أكبر عدو أقامه الله ضد ابليس هي مريم العذراء الكُليّة القداسة والكاملةُ الطاهرة .
لماذا ؟
أولاً : لأن الشيطان متكبّر للغاية، لذا يتعذّب جداً ويذوب خجلاً عند رؤية نفسه مهزوم ومغلوب من أمة الله العذراء مريـم الصغيرة والمتواضعة، فيُسخطه كثيراً تواضعها ، ويخاف صلواتها أكثر من صلاة جميع القديسين ، و أيُّ تهديدٍ منها، يعتبره عذاباً فادحاً جداً .
ثانياً : لأنّ الله وهب لمريم قوّة عظمى ضد الشياطين . هذه القوّة هي ثمرة الحبل بلادنس . فهي ” ممتلئة نعمة ” ( لوقا ١ ٢٨ ) ، و ” الكُليّة القداسة ” ، و ” دائمةُ البتولية ”
ثالثاً : إنّ ما خسره لوسيفوروس بكبريائه، اكتسبته مريم بتواضعها. وما فقدته حوّاء بعصيانها، ربحته مريم بطاعتها. فحوّاء بإصغائها للحيّة أهلكت نفسها وكل أبنائها. ومريم، حواء الجديدة ، بأمانتها الكاملة لله وإرادته، خلّصت ذاتها وكل أولادها مكرِّسة إياهم لجلاله .
” إنّ مريم المتواضعة ستنتصر دائماً انتصاراً عجيباً على هذا الشيطان ، ابليس ، المتكبّر وتسحق رأسه مصدر كبريائه. وستكشف خبثه الأفعواني وخداعاته الجهنّمية وإغراءاته الشيطانية، وتُنجّي أبناءها الأمناء من عبوديّته القاسية إلى منتهى الدهور .
تَسْطُع قوّة مريم على الشياطين كلّهم خاصّة في الأزمنة الأخيرة ، عندما سينصب إبليس شِراكه أمام عقبها ، أي أبنائها المتواضعين الذين تَقيمُهم لمحاربة إبليس وأبواب جهنّم .
في النهاية ، بقوة صلاتنا ومحبتنا وإكرامنا للعذراء ، قلبها سينتصر على قوى الشر .