عرفت الدولة الدبلوماسية الرسمية كأداة للتفاهم ومد جسور التعاون مع الدول الأخري, واستخدمت وزارات الخارجية والسفارات والدبلوماسيين كتعبير عن تواصلها الرسمي. ثم تطور المفهوم ليظهر ما يسمي بالدبوماسية الشعبية لكسب الرأي العام الخارجي أو تغييره بشكل غير رسمي أي بدون السفارات والدبلوماسيين. وكأنها الممارسة غير الرسمية لمهمة دبلوماسية.
فتحركت الحكومات مستخدمة أدوات غير رسمية كالمشاهير والمجتمع المدني ونجوم الرياضة والأحزاب والإعلام والفن والثقافة لتعزيز التفاهم م الشعوب الأخري رغم اختلاف الثقافة أو الدين.
وسواء الدبلوماسية الرسمية أو الشعبية فالدول تستخدمها بهدف رئيسي هو تسويق الدولة وتجميلها كعلامة بارزة ورسم صورة ذهنية إيجابية عنها.
ومع أحداث كورونا برز دور الصين في استخدامها لدبلوماسية الأقنعة لترسم صورة أكثر إيجابية عنها. البداية ظهرت في طريقة تعامل الصين مع أزمة فيروس كورونا ـ رغم أنه خرج منها ـ إلا أنها نجحت في رسم صورة إيجابية من حيث تطبيقها للقواعد وناجها في محاصرة الفيروس أمام فشل دول أخري ؟؟ تفشيه.
وفي الوقت الذي عانت منه دول كثيرة من نقص المستلزمات الطبية ظهرت الصين من جديد لتعزز مكانتها الدولية حينما قامت بتصدير الأقنعة والمستلزمات الطبية لدول العالم, بل وضاعفت إنتاجها منها 12 ضعفا لترسخ لصورة كبري أنها مصنع العالم.
ورغم أنها تعاني انتقادات دولية واسعة بسبب خروج الفيروس منها, إلا أنها امتدت في اتجاه دول جنوب شرق آسيا لترسل خبراء وتوجه نصائح بكيفية التصدي لجائحة كورونا. واستخدمت دبلوماسية الأقنعة لتتبرع أو تبيع للدول الصديقة أو التي تريد أن تكسب صداقتها بالأقنعة وأجهزة التنفس, لتعيد رسم صورة مشرقة من قلب الأزمة والانتقادات التي طالت سمعة الدولة.
وفي الوقت الذي أصبح تصدير المستلزمات الطبية محظورا في بعض الدول قدمت الصين نموذجا مختلفا, وكسبت معنويا من تسويق صورتها وكذلك ماديا فقد جنت أكثر من مليار دولار من مبيعاتها حتي الآن.
استخدمت الصين دبلوماسية الأقنعة لكسب الصداقات وتحويل المشاعر المعادية نحوها إلي مشاعر امتنان وبهذا تكون قد نجحت في تجميل صورتها مستخدمة المساعدات كقوة ناعمة تدعم بها صداقاتها مع بعض الدول. إلا أن أول دولة استخدمت وقادت ووجهت العالم نحو دبلوماسية الأقنعة هي مصر, حينما أرسلت القيادة السياسية هدية من الأقنعة والمستلزمات الطبية للصين بحضور وزيرة الصحة المصرية, ومن بعدها لإيطاليا, ومن بعدهما لأمريكا.