أنطون سيدهم ومشوار وطني
يشق علي أن أنعي إلي الشعب المصري العريق المرحوم الدكتور فرج فودة الوطني الحق, والذي كان دائما ما يحارب بقلمه في سبيل الدفاع عن وحدة الشعب, والعمل بكل الجهد علي تقوية هذه الوحدة وإزالة كل ما يعلق بها من شوائب وأفكار خاطئة تعمل علي تفتيتها أو المساس بها, حقا لقد كان رحمه الله رجلا جريئا يدافع عن رأيه بكل قوة, ويناضل في إعلاء ما يعتقد بأنه حق وصواب.
ولماذا إذا أعوزت الحجة البعض, وفقد المنطق السليم يلجأ إلي القوة والبطش لفرض آرائه؟ ثم يتطور هذا إلي استخدام السلاح والتصفيات الجسدية؟ هذا منحني خطير وسابقة مؤسفة إخراس الآخرين ووسيلة مرفوضة تماما للوصول إلي دكتاتورية الرأي أن أهم ما أعطاه الرئيس حسني مبارك للشعب المصري هو حرية الكلمة, ففتحت الصحف صفحاتها للرأي الحر في أي اتجاه كان.
ويحضرني في هذا المجال الموقف الرائع الذي وقفه جلادستون رئيس وزراء إنجلترا في مجلس العموم البريطاني, عندا وقف أحد النواب المعارضة وهاجم الحكومة بقوة وعنف, فهاج عليه نواب الحكومة لإسكاته, هنا صعد جلادستون إلي المنصة وأطلق قولته الشهيرة موجها إياها إلي النائب المعارض أنا أختلف معك في الرأي لكني أحارب لآخر قطرة في دمي من أجل حريتك في الدفاع عن رأيك, هذه هي القاعدة والأساس للديموقراطية الحقة وهي احترام رأي الآخرين واعطاؤهم حرية الدفاع عن وجهة نظرهم وهي سبب تقدم هذه الشعوب وإدعارها.
إن أسفي لشديد وألمي بالغ للاعتداء الأثيم علي المرحوم فرج فودة, واسكات صوته بهذه الطريقة الغاشمة البشعة, أسكنه الله فسيح جناته وألهم عائلته والشعب المصري العزاء.