وسط كم رمضاني هائل من مسلسلات الغدر والكره والقتل.. يأتي مسلسل “ونحب تاني ليه”.. كعمل رومانسي مميز جداً يعيدنا لأيام الزمن الجميل.. تتألق فيه النجمة الجميلة ياسمين عبد العزيز بوجهها الطفولي وتلقائيتها في الأداء.. والفنان “كريم فهمي” بتجسيده للشاب الثري الذي يتمتع بشخصية تجذب كل سيدات المسلسل.. ليس فقط لثرائه ولكن لرزانته ووسامته ولنجاحه بعمله.. ولمواقفه وردود أفعاله التي تعبر عن ثقة متناهية لأي إنسان ناجح في مثل ظروفه.
*كما يتألق كل أبطال العمل.. كالفنانة القديرة سوسن بدر.. التي تتباري مع ياسمين في مواقف لا تخلو من طرافة تثير الابتسام.. وقد وصلت التلقائية في الأداء إلى حد الإقناع بأنهما أم وابنتها حقاً.
*وقدم الفنان شريف منير دوراً متميزاً.. كمخرج يعيش على هواه بسطحية.. وتتعدد علاقاته النسائية في البداية.. ثم كزوج اكتشف غلطة عمره في التفريط في الجوهرة “زوجته غالية” التي كانت تنير حياته.. ولم يجد حلاً لإعادة العلاقة معها سوى ادعاء فقدان الذاكرة بعد حادث للبقاء معها.
*ومن أجمل شخصيات المسلسل التي أثرته بخفة ظل وأشاعت ضحكات من القلب بمجرد ظهورها الفنانة القديرة ” إيمان السيد” التي لعبت دور مدبرة المنزل.. إن إيمان حباها الله بموهبة حقيقية قادرة على إسعاد الناس بأي عمل توجد به.. وهناك أيضاً الفنانة “ليلي عز العرب” التي أدت دور شخصية الجدة التي أصيبت بالزهايمر بشكل كوميدي وبعفوية في الأداء.
* الفنان عماد رشاد أيضاً.. يمكن أن نقول له عوداً محموداً.. إذ قدم شخصية الطبيب العاشق لوالدة غالية.. بخفة ظل.. باستخدام كلمات شعبية قديمة إلى حد ما.. أصابت المشاهد دائماً بالضحك والابتسام.. خاصة مع سخرية الفنانة سوسن بدر منها…!
* والجميل في مسلسل “ونحب تاني ليه”.. أن كل الشخصيات موظفة ببراعة.. وتتابعها بدون لحظة ملل.. على عكس أعمال أخرى بها شخصيات ليس لها أية لازمة.. تعيد وتزيد في النواح.. وتأنيب النفس أو الغير.. لمجرد ملء وقت حلقات المسلسل.. التي يجب أن تمتد على مدار شهر رمضان.
*تدور قصة المسلسل حول “غالية” (ياسمين عبد العزيز) التي تتعرض لمشاكل مع زوجها “عبد الله” (شريف منير) – بسبب إهماله لها ولابنته والتركيز على عمله كمخرج مشهور، ليصل بهما الحال للطلاق، ثم تقابل غالية “مراد السويفي” (كريم فهمي) في إحدى الحفلات، فيعُجب بها ويحاول التقرب منها، فتخاف في البداية من خوض تجربة عاطفية جديدة قد تفشل كالأولي.. ولكنها تقع في حبه.. ولا تستطيع أن تقاومه.. وتعبر ياسمين له عن هذا الحب ببراعة.. كأي بنت تحب لأول مرة.. خاصة عندما تقول لمراد: (أنا تجربتي الأولي كانت مجرد زواج تقليدي.. ولكني لم أحب أحد بجد بهذا الشكل.. إلا أنت)..
والطريف أن المشاهد يجد نفسه متفاعل مع هذه العلاقة العاطفية الجميلة.. بل ويصدقها.. البعض – مثلي_ يتمنى نجاحها، رغم كل الضغوط من جانب الآخرين لإفشالها.. وعدم العودة لعبد الله.. فخائن العلاقة الزوجية أو مهملها أو تاركها.. لا يؤتمن على فرصة تانية في الارتباط.. حتى ولو كان ضميره استيقظ حقاً …. بينما البعض الأخرون يعبرون عن حسدهم لهذه العلاقة.. ويكتبون عبر وسائل التواصل الاجتماعي.. يتمنون لو كان لهم نصيب في مثل هذا الحب النادر على أرض الواقع.. في انعكاس لنوع آخر من التصديق والارتباط بهذه العلاقة العاطفية الجميلة.
* الإشادة واجبة لكل القائمين على هذا العمل.. فالكل لابق في دوره بشكل متميز جداً.. لدرجة أننا كنا ننتظر يومياً ميعاد الحلقة بشغف.. متحفزين معرفة تطورات كل هذه العلاقات المتشابكة بالمسلسل.. وكأننا انتقلنا فعلياً إلى عالمهم. لمدة شهر كامل طوال رمضان.. وهذا نجاح متميز كبير يُسجل لكافة القائمين على هذا العمل وأولهم المخرج والمؤلف.
*تحية لكاتب العمل عمرو محمود ياسين والذي أعادنا لزمن الرومانسية الجميل، وكذلك للمخرج المتألق مصطفي فكري الذي قدم لنا هذا العمل الجميل باقتدار.. وللشاعر أمير طعيمة الذي كتب كلمات تتر المسلسل المعبر عن مضمونه، وللملحن خالد عز، ولصاحب الموسيقى التصويرية “تامر كروان”، وللمطرب المتميز بصوته الحنون “مدحت صالح”.
*تحية أيضاً لكل الفنانين الذين شاركوا بأدوار متميزة بالمسلسل ومنهم: أحمد سعيد عبد الغني، تارا عماد ، سمر مرسي ، إسلام جمال، إيهاب فهمي، بدرية طلبة، أحمد جمال سعيد، وصبا الرافعي “داليدا”.
رابط لجزء من مسلسل “ونحب تاني ليه”: