شدد ينس لاركيه، المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، على أن الملايين في اليمن يعانون من النزوح وسوء التغذية والمرض في ظل وجود نظام صحي ضعيف يتدهور بسبب ضغط جائحة كوفيد-19، وقال: “إذا تم جمع التمويل، فستتمكن أكثر من 200 منظمة تعمل بشكل منسق عبر استراتيجية مشتركة، من الاستمرار في إيصال الطعام والتغذية والرعاية الصحية ودعم 3.6 مليون نازح، وتوفير أنشطة حيوية أخرى للمجتمعات الضعيفة في عموم البلاد”.جاء ذلك فى مؤتمر صحفي عبر الانترنت فى جنيف.
وحذر الناطق باسم أوتشا، من أن عدم توفر التمويل المطلوب سيؤدي إلى تخفيض المكملات الغذائية لـ 1.7 مليون طفل وسيّدة حامل، وقد يتبع ذلك وفيات لأسباب يمكن الوقاية منها.
وأضاف لاركيه، أن الفرق المتنقلة ومراكز علاج سوء تغذية الأطفال قد تضطر لتقليل الخدمات أو إيقافها، وقد تتوقف خدمات المياه والصرف الصحي في المدن الرئيسية في اليمن مما يعرّض ملايين الأطفال لخطر الإصابة بأمراض تنقلها المياه مثل الكوليرا.
وفي حين تشير التقارير الأولية من وحدة العناية المركزة إلى أن معدل وفيات الحالات المصابة بكوفيد-19 يبلغ 20% مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 7%، أوضحت المنظمات أن بعض المانحين بدأ بالفعل بالتعهد بتقديم الأموال إلا أن المطلوب هو الوفاء بالعهود وتقديم التمويل في أسرع وقت ممكن.
ومنذ ظهور جائحة كوفيد-19 في اليمن قبل سبعة أسابيع، يهدد شبح المجاعة بالعودة إلى البلد الذي يعاني من ويلات الصراع، وتحذر منظمات إنسانية من أن الجائحة وغيرها من الأمراض القاتلة مثل الكوليرا والضنك والملاريا ستعصف بالبلاد ما لم تحصل على التمويل للاستمرار بتقديم البرامج المنقذة للحياة.
وقبيل الاجتماع الافتراضي المرتقب الذي تعقده الأمم المتحدة والمملكة العربية السعودية يوم الثلاثاء المقبل لجمع التبرعات من أجل اليمن، لفتت المنظمات الإنسانية الانتباه إلى “مأساة تتكشف” في اليمن إن لم يتحرك المجتمع الدولي للمساعدة.
وكانت الوكالات الأممية والشركاء في المنظمات غير الحكومية في اليمن قد أعلنت الحاجة إلى 2.41 مليار دولار لتغطية برامج ونفقات الأشهر السبعة المقبلة (من يونيو إلى ديسمبر) للإبقاء على شريان الحياة الإنساني لـ 19 مليون شخص من المتضررين منذ اندلاع الصراع في اليمن قبل خمسة أعوام.
من جانبها، أكدت إليزابيث بيرز، المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، خلال المؤتمر، أن المجتمع الدولي قدم مستويات غير مسبوقة من الدعم لليمن خلال الأعوام الخمسة الماضية، كما ان البلدان التي تعاني من نظام صحي هش مثل اليمن تحتاج إلى جهود مكثفة لدعم البنية التحتية الصحية ولتمكين الاستجابة للأمراض المتفشية والأوبئة، دعمت منظمة الصحة العالمية بفضل الدعم المقدم من دولة الكويت، حوالي 3100 عامل صحي من خلال توفير الحوافز المالية.
وقالت: “كان البرنامج بحاجة إلى 200 مليون دولار شهريا لتمويل برامجه وكان يفعل كل ما يمكنه لضمان عدم التخلي عن أي طفل أو أم، حيث أن كوفيد-19 يشكل تهديدا على أطفال اليمن”.