ما من شك أن إرتباط التلاميذ بالرب يسوع كان كبيرا جدا، لم يفارقوه ابداً، كما عبروا فى مواقف مختلفة مثل “ها نحن قد تركنا كل شئ وتبعناك” ( لو٢٨:١٨) .. “يا رب الى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك” ( يو٦٨:٦)
وفي وقت صعوده جسدياً إلى السماء كنا نتوقع أن يخيم عليهم حزن ثقيل، لكن الإنجيل يخبرنا بعكس ذلك تماماً إذ هم “رجعوا بفرح عظيم” (لو٥٢:٢٤ ) .
واضح أن تغييراً كبيراً قد حدث لهم، فقبل القيامة عندما قال لهم الرب “ابن الانسان سوف يسلم إلى أيدى الناس فيقتلونه وفى اليوم الثالث يقوم” كان رد فعلهم أنهم “حزنوا جدا” (مت٢٣:١٧ ) رغم انهم كان يجب أن يفرحوا لأنه اخبرهم عن قيامته من الأموات. لكن هذا لم يحدث لأنهم لم يكونوا قد وصلوا بعد إلى نضج الإيمان، رغم انهم شاهدوا بأعينهم معجزات عظيمة لا حصر لها إلا أنهم لم يستطيعوا أن يصدقوا وعد القيامة.
لكن بعد أن رأوا قوة القيامة بمجدها العظيم، تبدل الحال وأدركوا أن الرب يسوع يعنى ويستطيع أي وعد يتفوه به مهما يكن، وعده إلهي صادق لا يسقط منه حرف أو حتى نقطة.
فاستقبلوا وعده قبيل صعوده للسماء “ها انا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر” (مت٢٠:٢٨ ) بمثابة واقع يعايشوه من لحظة أن خرج الوعد من فمه لا كمجرد أمنيات ينتظروها.
نعم عندما يقول لنا ها انا معكم هو صادق وقادر على تحقيق وعده كما حقق وعده بالقيامة من الموت. هو معى فى صحوي وفى نومي، فى ذهابي وفى إيابي، فى وقت الشدة والضيق وفى وقت الراحة والخير.
كان المتنيح انبا ميخائيل مطران أسيوط يقول مشجعاً من هو فى ضيقة: وعد ربنا لنا “لا تخف لأنى معك” (اش١٠:٤١ ) ليس على قبيل المجاملة كما يجامل الإنسان صديقه وهو لا يستطيع أن يفى بكلامه، لكن “أنا معك” من الله يعنى معك بمحبتى، بقوتى، بسلطانى، بنفوذى فى الكون.
الرب قريب لمن يدعوه. أمين