أنطون سيدهم ومشوار وطني
نشر بتاريخ 1975/11/9
** عديدة هي الإنجازات التي تمت منذ 15 مايو ..1971 لقد كان هذا اليوم منطلقا تاريخيا غير الأحداث ونقل شعبنا إلي عصر جديد أشرقت فيه شمس الأمل من جديد.. تبدد الظلام, وانتشر ضياء الحرية التي أنارت الطرق لنصر أكتوبر ..1973
* قضي الرئيس أنور السادات بقبضة حديدية مؤمنة في 15 مايو علي مراكز القوي التي خنقت الحريات, وطبقت شريعة الغاب, وأحالت أمن المواطنين إلي جحيم.. تلقي الروع في النفوس, وتخرس الألسنة وتعد حتي الأنفاس.. تلفق التهم ويهدد زائر الفجر الأبرياء ليفترسهم الأوغاد زبانية جهنم تعذيبا وفتكا وإراقة للدماء.
* لقد زالت دولة مراكز القوي, وتنفس الناس الصعداء, وزال كابوس, ثقيل جثم علي الصدور وكاد يخنق معاني الكبرياء في نفوس هذا الشعب الأصيل.
* وانطلقت الصحافة من إسارها بإلغاء الرقابة, وعاد لها دورها يكشف المأساة التي عاني منها شعبنا في ظل إرهاب لم يسبق له مثيل, وإظهار الصفقات المريبة, وعمليات الرشوة وتهريب الأموال, وقاسي من الحراسات والهوان الذي أصاب الشرفاء علي أيدي الجلادين الذين نطالب بشدة أن يطولهم القانون الذي عادت إليه السيادة يقتص منهم إزاء ما اقرفوا من إجرام ووحشية.
* وبدأ الجيش ينفض عن نفسه الهوان الذي لحق به في مصيبة .1967 فكان الأعداد العلمي, والتدريب الشاق والتفرغ الكامل الأمين للمعركة, واختيار القيادات التي تعرف للعسكرية شرفها ومسئولياتها وواجبها, وكان نصر أكتوبر تتويجا لهذه الجهود.. وتكريما للحرية التي أعتقها الرئيس السادات.
* إن نصر أكتوبر كان بداية لتغيير شامل.. ونهاية لعصر ساد فيه الجمود والتخبط والظلام.
ومن هنا كانت سياسة الانفتاح وتحسين العلاقات مع الغرب للحصول علي التكنولوجيا الحديثة.. وتشجيع الاستثمار في بلادنا التي عانت من الاختناقات ووصل اقتصادها إلي درجة الصفر كما صرح الرئيس السادات في شجاعة قبل أكتوبر ..1973 إن من حق شعبنا وقد طالت معاناته أن يتطلع إلي حياة كريمة يتوفر له فيها ـ بعد طول حرمان ـ الحد الأدني من الرخاء.
* واليوم.. الدنيا كلها تتحدث عن شخصية الرئيس أنور السادات بعد رحلاته التاريخية الناجحة إلي فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا.. إنها تتحدث عن رجل السلام الذي قدم للعالم وجها عظيما مضيئا لشخصية مصر ووضع العالم أمام مسئولياته إزاء السلام الذي يجب أن تتكاتف الجهود من أجل إرساء قواعده من أجل البشرية جمعاء.. ومسئوليات العالم أمام بؤرة من بؤر الصراع تمثل أخطر ما يمكن أن يواجهه السلام وهي منطقة الشرق الأوسط التي طال أمد مشكلتها وهو الصراع العربي الإسرائيلي.
* إن لقاء الرئيس السادات بالرأي العام الأمريكي بدءا من رجل الشارع الذي افترسته أباطيل الدعايات الصهيونية وانتهاء إلي رجال الكونجرس الأمريكي حقق الكثير من تقارب وجهات النظر.. ومد جسور تفاهم عميق لأهدافنا وعدالة قضيتنا.. وآمالنا في سلام وطيد يمكن للرخاء والأمن وإبعاد شبح الحروب.
* ماذا نقول.. ولم تحدث زيارة من قبل لرئيس أو زعيم مثل ما أحدثته رحلة السادات من ردود فعل عميقة وأصداء كبري فاقت كل تصور.. إننا نقول وبكل مشاعر الفخر إن الرئيس السادات قد شد الدنيا في خلال أيام قصيرة محدودة إلي مصر بما تمثله من وزن حضاري ومركز استراتيجي وركيزة لأي جهد بناء من أجل السلام .
إن ما حققته مصر في هذه الأيام كان حصادا طيبا ليوم 15 مايو ذلك المنطلق التاريخي نحو مستقبل شعب مصر.. فالحرية التي أعتقها الرئيس السادات في ذلك اليوم كانت الجسر الذي عبرت عليه مصر نحو النصر ونحو مركزها العالمي المرموق الذي انتزعته وسط القوي الأعظم.. وإلي الأمام ياسادات… لتسير ببلادنا الحبيبة من تقدم إلي تقدم حتي تصل بها إلي مكانة مرموقة بين دول العالم.. وقلوبنا معك.. والله يحفظك.