وفي منطقة جنوب غرب آسيا المجاورة لأفغانستان مثل -ايران- يجد اللاجئون الأفغان والأفراد الآخرون من الفئات الضعيفة التي تعيش مع المجتمعات المضيفة، والذين كانوا يصارعون أصلاً من أجل تغطية نفقاتهم بسبب الضغوط الاقتصادية، صعوبة متزايدة في التكيف مع الوضع. في إيران، يجد ما يقرب من مليون لاجئ أفغاني، والذين يعيش معظمهم ويعملون جنباً إلى جنب مع مجتمعهم المضيف، أنفسهم في خضم صعوبات اقتصادية هائلة.وتعتمد الغالبية العظمى من الأفغان في إيران، والتي تضم أيضاً حوالي 1.5 إلى 2 مليون من الأشخاص غير الموثقين، على موارد غير مستقرة وهشة فيما يخص مصادر رزقهم الرئيسية، مما يجعلهم عرضة بشدة لانتكاسة مادية.
كما أن الأطفال من المعرضين للخطر بشكل خاص، حيث يضطر واحد من بين أربعة لاجئين من الأفغان إلى إخراج أطفاله من المدرسة، ويضطر واحد من بين خمسة إلى إرسال أطفاله للعمل بسبب إزدياد الوضع الاقتصادي هشاشة. ويبدو التأثير الذي يطال مستقبل الأطفال اللاجئين الأفغان واضحاً وحاداً، ومن المرجح أن يزداد سوءاً ما لم يتوفر المزيد من الدعم الدولي وتقاسم المسؤولية اللذين تشتد الحاجة إليهما، على الرغم من الجهود الجديرة بالثناء والمعززة التي تبذلها حكومة إيران والمفوضية والجهات الفاعلة الإنسانية الأخرى على أرض الواقع.
ووفقاً لتقارير محلية، فقد خسر حوالي مليوني شخص وظائفهم في إيران بسبب فيروس كورونا. وتتلقى خطوط المساعدة التابعة للمفوضية المزيد والمزيد من المكالمات التي تفيد عن فقدان المزيد من اللاجئين وظائفهم ودخلهم. وفي حين تبقى العزيمة سمة مميزة لمجتمعات اللاجئين خلال هذه المرحلة الصعبة، فإن معظمهم أفادوا بعدم قدرتهم على توفير ما يكفي من الغذاء لعائلاتهم. ويطلب آخرون المساعدة لتسديد الإيجار والعلاج الطبي وخدمات الإنترنت للسماح لأطفالهم بمواصلة التعلم عن بعد.
أما في باكستان – وهي ثاني أكبر دولة مضيفة للاجئين في العالم – فقد الأفغان مصادر دخلهم الوحيدة المعتمدة على الأجور اليومية بسبب حالة الإقفال العام. كما يجد عشرات الآلاف من اللاجئين أنفسهم في وضع هش جداً نظراً للتحديات التي يواجهونها مثل كبار السن المعرضين للخطر، والأشخاص من ذوي الإعاقة، والأفراد الذين يعانون من حالات صحية خطيرة، والآباء والأمهات غير المتزوجين، والنساء والأطفال المعرضين للخطر. ولا تستضيف باكستان 1.4 مليون لاجئ أفغاني مسجل بل إنها موطن لـ 880 الف مهاجر أفغاني مسجل وحوالي 500 الف من المواطنين الأفغان غير الموثقين.
الجدير بالذكر انه بسبب انتشار فيروس كورونا، تواجه أفغانستان احتمال تعرض الخدمات الطبية والاجتماعية لديها للضغط، مع ارتفاع عدد الأفغان العائدين إلى ديارهم، ومئات الآلاف من الأشخاص الذين يعيشون في مواقع النزوح وارتفاع مستويات الفقر.