبوا إني أعمل لباقي التلاميذ فبقيت أكتب لوح للمدارس وارسم مواضيع ليهم, وبعد كام سنة من الحبسة رحت للدكاترة تاني واكتشفوا أن عندي ضمور في العضلات وأن المرض سيلازمني طوال حياتي.. طبعا مريت بمرحلة من اليأس والحزن والألم خاصة عندما علمت أنه مرض ضمور العضلات وأن نسبة الشفاء منه تعتبر منعدمة وأن الكرسي سيبقي رفيقي طول عمري…. ولكني تخطيت هذه المرحلة بإيماني بالله ورضايا بقضاءه وبدأت مرحلة التحدي والإصرار والإرادة وأن أعافر واتحدي أي ظروف, وأني أواجه المجتمع وأن مفيش حاجة اسمها مستحيل وأني واصل لكل إللي بتمناه واحققه.. والحقيقة أن بطلة هذه الحكاية كانت ومازالت أمي رمز العطاء والحب والتضحية هي الوحيدة إللي لا أقدر أشكرها ولا أرد واحد علي عشرة من إللي عملته معايا وكفاية.
وأستطرت دعاء: عانيت كتير وتعبت كتير لكن كل مرة بكون أقوي وأتحدي أي ألم أو يأس ومن حوالي 3 سنوات بالضبط تعرفت علي صديق والدي أستاذي ومعلمي يونس عاشور وهو مثلي الأعلي ولع الفضل بعد ربنا في إللي وصلتله, هو بدأ يعلمني أسس وقواعد الخط وازاي أكتب بالبوص والحبر وعلمني خط الرقعة والنسخ والديواني وكملت في حلمي وموهبتي وشاركت في مسابقة رسم وأخذت المركز الأول علي مستوي محافظة المنوفية, وشاركت في مؤسسة أولادنا في الملتقي الأول والثاني لذوي القدرات الخاصة تحت راية السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي والذي شارك فيه 37 دولة وحضر نخبة كبيرة من الفنانين وحصلت علي شهادة تقدير, وحاليا اتعلمت شغل هاند ميد كمان والديكوباج وبحبه جدا الحمد لله أنا وصلت للمستوي دا في الرسم وبحاول أطور نفسي آكتر وأكتر لحد ما في يومن إنشاء الله أوصل للعالمية.
وأضافت دعاء السيد: عاوزة أقول لأي حد بيمر بظروف صعبة استعين بالله دايما وأوعي تستسلم للظروف انت قدها وانت تقدر, عافر لحد ما تحقق عدفك وأوعي تعيش كده وخلاص ولو حاجة راحت منك أكيد عندك حاجات تستاهل علشانها تعيش وتأكد أن ربنا هيعوضك عنها أضعاف الحاجة إللي خسرتها.