.. وانتهي شهر رمضان الكريم والذي هل علينا ببهجته وطلته الوناسة في ظل مكوثنا في المنازل ورغم افتقادنا لعادات كثيرة كنا اعتدنا القيام بها في الشهر الفضيل من مشاطرة أحبائنا الإفطار سويا لننعم بجو الوحدة الوطنية ونشعر بروح الألفة والحب المتبادل, ناهيك عن حفلات السمر والخيم الرمضانية والسحور.
ولكن بأي حال عدت يارمضان؟.. فلا مجال للتجمعات ولا مجال للنزول من المنزل ولا سيما مع تطبيق حظر التجوال بسبب الفيروس اللعين, فلا يوجد أمامنا سوي متابعة مسلسلات رمضان والتي أجد دائما متعة في متابعتها ـ خاصة في هذا الشهر ـ كنوع من استكمال طقوسه رغم تغلغل الإعلانات المطولة والتي أجدها ـ هذا العام ـ تفتقد للإبداع وبالتالي تفتقد متعتها وجذبها للجمهور.
ولعل أجمل ما طل علينا في شهر رمضان, مسلسل الاختيار والذي يسرد لنا فترة عشناها ومازلنا نعيش تفاصيلها في الحرب ضد الإرهاب البغيض.. مسلسل يدعم فكرة الوطنية من بين مسلسلات هذا العام بمشاهدة أكثر من الباقي, خاصة ما يوثقه من حقائق حدثت ومازالت تحدث علي أرض الواقع ويظهر فيه تصدي الجيش لعصابات الإرهاب الخسيس الذي يحتمي في جحور الصحراء مثلما تختبئ الأفاعي, وهذا أصعب بكثير من الحروب القتالية بين الجيوش.
المسلسل جذاب جدا من حيث الإخراج المتميز واختيار الممثلين وهم أقرب بشكل كبير لذات الشخصيات التي يمثلون أدوار في الواقع, أيضا فإن توثيق الأحداث بفيديوهات من الواقع دعم مصداقية العمل بجانب الموسيقي التصويرية التي جاءت مناسبة جدا بالإضافة إلي دعم السيناريو بأحداث درامية جعل المشاهد يرتبط وجدانيا بكل كلمة فيه.
كما أبرز المسلسل الدور الذي يقوم به أهل سيناء في الحرب ضد الإرهاب ودعم جيش بلدهم وهي نقطة إيجابية جدا يؤكد لنا أن الاختيار دائما وأبدا لمصلحة الوطن وليس للإرهاب باشباه رجاله.
mageeade@yahoo,cpm