طالبت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان اليوم السبت ألمانيا والإتحاد الأوروبي بتحمل مسئوليتهم الأخلاقية والإنسانية فى تقديم المساعدة للاجئين وبخاصة الأطفال بعد طردهم من معسكرات ايوائهم في تركيا باتجاه حدودها مع دول الإتحاد الأوروبي وتعقد موقفهم بسبب جائحة كورونا .
ويُعانى اللاجئين فى المخيمات المكتظة بجزر خيوس وساموس وليسبوس اليونانية من ضعف الخدمات الصحية والمعيشية وخاصة الأطفال والمراهقين الذين انفصلوا عن آبائهم أو أشقائهم أثناء الفرار من بلادهم أو شقوا طريقهم وحدهم إلى اليونان أثناء رحلة الهروب.
و يقدر عدد الأشخاص المقيمين في المخيمات المكتظة بشكل كامل في الجزر اليونانية ( خيوس وساموس وليسبوس) بأكثر من 40.000 شخص حاليًا يعانون ظروفا صحية صعبة للغاية .. حوالي 14000 منهم من الأطفال والشباب الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا وحوالي 2000 منهم من دون دعم عائلي تمامًا.
وقد أكدت منظمة أطباء بلا حدود على وجود حوالي 1000 طفل مريض يقيمون في المخيمات اليونانية وهم في حاجة ماسة للمساعدة الطبية ، ووافقت وزارة الداخلية الألمانية على قبول بعض هؤلاء الأطفال مع أسرهم الأصلية، أي الآباء والأشقاء المباشرين ، لكن هذا التعهد وصل إلى طريق مسدود بشكل كامل بسبب أزمة كورونا، إذ ينطوي الأمر على عقبات بيروقراطية متعددة.
وكانت الظروف القاسية جداً والاكتظاظ ويأس اللاجئين المقيمين فيه، قد ادى إلى حدوث توتر وخلافات وشجار بينهم، وهذا يعني بالنسبة للأطفال أن يعيشوا مع الخطر على مدار الساعة ، والأطفال غير المصحوبين بذويهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ضد العنف وسوء المعاملة، والأطفال بعد هروبهم من بلدهم الأصلي يعُانون من صدمات نفسية جديدة وفي نفس الوقت لا يحصلون على المعالجة النفسية.
ولفتت مؤسسة ملتقي الحوار الإنتباه إلى أن عددًا كبيراً منهم يعانون من نوبات هلع وكوابيس وكثيرون يعانون من الإكتئاب وبعضهم يحاولون الإنتحار.
وأكدت تقارير دولية أن أكثر مِن ثلث اللاجئين البالغ عددهم 42 ألف لاجئ في تلك المخيمات هم أطفال و60 بالمئة منهم دون سن الثانية عشرة، ونحو نصف اللاجئين مِن أفغانستان وأغلب البقية مِن سوريا والصومال .
وطالبت المؤسسة بحماية هؤلاء الأطفال من ضحايا غياب الإنسانية ومخالفة تركيا لتعهداتها الدولية تجاه اللاجئين الذين تعهدت بحمايتهم بعد هروبهم من ساحات القتال بسوريا ، كما دعت المانيا ودول الإتحاد الأوروبي بالتحرك وتقديم خطة محدّدة لتأمين حياة لهؤلاء الأطفال تتوافق مع حقوق الطفل .