تفاجأ المصريون من دور الحكومة السريع والمتقن منذ بداية جائحة الكورونا وعلي عكس ما يحدث دائما اتفق الجميع في الداخل والخارج علي أن مصر مستعدة جيدا وتأخذ جميع الخطوات الاحترازية والاستباقية لعدم انتشار الوباء والسيطرة عليه بخطط مختلفة ومتقنة, تكاتفت الحكومة مع وسائل الإعلام في توضيح جميع الطرق لتجنب العدوي, قامت الدولة بتخفيف أعداد العاملين والنظر في أزمة الأمهات وإعطائهن إجازات لرعاية أطفالهن, وقفت المداس, الحضانات, والنوادي, وساعدت العمالة غير المنتظمة, وصولا إلي أصعب قرار بوقف الصلاة في الكنائس والجوامع واكتفاء العزاء علي الأسرة وبالتأكيد القرار الأهم حظر التجوال والعديد من الإجراءات التي إذا أحزنت البعض لكنها كانت واقعية وفعالة في تباطؤ انتشار الفيروس في مصر ولعلها مرحلة نحسد عليها, ونحمد الله إننا استعدينا في الوقت المناسب ولم نصل إلي أزمة أمريكا وأوروبا.
دائما أجد المصريين شاكين ومعترضين حتي لو علي حساب مصلحتهم إلا أنهم أثبتوا وعيهم في المرحلة الأولي والمهمة في انتشار الفيروس فقد التزم الملايين منازلهم واهتموا بالتعقيم واستجابوا لحظر التجوال وتفهموا قرارات منع الصلاة, إلا أن سحابة غامضة مرت علي مصر وفجأة وبدون أي مقدمات قامت الحكومة بتقليل ساعات الحظر ليبدأ الساعة التاسعة أي بعد أكثر من ساعتين من ميعاد إفطار رمضان وهذا القرار جاء بالنسبة للمصريين كاتفاق ضمني بالموافقة علي العزومات والإفطار في تجمعات حتي لو كانت في المنازل وليست في المطاعم أو النوادي وأصبحت المناطق العشوائية بدون حظر نهائي فالمحال كلها مفتوحة حتي ساعة السحور والأطفال والشباب يلعبون الكرة في الشوارع كعادة ليالي رمضان.
فما الذي حدث لماذا لم تستكمل الحكومة قرارات شديدة وحاسمة لمتابعة السيطرة علي هذه الجائحة, أعداد المصابين في زيادة كل يوم, لماذا راهنت مصر علي وعي المواطن فقط ونحن في منتصف الأزمة, لا يقنعني أننا ننهج نهج أوروبا في عودة الحياة لطبيعتها هم مروا بأزمة حقيقية انهار الاقتصاد, خسروا الآلاف من أهاليهم وأصدقائهم تخطت أعداد الإصابات عشرات الآلاف لم يعد لديهم البديل فالوضع مختلف, أرجو أن تعود الحكومة في قراراتها وأن تتخذ الإجراءات اللازمة كبداية الأزمة وبعيدا عن سياسة وعي المواطن فقط