تشهد “الأديرة المصرية” نهضة عمرانية وتنموية وروعوية كبيرة، ومسؤوليتها الوطنية جعلتها تسعى لخدمة المجتمع، علاوة على اكتفائها ذاتيا ومساعدتها للآخرين … قامت “وطني” على مدار الأعوام السابقة بجولات في العديد من الأديرة المصرية … واليوم يقدم “موقع وطني نت” ديـــر الأنـبـا باخـومـيـوس بـحـاجـر إدفــو، وذلك لإلقاء الضوء على حكاية هذه الأديرة العامرة بالإيمان والأعمال المتجلية في العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وخدمة المجتمع, حيث تحتفل الكنيسة 22مايو من كل عام بعيد نياحة الأنـبـا باخـومـيـوس أب الشركة , حيث تنيح في 22 مايو عام 346م بسبب وباء الكوليرا وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس الموافق 22مايو…. حيث قدمت “وطنى نت” العام الماضي ديـــــر الأنــبــا بـاخــوميـــوس الشايـب بـالأقـصـــر….
موقع الدير
يـقـع الدير على مسافة 7كم غرب مدينة إدفو وهناك طريق أسفلتي حتى الدير والكنيسة الأثرية تتكون من أربعة هياكل وصحن من ثلاث خورس تفصلها الأكتاف وقد استخدم الركن البحري الغربي كمدخل والجزء الغربي كمعمودية ويرجع المبنى للقرن 18و19م وهو مبنى من طراز كنائس أثنى عشر قبة وعند تعمير الدير بنيت قباب وهم في اسجمام تام مع المباني القديمة ويوجد بجوار معبد آدفو أكوام أثرية بها مباني من الطوب اللبن وبها بعض الكنائس والآثار القبطية، وأوضحت بعض المصادر، أن القديس باخوميوس أب الشركة مدفون فى هيكل الكنيسة الأثرية الذي تعرض الدير للخراب والأهم الإعتراف المجمع المقدس بدير القديس باخوميوس بحاجر إدفو بإيبارشية أسوان في 26/3/2008م وقرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إجتماعه الإعتراف بهذا الدير ضمن الأديرة القبطية العامرة والإعتراف برهبانه وبدأت الحياة الرهبانية بالدير , حيث تخرج منه بعض الأساقفة.
الكنيسة الأثرية
هي المبنى القديم بدير أنبا باخوميوس في إدفو: تتكون من أربعة هياكل، صحن الكنيسة من ثلاث خوارِس تفصلها الأكتاف والحوائط، وقد اسْتُخْدِم الركن البحري الغربي كمدخل، وباقي الجزء الغربي كمعمودية ترجع هذه المباني للقرب 18/19 م من طراز كنائس الأثني عشر قبة… وقد أُضيف للكنيسة القديمة مباني حديثة عند تعمير الدير بالرهبان، بُنِيَت بالقِباب والقبوات في انسجام تام مع المباني القديمة.
بداية تعمير الدير:
مع بداية تعمير الدير أزيل جزء كبير من الجبل من الناحية البحرية وأقتضى هذا الأمر مجهود ضخم على مدى سنوات طويلة لصعوبة طبيعة الأرض الحجرية, وبعد إزالة الجزء البحري من الجبل وأصبح مساويا للأرض بدء بإنشاء عدة قلالي للزوار ثم انشئ منارتان كبيرتان كل منهم 35 متراً في سنة 1993م، مع انشاء عمارتين أسفلهما مخصصتين للزوار والآباء الكهنة.
واستمرت الحركة المعمارية بالدير بنشاط وتم تحديث إنشاء عمارة جديدة تضم سكن للآباء الأساقفة وسكن لنيافة سيدنا رئيس الدير ثم أسفلها مكتبة للآباء الرهبان وقاعة واسعة للاجتماعات، ثم أسفلها مكتبة للبيع ومعرض لشغل الاركت والصور انتاج الدير وعيادة صغيرة خاصة للزوار وعمال الدير وفي نفس المنطقة جاري حاليا إنشاء كنيسة كبيرة على اسم السيدة العذراء مريم وهي على نظام وشغل قباب السيدة العذراء مريم بالزيتون وأيضا جاري العمل في بيت جديد لاستقبال الرحلات الآتية من كل مكان حتى القاهرة والإسكندرية وبلاد الصعيد المختلفة ويسع لمائتي زائر في الليلة، هذا بخلاف قلالي الآباء الرهبان والتي تسع لأكثر من أربعين راهبا وهي غرب الكنيسة الأثرية بالدير.
البابا شنودة وتعمير الدير
في سنة 1975م إنتدب قداسة الأنبا شنودة قام قداسة البابا شنودة الثالث يوم 27/11/1987م بسيامة: الراهب بفنوتيوس الباخومي قساً للخدمة بكنائس أفريقيا، الراهب يوأنس الباخومي قساً للخدمة بشبين الكوم، قداسة البابا شنودة الثالث الـ 117 نيافة الأنبا هيدرا أسقفاً لأسوان وبدا نيافته بتعمير دير الأنبا باخوميوس بحاجر إدفو بإيبارشية أسوان منذ سيامته .
فى 18/5/1976م قام قداسة البابا بزيارة دير القديس باخوميوس بحاجر إدفو بإيبارشية أسوان وقد قام القديس الأنبا باخوميوس بإنشاء هذا الدير وكان له تسعة أديرة بدأت هذه الأديرة فى الإنتشار من أسنا وإمتدت شمالاً وجنوباً فى كل المنطقة ، ويذكر المؤرخون أن الأنبا باخوميوس هو أحد مؤسسى الرهبنة فى العالم , بدأ تعمير دير القديس باخوميوس ببناء قلالى للرهبان وكان عددها عشرة قلالى ، ثم تم بناء إستراحة لنيافة الأسقف لإشراف على التعمير وذلك في سنة 1976م.
وفي سنة 1978م سيم قداسة البابا شنودة الثالث راهبين جديدين لهذا الدير هما: الراهب مكسيموس والراهب أنطونيوس، وبذلك أصبح بالدير ثلاثة رهبان كان أولهم هو القس تادرس الباخومي، الذي أصبح أميناً للدير وكان قداسة البابا شنودة قدر سمه قساً في القاهرة بتاريخ 4/11/1976م .
– إبتداء من سنة 1979 تم أفنتهاء من بناء ورش للدير ( نجارة – حدادة – كهرباء – تصنيع الأباركة – معمل لبن – مخبز – تصنيع الشمع – ورشة لإصلاح العربات) أي أن الدير أصبح مكتفياً ذاتياً بجميع إحتياجاته تقريباً والدير يملك مساحة صغيرة من الأرض المزروعة (حوالي فدان) خارج السور ومزرعة للعنب , أما في داخل السور فهناك حديقة للزهور جميلة داخل الدير يعتني بها بعض الرهبان .
وفي 22مايو 1980 قام قداسة البابا بتغيير الشكل الرهباني لخمسة من الرهبان ، ليكونوا باخوميين، ورقي القس تادرس الباخومي أمين الدير، إلى رتبة القمصية وهو حالياً يخدم في سيدني باستراليا، والراخب صرابامون إلى رتبة القسيسية وتمت الصلوات بكنيسة دير الأنبا بيشوى بالقاهرة.
وفي 4/1/1981م إنتدب قداسة البابا نيافة الأنبا هدرا لسيامة الراهب شنودة الباخومي، وإعتماد إثنان من طالبي الرهبنة تمم الرب محبته بدخول الكهرباء الدير وزاد من محبته ورصف الطريق المؤدي من أدفو إلى الدير وأصبحت العربات تصل بسهولة للدير وكثرت الزيارات للدير وفي سنة 1980م تم بناء 26 قلاية جديدة للرهبان كما تم إعداد بيت الخلوة في الجهة البحرية الشرقية وتم إعداد 18 قلاية جديدة للرهبان، وفي سنة 1981 إتفق الدير مع مصلحة ألاثار على ترميم وتبييض الكنيسة الأثرية بالدير .
استقبل قداسة البابا شنودة الثالث نيافة الأنبا هدرا أسقف أسوان الذي قدم تقريراً كاملاً لقداسته مزوداً بالصور والخرائط والمعلومات الخاصة بالدير بدأ الدير ينتظم برهبانه الذين يقيمون فيه ويأخذ مقومات الأديرة ويقيمون فيه الصلوات والقداسات بإنتظام، وتم بناء سور إرتفاعه 4 متر وقلالي للرهبان ومكتبة تحوي مئات الكتب الروحية، وقام قداسة البابا شنودة الثالث يوم 27/11/1987م بسيامة :
– الراهب بفنوتيوس الباخومي قساً للخدمة بكنائس أفريقيا – الراهب يوأنس الباخومي قساً للخدمة بشبين الكوم – إبتداء من سنة 1979 تم أفنتهاء من بناء ورش للدير ( نجارة – حدادة – كهرباء – تصنيع الأباركة – معمل لبن – مخبز – تصنيع الشمع – ورشة لإصلاح العربات ) أى أن الدير أصبح مكتفياً ذاتياً بجميع إحتياجاته تقريباً والدير يملك مساحة صغيرة من الأرض المزروعة (حوالى فدان ) خارج السور ومزرعة للعنب اما فى داخل السور فهناك حديقة للزهور جميلة داخل الدير يعتني بها بعض الرهبان، كما بنيت منارتان كبيرتان كل منهم 34 متراً في سنة 1993م – تم بناء كاتدرائية على نظام كنيسة العذراء بالزيتون بدأ البناء فى 1994م- تم بناء بيت خصص كمسكن للإساقفة الذين يزورون الدير بدأ بنائه في 1994م- يقال أن جسد الأنبا باخوميوس مدفون تحت عامود بالكنيسة ألأثرية.
وقام قداسته بسيامة مينا الباخومي قساً للخدمة في إيبروشية المنوفية (يوليو1990) وتم بناء بيت خلوة للشباب داخل الذي. فى سنة 1994 م وصل عدد الرهبان المرسومين بالدير 22 راهب قام قداسة البابا بسيامة راهبين من هذا الدير أسقفين هما:- نيافة الأنبا توماس , أسقف القوصية 13/11/1988م – نيافة الأنبا تكلا , أسقف دشنا وتوابعها 26/5/1991م , وقام نيافة الأنبا هدرا مطران أسوان بترقية ثلاثة رهبان بدير الأنبا باخوميوس إلي رتبة الكهنوت وهم الراهب يوسف الباخومي , والراهب سرابيون الباخومي, والراهب توماس الباخومي .
كتاب الدير:
أصدر دير القديس باخوميوس بحاجر إدفو بإيبارشية أسوان “كتاب” عن حياة القديس العظيم الأنبا باخوميوس صاحب الشركة وقام بترجمته القمص أشعياء ميخائيل (كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بالظاهر بالقاهرة ) , وتحت إشراف نيافة الأنبا هدرا أسقف أسوان رئيس الدير والكتاب يقع في 448 من الحجم الكبير يتكلم عن حياة القديس وتلاميذه وقوانين الأنبا باخوميوس ثم رسائلة وأقواله وعظاته، وقد صدر في سنة 1986م , ويحتفل الدير بعيد نياحة الأنبا باخوميوس في يوم 14 بشنس (22 مايو) من كل عام .
الإعتراف بالدير:
في 26/3/2008م , قرر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في إجتماعه الإعتراف بدير القديس باخوميوس بحاجر إدفو بإيبارشية أسوان , ضمن الأديرة القبطية العامرة والإعتراف برهبانه .
سيـرة حـيـاة الأنـبـا بـاخـومـيـوس أب الـشركـة
شهية هي سير الشهداء والقديسين , يقول القديس ماراسحق السرياني :مفرحة هي ثمرة جهادهم.. سير القديسين ، تلهب القلب بمحبة الله، لتسعى للسير في طريقهم ، وفي التمثل بهم…فقصص القديسين والشهداء هي بمثابة علامات على الطريق ترشد السائرين في درب الرب.
نشأته:
ولد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292 م، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمه, أخذه والداه ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: “أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا” فحزن الوالدان جدًا.
قبوله المسيحية:
تجند باخوميوس في الجيش، وكان منطلقًا مع زملائه لإقماع ثورة ضد الإمبراطور وفي الطريق استراحوا عند المدينة لأتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ , سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبون للجميع , بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا وبتدبير إلهي خمدت الثورة وسٌرَّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس , بقى في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع.
مع الأنبا بلامون:
أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يُدعى “بلامون” انطلق إليه وسأله أن يقبله تلميذًا له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرب نفسه بتداريب معينة، لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبه جدًا، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة.
تأسيس نظام الشركة:
كان القديس باخوميوس متهللًا بحياة الوحدة، سعيدًا بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد) ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها، أخبر القديس باخوميوس معلمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جدًا وبارك العمل وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعش كثيرًا بعد ذلك.
أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318 م , في طبانسين بالقرب من بافو أو بابو. وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي ببافو وحده حوالي 1500 راهبًا, جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا في الاتجاه المقابل من النيل، ضم حوالي 300 راهبة تحت قيادتها.
أهم ملامح هذا النظام: نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد أمتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس، وحسب نجاحه عطية من الله.
– قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهنًا هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلًا لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته, وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ , قدم نفسه مثلًا حيًا للحياة الرهبانية كي لا يشتهى أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالًا لبث الغيرة بين الرهبان.
– أتسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم ويمارس صلوات جماعية متكررة كما يقوم بعمل يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغسل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية.
– انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبر حياتهم في الرب.
– سمح للشخصيات البارزة المُحبة للوحدة أن تمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيرًا ما يجتمع بالمتوحدين.
أثره على العالم:
نظام الشركة كما أسسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عمليًا إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهم القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبسًا الكثير من النظام الباخومي.
سمات القديس باخوميوس:
تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبر أمورها بروح الحب مع الحزم مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموها الروحي , عُرف القديس بوداعته وتواضعه، فعندما سأله بعض الأخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديع إذ فيه يسكن الله , ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول “أفرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك”, أما هو ففي تواضع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخان تلاشى.
نياحته:
انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيحوا، كما تنيح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 346 م.
ثانيًا: تعاليم وعظات القديس باخوميوس
– عظة عن الحرص على خلاص النفس
اختتم الأب الكبير باخوميوس الصلاة مع أولاده الرهبان، ثم جلسوا جميعًا لاستماع تعاليمه، ففتح القديس فاه وشرع في التعليم قائلًا: “أيها الإخوة.. إن العمر قد انصرم والوقت قد تقدم، فمادامت لنا نسمة في هذا الجسد الترابي فلنبذل ما في وسعنا ولنحرص أنفسنا ولنجاهد بكل قوتنا في تنفيذ وصايا إلهنا قبل حضور ساعة وفاتنا التي فيها نبكى على غفلتنا وتوانينا، ولا تنفعنا ندامتنا”, فلنستغل الوقت مادام لنا وقت ونسعى وراء الفضيلة بنشاط نفس وثبات عزم. تذكروا على الدوام خيرات المجاهدين المعدة لهم، في السماوات، تصوروا ما قد أعد للمتوانين من العذاب الأليم، لاسيما من عرف الحق وعمل ضده فإن عقابه سيكون أشد ألمًا.
لا تهملوا زيارة المقابر والنظر إلها لتعرفوا قوام طبيعة البشر وما هي نهايتها، وتتحققوا أننا زائلون لا محالة، فلماذا إذًا ننتفخ إذا كانت هذه النهاية نهايتنا، لماذا نتصلف ونتعجرف نحن الترابيون مع علمنا بعفونة نتانتنا وقبح الرائحة التي تبعث منا , فلنفق يا إخوة من سكرتنا ولننهض من رقادنا وغفلتنا ولنرجع عن جهلنا وغينا ولنبك على نفوسنا مادام لنا وقت قبل وفود المنية وحضور ساعة القضية، ونحن غير متأهبين ولا مستعدين، حينئذ تُغلق الأبواب وتبطل العلل والأسباب ويبعد عنا زمان المتاب (زمان التوبة).
– عظة عن حيل الشياطين ومكرهم
حدثنا الأب باخوميوس قائلًا: أنني سمعت سماعًا محسوسًا الأرواح الخبيثة تصف وتثبت أنواع شرورها وفنون خبثها التي تتعمد بها الرهبان، فكان بعضها يقول لأصحابه: تسر نفسي وتبتهج براهب مهما وسوست له في فكره قبله في الحال ونهض إلى فعله وتتميمه، لذلك تكثر له مودتي وتزداد نحوه محيتي.
قال آخر: أما أنا فتحزن روحي وتكتئب من الراهب الذي متى أخطرت بفكره أمرًا، وليس أنه لا يقبل مشورتي فقط بل ينهض بصرامة وقوة وينتصب مصليًا إلى الله طالبًا منه إبعادي وإبادتي، وبذلك لا يمكنني أن أثبت عنده، بل في الحال, أولى عنه هاربًا كمن قد ألتهب نارًا، لهذا تكثر له بغضتي وتقل عنه زيارتي.
قال آخر: أنا بدقيق حيلتي وبلطف دهائي أعرض على الراهب بضاعتي، كل نوع منها بنوعه، فدفعة يجنح إلىّ ويبتاع منى ومرة يفر منى، وهذا دأبي مع الناس كافة وقال آخر: أنا أقاتل ولا أمل، ولا أكل، فمرة أغلب ومرة أنغلب ثم أعاود ولا أهدأ.
ثم قال الأب الكبير: أيها الإخوة. احفظوا نفوسكم وقلوبكم من كل جهة واختموها بخاتم اسم المسيح، لأن مقاتلينا أرواح لا تُرى فيجب علينا أن نستعين بقوة الله الذي لا يُرى، حينئذ يولون من هذا الاسم ويهربون ولا يمكنهم أن يضرونا البتة , ما دمنا حافظين مدينتنا إذ نحرس سورها ونغلق أبوابها ولا ننام ونغفل عنها، لن يقدر الأعداء على أخذها، وأليَق ما نقول أنهم لا يتقدمون إليها إذ لا يجدون لهم مطمعًا فيها , فإذا كان الأمر كذلك، والأمر مردود إلى حريتنا واختيارنا في أن نُهلِك أنفسنا ونميتها وأن نقتنيها ونحييها، فأي عذر لنا ما هو احتجاجنا إذا أهملنا أمر خلاصنا.
عظة عن التواضع:
حدثنا هذا الأب الكبير وقال: سألني أحد الإخوة في أحد الأوقات قائلًا: قل لنا منظرًا مما تنظر لنستفيد منه تخشعًا وإيقاظًا لنفوسنا، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فأجبته قائلًا: من كان سقيمًا وخاطئًا أثيمًا مثلى لا تُعطى له لمناظر الروحية والاستعلانات الإلهية، ولا يتجاسر هو على التماس ذلك من الله، ومن توقح وطلب ذلك (أي أن يرى رؤى) فهو من الناس الجهال , لكن إن شئت أن تنظر منظرًا إلهيًا وتشاهد أمرًا بهيًا يفيدك أكبر المنافع فأنا أدلك عليه: متى رأيت إنسانًا ورعًا متضع القلب طاهرًا، فهذا أعظم من سائر المناظر الروحية وأحسن من كل المناظر الإلهية، لكونك تشاهد الله الذي لا يُرى في هذا الإنسان المرئي….. فعن أفضل من هذا المنظر لا تسأل.
– عظة من أجل تحرير النفس:
في أحد الأوقات توجه الأب باخوميوس إلى دير طبانسين، ولما وصل هناك التقاه الإخوة وسلموا عليه، وجلس كعادته بينهم وكلمهم من أجل حراسة النفس وصونها من شر الأعداء الماكرين وتخابثهم على دنس البشر ولاسيما الرهبان، وقال: الخليق بالراهب ألا يكتفي بنسكيات الجسد الظاهرة كالصوم والصلاة والسهر والخدمة فقط، بل ويضيف إلى هذا أن يجاهد في صيانة النفس من هواجسها وزهوها، ومن الافتخارات التي تشينها وتضعفها أعنى حب الرئاسة والخيلاء والبغضة والمشاحنة والتيه والصلف والنميمة وما شاكل هذه الرذائل.
هذا الداء النجس والمرض الرجس قد ألقى كثيرين من قليلي الخبرة في اليأس , وقوم شقوا أجوافهم بأياديهم بسكاكين وغيرهم طرحوا ذواتهم من أعلى إلى أسفل كعقل المجانين وهلكوا بأسوأ ميتات , وبالجملة أقول أنه إن غفل الإنسان عن هذا المارد ولم يحفل به قتله وأهلكه وسلب منه عمره وحياته , أهمية الاعتراف: فسبيلنا أن نعترف بالأمر للرجال الخبيرين بهذه الصناعة وبعد ذلك نصلى بإفراز روحاني.
عظة لحفظ العفة والطهارة:
في أحد الأيام جمع أبونا باخوميوس الإخوة وقال لهم: أريد الآن أن أقول لكم بعض الوصايا لكي تحفظوها كلكم خلاصًا وثباتًا لأنفسكم لكي لا يقع الذين لم يقووا بعد في الإيمان في فخ إبليس , واحذروا أن يشك أحد في الكلام الذي أقوله لكم متذكرين الكلمة المكتوبة ” إنكم إذ لا تؤمنون لا تفهمون” وهذه هي النصائح التي أريدكم أن تحفظوها: لا يمس أحدكم يد رفيقه أو يلمس شيئًا من جسده من غير أمر ضروري، إلا في حالة رجل مريض، أو واحد قد وقع فيساعده آخر حتى يقوم، فيحتاج بالضرورة أن يمسكه ويلمسه من أجل المرض أو الوقعة، وهذا أيضًا يكون بحرص وحذر لا يرقد أحد منكم على مرقد ليس له – لا يدخل أحد منكم إلى موضع (قلاية) ريقه بغير ضرورة مُلحة وذلك لكي لا يجد العدو فينا موضعًا البتة.
تشبه بعفة يوسف وحكمته واحسد سيرته
إلزم البكورية في أعضائك والطهارة في قلبك وجسدك -إياك والنجاسة لأنها تفصل الإنسان عن الله، وأهرب من جميع ملذات الدهر الحاضر- أحرص على طهارة جسدك وسلامة قلبك لأنك إن تمكنت من نوالهما أبصرت الله ربك.
نصائح روحية للأب الكبير باخوميوس
– نصيحة لأولاده الرهبان عن الجهاد في الحياة الروحية:
أيها الإخوة: اغتنموا الوقت فإنه زائل. جاهدوا فيما دُعيتم إليه. وصلواتكم لا تفوتكم لأنها سور لكم وفريضة من الله عليكم. احرصوا على تلاوة المزامير فإنها تدفع عنكم الأعداء وكانوا يستفيدون من نظرهم إلى سكوته في بعض الأوقات المنفعة الكبرى التي تزيد عن التعاليم والعظات.
– نصيحة لأولاده الرهبان عن التواضع:
فيما هو ماض دفعة مع الإخوة في شغل، وكانت الحاجة أن يحمل كل واحد حملة خبر، فقال له أحد الإخوة: لا تحمل أنت يا أبانا شيئًا، هوذا قد حملت كفافي وكفافك. أجابه الأب: لا يكون هكذا.
– نصيحة لأولاده الرهبان عن الحياة المشتركة:
الرهبان لابسو الزي المقدس المقيمون بالأديرة المشتركة ليس لهم أن يسموا شيئًا خاصًا لواحد منهم، ولا يدور فيما بينهم: لي ولك ولهذا ولذاك. وغلا فلا يليق أن تدعى “كنونيًا” أي عيشة مشتركة، بل مجامع لصوص ومغائر مملوءة رذيلة وسلب الأشياء المنذورة لله.
– نصيحة لأولاده عن طول الروح:
جميع المواهب بطول الروح وثبات القلب تُعطي، وجميع القديسين لما ثبتوا قلوبهم نالت أيديهم المواعيد , فخر القديسين هو طول الروح في كل شيء وبهذا حُسبوا قديسين.
– نصيحة لأولاده عن الاتضاع:
احفظ نفسك من هذا الفكر الذي يجلب لك تزكية ذاتك والازدراء بأخيك، لأنه مغبوض جدًا قدام الله الذي يكرم نفسه ويرذل أخاه , لا تحتقر أحدًا من الناس ولا تدنه ولو رأيته ساقطًا في خطية، لأن الإدانة تأتي من تعظم القلب، أما المتواضع فيرى كل الناس أفضل منه. “وكيف تدين عبدًا ليس هو لك. إن سقط فلربه، وربه قادر أن يقيمه (رو4:14).
– نصيحة لأولاده عن احتمال التجارب:
سبيلنا أن نصبر على كل تجربة توافينا بحماسة نفس وشجاعة قلب، لأن مفاجأة المحن مهما كانت لا تضرنا بل تنفعنا جدًا إذا قبلناها بشكر. لأن التجارب هي صابون الذنوب.
– نصيحة لشيوخ الدير عن التواضع:
في أحد الأيام في وقت المساء دعا الأب باخوميوس تلميذه تادرس، وأقامه في الموضع الذي يقف فيه هو (منبر الوعظ)، وقال له: عِظ الإخوة بأقوال الله التي يلقنها لك روحه القدوس، فامتثل تادرس للأمر.
– نصيحة لأخ مريض:
مرض أحد الإخوة جدًا في أيام البصخة (أسبوع الآلام) وكان ناسكًا، ولم يشأ أن يأكل شيئًا مطبوخًا قائلًا: جيد لي أن أموت من أن أكل وأشرب في هذه الأيام المقدسة فمضى إليه الأب باخوميوس وقال له: الأيام كلها لله، والذي أمر أن يعمل الناس البصخة هو الذي أمر بالمرض عليك.
فالآن لا تخف ولا تحسب أنها خطية إذا أنت أكلت لحاجة المرض، لأنه مكتوب في سفر العدد “إن لم يتمكن أحد أن يحمل قربانه للرب ويعمل البصخة (الفصح) في الشهر الأول فليعمل بصخة الرب في الشهر الثاني (عدد 10:9-11)”. فالآن إذا لم تقدر أن تعمل البصخة بسبب المرض، فبعد أن تستريح إذا شاء الرب فأنت تقدر أن تعملها.
– نصيحة لأخين كانا يأكلان بشراهة :
في أحد الأيام أخذ الأب باخوميوس معه أخين (راهبين) وركب في مركب صغير ومضى لافتقاد الإخوة في دير منخوسين ولما كان المساء وهم في السفينة صلوا على حسب عادتهم، وجلسوا على المائدة، فقدم الأخان ما كانا قد أحضراه معهما، خبزًا وجبنًا وزيتونًا وتينًا وغير ذلك، وصارا يأكلان بغير إفراز، أما الأب فكان يأكل خبزًا فقط وعيناه تدمعان. فلما رأياه باكيًا قالا له: ما الأمر يا أبانا؟ قال: لا شيء … فلما ألحا عليه في السؤال قال لهما: بكائي هو من أجلكما لأنكما لا تمسكان شهوتكما وذلك لأن خوف الله ليس فيكما، ولذلك تأكلان بدون شفقة من كل شيء قدامكما، لأن سبيل من كانت همته مصروفة للعلويات أن يتنسك في كل شيء من الحاضرات مثل كلمة الرسول. فقالا له: هل أكلنا الآن مما هو موجود لدينا يعتبر خطية؟ فقال لهما: لا ليس من الأكل خطية ولاسيما مما كان متيسرًا، لكن الطريق التي تؤدي إلى الحياة ضيقة وضاغطة، وقد قال الرسول ” كل الأشياء تحل لي لكن ليست كلها توافقني، كل الأشياء تحل لي لكني لا أدع شيئًا منها يتسلط على ويتعبدني (1كو12:6)”. وقال أيضًا “من يجاهد يضبط نفسه في كل شيء (1كو25:9 ) , أما تعلما أن الكتب المقدسة قد دُونت لمنفعتنا، فإذا سمعناها وخالفناها كانت موبخة لنا , أما أنا فإنسان خاطئ اقتنع بالخبز والماء، ولاسيما وأنا خارج ديري، فإذا عدت إلى ديري تساويت بإخوتي .
– نصيحة لأخ كان قد وقع في خطية الزنا:
أمره الأب أن يصوم كل يوم إلى المساء، وأن يأكل دون الشبع قليلًا. وقال له: من اليوم احفظ جسدك بطهارة ولا توافق شيئًا من الأفكار الرديئة التي تخطر على قلبك، واحرص على أن تعمل ليالي سهر في الصلاة مرارًا كثيرة لكي يتغرب عنك بالكمال ذلك الروح الشرير (روح الزنا) الذي صرت له عبدًا. وعندما تتنسك وتتعبد كن بكل اتضاع قلب، قائلًا في نفسك: إني قد أغضبت الله مرارًا كثيرة، فإذا أنا حفظت كل الذي أعطى لي (من نصائح وقوانين) استحق الحياة وأخلص من النار التي لا تُطفأ والدود الذي لا ينام.
نصائح لتلميذه تادرس :
– نصيحة بخصوص الصوم:
لما كانت أيام البصخة المقدسة تقدم إليه تادرس قائلًا: يا أبي، حين كنت علمانيًا كنت أصوم يومين، والآن ماذا ينبغي وقد أدخلني الرب إلى هذا الكمال (الرهبنة)، هل أصوم إلى رابع البصخة ثم أصوم اليومين الأخيري، قال له الأب: يا تادرس، في جميع زمانك لا تخرج عن قوانين آبائنا، كما سلموها لنا في جميع وصاياهم، أن نصوم يومين يومين وأن نسهر في الصلاة ونعمل عمل أيدينا من أجل وصية الرب حتى نكون في عذاب الجسد أكثر من الذين يصومون الأربعة أيام أو البصخة كلها، وهؤلاء لا يستطيعون أن يدوموا في الصلاة ولا أن يعملوا لكي يكملوا الوصيتين، حب الله وحب القريب، لأن ما المنفعة التي ينتفع بها أولئك الذين يصنعون هذا؟ بل يجب على الإنسان التقى أن يجرب أولًا كل عمل قبل أن يبتدئ به إن كان فيه منفعة أم لا، ثم أننا نسمع عن الذين يفعلون هكذا أنهم يُتعبون أناسًا آخرين في خدمتهم وينفرونهم بضجرهم عليهم من أجل ضعفهم بسبب كثرة الصوم، ثم بعد البصخة أيضًا يهتمون لأنفسهم بأطعمة كثيرة حتى يتقووا.
– نصيحة عن الطاعة:
في أحد الأيام كان الإخوة يأكلون وتادرس يخدمهم، وكانت أيام الخماسين، فأعطى لهم جبنًا ليأكلوا، وبعد فراغهم من الطعام أعطى المدبر(الربيتة) لتادرس جبنًا لكي يأكل فلم يشأ أن يأخذه، ولما ألح عليه قال: لا، فقال له الأب باخوميوس: ما هذه الكلمة التي قلتها يا تادرس، لا. لقد أعطيت للشيطان فيك موضع معصية، إن كنت لا تريد أن تأخذ قل: لا أريد الآن أن آخذ وأستعمل منه يسيرًا ثم ضعه، ولا تترك عادة أن تقول لا أن تثبت فيك لأنها ليست ثمرة مستقيمة, فلما سمع تادرس هذا تألم جدًا ولم يعد يصنع هكذا.
– نصيحة بخصوص مخافة الله:
دعا مرة الأنبا باخوميوس تلميذه تادرس ليلًا والقمر يضئ ثم قال له: ارفع عينيك إلى فوق لترى هذا القمر المضيء، وفكر كيف يضئ على الأرض وهو مخلوق وأحد خلائق الله، فالذي خلق هذا القمر وخلق الشمس وجميع المخلوقات وهو غير منظور، فيا تُرى كم يكون ضياؤه ومجده.
المراجع والمصادر:
– لماذا يقبل شباب الأقباط على الرهبنة؟, الأنبا مكاريوس الأسقف العام , مقال, تواجد الرهبان في الحقل الرعائي.
– السيرة العطرة للقديس الأنبا باخوميوس ,أب الشركة , مع معجزاته وتاريخ ديره العامر, اعداد دير االأنبا باخوميوس بحاجر ادفو,مراجعة وتقديم , نيافة الحبر الجليل الأنبا هدرا مطران اسوان ورئيس دير الانبا باخوميوس .
– القرارات المجمعية في عهد صاحب القداسة البابا شنوده الثالث 117 , الإصدار الثالث , 2011 , إعداد: لجنة السكرتارية في المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية , الناشر: المركز الثقافي القبطي.
– القرارات المجمعية في عهد صاحب القداسة البابا شنوده الثالث , 2011 , مرجع سابق , ملحق رقم (3).
– بديع حبيب جورجي, مهندس استشاري ، 2002 , ص 211.
– تاريخ الكنيسة القبطية القس منسى يوحنا.
– كتاب مدخل في علم الآبائيات: الباترولوجي – القمص أثناسيوس فهمي جورج.
– الدليل الفريد الى مزارات واديرة الصعيد للقمص يوأنس كمال .
– كتاب سيرة وعظات ونصائح الأنبا باخوميوس – الأنبا متاؤس.
– موسوعة الخادم القبطي , كنيسة مارجرجس المطرية.
– الرهبنة القبطية الأنبا يوأنس.
– بستان الرهبان.
– السنكسار يوم 14بشنس .