أقبل شهر مايو، شهر الورود والجمال والتَجَدّد، الشهر الذي فيه نُعبّر وبشكل مميّز عن محبتنا وإكرامنا للعذراء مريم. خلال هذا الشهر المبارك نتلوا صلاة المسبحة الورديّة التي أرادتها العذراء مريـم نفسها، عندما ظهرت في بلدة فاطيما – البرتغال – يوم ١٣ اكتوبر ١٩١٧، وقالت: “أنا سيدة الورديّة المقدَّسّة، داوموا على صلاة المسبحة كل يوم، وعندما تتلونها صلّوا بإنتباه، وفكِّروا بمعنى كل كلمة ” .
بسبب وباء كورونا الفتّاك، جعلنا الحجر الصحي أن نحتفل هذه السنة بالشهر المريمي في بيوتنا ومع عائلاتنا. فأعطى لنا هذا الإحتفال بُعداً روحياً، وجعلنا ندرك جيداً وبإيمان بأن بيوتنا، عائلاتنا، كنائس بيتية صغيرة مرتبطة مع بعضها وتؤلف الكنيسة المقدسة الواحدة الجامعة الرسوليّة.
من خلال صلواتنا المسبحة الورديّة بشكل فردي أو جماعي، في الكنيسة أو في البيت، في المستشفيات أو في المدارس، أو في أي مكان نجتمع فيه للصلاة، نكتشف جمال صلاة المسبحة الورديّة ونتأمّل معًا بوجه المسيح من خلال قلب مريم العذراء أمنا، ويجعلنا أكثر اتحادًا كعائلة روحيّة، ويساعدنا على تخطّي هذه المحنة “فيروس كورونا” الخبيث التي يمر بها العالم، وأيضاً تخطّي كُلُّ المشاكل والصعوبات والهموم ومشَقات الحياة التي تسيطر علينا وتعرقل حياتنا .
أحبائي، نبتدئ شهرنا المريمي بصلاة كتبها قداسة البابا فرنسيس متحدين معه ومع بعضنا طالبين من العذراء مريـم ، الكُليّة القداسة والكاملةُ الطهارة، أن تمُنّى علينا ِوعلى البشرية، نِعَمْ إبنها يسوع القائم من بين الأموات لنستحقّ ملكوت السَّمَاوات :
يا مريم، أنت تُشعّين على الدوام في مسيرتنا كعلامة خلاص ورجاء . نحن نوكل أنفسنا إليكِ، يا شفاء المرضى، أنت التي قد اشتركتِ في آلام يسوع عند أقدام الصليب وبقيتِ ثابتة في إيمانكِ. يا خلاص الشعب المسيحي أنتِ تعرفين ما نحتاج إليه ونحن واثقون من أنّك ستوفّريه لنا، وكما في عرس قانا الجليل، لكي يعود الفرح والعيد بعد هذه المحنة . ساعدينا يا أم المحبة الإلهيّة لكي نمتثل لمشيئة الآب ونفعل ما يقوله لنا يسوع الذي أخذ على عاتقه آلامنا وحمل أوجاعنا لكي يقودنا، من خلال الصليب ، إلى فرح القيامة. آمين.
تحت ذيل حمايتك نلتجئ يا والدة الله القديسة مريـم ، فلا تغفلي عن طلباتنا نحن الذين في المحنة، لكن نجينا من جميع المخاطر، أيتها العذراء المجيدة المباركة .