تلعب الألوان دوراً كبيراً في حياة الإنسان وتتعلق لغة الألوان بالعواطف والأحاسيس .. وما يحمله اللون من معنى يمكن من خلاله معرفة وقراءة العمل الفني في أي مكان وزمان .. فاللون الأحمر الذي يدل على القسوة والعنف والدمار الذي نشاهده ونعايشه هذه الأيام نجده في كثير من لوحات سفك الدماء والقتل والعذابات .. فاللون المرسوم يتحول إلى أحاسيس ومشاعر .. كالحياة والموت، والبهجة والحزن ، والحكمة والتواضع .. ومن هذه المعاني ندرك ماهي لغة الألوان.
وتحل هذا الشهر ذكرى إستشهاد أثنين من القديسين الشهداء الذين سُفكت دماؤهم لتمسكهم بالإيمان الصحيح .. الشهيد العظيم مارمرقس الرسول الإنجيلي —أول شهيد على أرض مصر—عام ٦٨ ميلادية، وتحتفل الكنيسة القبطية بتذكار إستشهاده في 30 برمودة (الموافق 8 مايو) من كل عام .. وقد لقب مارمرقس بكاروز الديار المصرية لكي تبقى كلمة الله تُقرأ في الكنائس وتعلم الحب والخير للإنسانية.
رسم القديس مارمرقس العديد من الفنانين .. وفي اللوحة المصاحبة بريشة وجدي حبشي، ُصِور مارمرقس وهو جالس على صخرة يدون إنجيله الذي يبدأ ب ”صوت صارخ في البرية“ .. وفي الخلفية بحر الأسكندرية أنه مؤسس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في الأسكندرية… وأصبح شعار مارمرقس الرسول هو الأسد.
كما تعيد الكنيسة القبطية بتذكار إستشهاد القديس العظيم مارجرجس في ٢٣ برمودة (الموافق ١ مايو) من كل عام .. والذي قاسى أنواع عدة من العذابات في محبة رب القوات.
إستطاع الفنان القبطي أن يبرز بكل دقة تفاصيل عذابات الشهداء والعديد من المعجزات التى حدثت لهم شخصياً أو التى تمت بواسطتهم وتشفعاتهم أمام رب الجنود ليساعد أولاده وينقذهم من الضيقات.
وأيقونة الشهيد مارجرجس المرفقة بالمقال من أعمال فنان المنيا الكبير يوسف جرجس عياد الذي رسم القديس في وسط الأيقونة واضعاً على كتفه عباءة من اللون القرمزى وهو اللون الملوكى .. وصمم حولها أجزاء رسم فيها عذاباته.. والفنان إتبع هذا النظام في الكنائس اليوغوسلافية والصربية واليونانية، حتى أن الأيقونات المرسومة للشهيد مارجرجس تعد لوحة مقروءة أو سنكساراً له .. تبرز مدى حبه للرب يسوع وتمسكه بالإيمان المسيحي والإستشهاد من أجله.