قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إن انتشار فيروس كوفيد-19، الذي انبثق من البرية، قد أظهر كيف أن صحة الإنسان ترتبط ارتباطا وثيقا بعلاقتنا بعالم الطبيعة.وأكد الأمين العام أن رسالته بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي هذا العام واضحة، ومفادها بأن الحلول التي نتطلع إليها تكمن في الطبيعة، مشيرا إلى أن الحفاظ على التنوع البيولوجي وإدارته على نحو مستدام ضروريان من أجل التخفيف من الاضطراب المناخي، وضمان الأمن المائي والغذائي، بل ومنع تفشي الجوائح أيضا.
وقال جوتيريش إن عددا متزايدا من الأنواع يتعرض للخطر، ” فبينما نحن نتعدى على الطبيعة ونستنزف الموائل الحيوية، يمتد هذا الخطر ليشمل الإنسانية والمستقبل الذي نصبو فيه، فلنعاود البناء بصورة أفضل بعد الأزمة الحالية، ولنعمل سوياً في إطار ذلك من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي حتى نتمكن من بلوغ أهدافنا في مجال التنمية المستدامة. فهذا هو سبيلنا إلى حماية صحة الأجيال المقبلة ورفاهها.”
من ناحيته قال رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، تيجاني محمد باندي إننا نواجه تحديا مزدوجا، بسبب استمرار التهديد الوجودي الذي يشكله فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ، مشيرا إلى أن جميع هذه القضايا مترابطة، واشار باندي، خلال حديثه في فعالية افتراضية، عقدت اليوم الجمعة، للاحتفال باليوم الدولي للتنوع البيولوجي، الذي يتم إحياؤه في 22 مايو من كل عام، إن استمرار فقدان التنوع البيولوجي وتغير النظام الإيكولوجي يزيد من خطر ظهور الأمراض وانتشارها بين البشر والحيوانات والأنواع الحية الأخرى. “علاوة على ذلك، فإن إزالة الغابات هي مساهم رئيسي في تغير المناخ.”
وأشار رئيس الجمعية العامة إلى أن الجوع آخذ في الارتفاع على مدى السنوات الثلاث الماضية. فحتى قبل الاضطراب الذي سببه الفيروس التاجي، كان هناك 821 مليون شخص يعانون من نقص التغذية ومليارا شخص يعانون من سوء التغذية.
وقال تيجاني باندي إن الأمن الغذائي يتدهور بفقدان التنوع البيولوجي والتصحر والصدمات الناجمة عن تغير المناخ، إذ “تعتمد ثلاثة أرباع محاصيل العالم على الملقحات، حيث ساهمت هذه الحشرات الصغيرة بأكثر من 577 مليار دولار في الاقتصاد العالمي. ومع ذلك، فإن أعداد هذه الحشرات، التي تشكل أساس الأمن الغذائي العالمي، تنهار بسرعة.
ودعا المسؤول الأممي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف فقدان التنوع البيولوجي – بما في ذلك بين الحشرات والملقحات “كما يجب علينا إنقاذ مليون نوع من الحيوانات والنباتات التي تواجه خطر الانقراض الوشيك”.
وحث رئيس الجمعية العامة قادة العالم على إعادة الالتزام باتفاق باريس للمناخ، و خطة التنمية المستدامة لعام 2030، وخطة عمل أديس أبابا، قائلا: تقع على عاتقنا مسؤولية مشتركة لتأمين كوكب سليم للبشر، ولجميع أشكال الحياة، التي لا يمكن للبشرية أن تعيش بدونها.”