تشهد “الأديرة المصرية” نهضة عمرانية وتنموية وروعوية كبيرة، ومسؤوليتها الوطنية جعلتها تسعى لخدمة المجتمع، علاوة على اكتفائها ذاتيا ومساعدتها للآخرين … و أجرت مؤسسة “وطني” على مدار أعوام سابقة، جولات في الأديرة المصرية فى كافة ربوع مصر، واليوم يقدم “موقع وطني نت” جولة بديرالقديس البابا أثناسيوس الرسولى الشهير “بديــــرالـنسـاخ”، بأسيوط , وذلك لإلقاء الضوء على حكاية هذه الأديرة العامرة بالإيمان والأعمال المتجلية في العديد من الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية وخدمة المجتمع, كما أن الكنيسة إحتفلت مؤخرا , بعيد نياحة البابا أثناسيوس الرسولى, حيث تنيح في 15 مايو 373م عن عمر يناهز 77 عامًا قضي منها 45 عامًا بطريركًا.
تاريخ الدير الأثرى
يرجع تاريخ الديربقرية دير الزواية إلى القرن الثانى الميلادى قبل ظهور الرهبنة فكان يجتمع به العباد ويعيشون به لذلك يعتبر أقدم دير أثرى على مستوى العالم , وعند دخول نظام الرهبنة فى القرن الرابع الميلادى فكان يجتمع ويعيش به العباد وكان يحضر الأنبا أثناسيوس من الإسكندرية متخفياً لهذا المكان ليعظ ويعلم العباد ويحارب وينقد بدع مليتس أسقف أسيوط ولذلك بنى أول مذبح باسمه فى هذا الدير ويعيد له به , وأطلق عليه دير النساخ لإن رهبانه أشتهروا بنسخ الكتب المقدسة والطقسية التى تخص العبادة فى الكنيسة.
وتبعد قرية دير الزاوية 16 كم جنوب شرق الطريق الغربى الموصل بين أسيوط والغنايم فعند قرية الزاوية يتجه غرباً ( غرب الطريق الغربى ) بمسافة 500 متر, وتقع الكنيسة وسط القرية التى يحيطها سور مربع به بوابة واحدة كانت قديمًا تغلق على أهل القرية في المساء ومدخل الكنيسة مزخرف بالطوب الأحمر والداكن في أشكال هندسية .
ألقاب الدير
في الكتابات التاريخية أطلق عليه ”دير النساخ” لأن رهبانه قديما اشتهروا بنسخ الكتب المقدسة والكتب الطقسية التي تخص العبادة في الكنيسة , وسمي أيضا “ديرالرسل” لأن التعاليم التي كانت تقدم علي ألسنة رهبان الدير والكتب المنسوخة تحتفظ بذات الاستقامة التي قدمت بها تعاليم الرسل , كما أطلق عليه الأعراب في القرون الأولي “دير الزاوية” لأنه كان عليزاوية من موقع سكناهم وشعبيا سمي “بديرالأتل” حيث كان بداخل أسواره شجرة بنات الأتل وهي شجرة ضخمة تغطي فروعها وأغصانها وخلالها مساحة الدير كله لذلك يراها من بعيد كل من يتخذ طريقه جنوبا من مدينة أسيوط فكان يشير إلي موضعها بأنه موقع دير الأتل.
وأطلق عليه كنسيا ديرالقديس أثناسيوس الرسولي لأنه كان هو ودير مارمينا المعلق بأبنوب من المواضع المحببة لإقامة القديس أثناء فترات النفي , وكان يختصه بمزيد من الرعاية وارتبط ذلك بشهرته في نسخ الكتب المقدسة والطقسية لأنه كان يشرف بنفسه علي فحص المكتوبات خوفا من أي تداخلات لبدعة أريوس التي شاعت في ذلك الوقت وبدعة ميليدس لأن الدير يحتفظ بهذه الكتب المقدسة لحين توزيعها علي الإيبارشيات والكنائس بأنحاء مصر.
كما سمى أيضاً بدير الرسل لأن التعاليم التى كانت تقدم على ألسنة رهبانه والكتب التى كانت تنسخ به تحتفظ بذات الاستقامة التى قدمت بها تعاليم الرسل , ولأن الدير كان يقوم بتوزيع الكتب على جميع الإيبارشيات والكنائس فقد أصبح للدير أسقف مكرس للمتابعة والإشراف على هذه الأعمال ويؤكد ذلك ما سجله أحد أساقفة الدير قرابة القرن السادس الميلادى وهو الأنبا أثناسيوس الأنصارى بأنه قام بأحضار رفات الأنبا بيشوى والأنبا بولا الطموهى إلى الدير حتى جاء البابا يوساب البطريرك الـ52 من باباوات الإسكندرية وقام بنقل جسديهما عام 842 م .
وصف الدير
يرجع تاريخ مبانى الديرإلى لتاريخ نشأته فى القرن الثانى الميلادى أى من عام 1300 م , “قبل ظهور الرهبنة” وتحاط بسور ضخم فريد من نوعه من الطوب الرملى يصل عرضه حوالى 3.5 متر ويغلق على قاطنيه ببوابة ضخمة , ومبنى كنيسة الدير التاريخية فهى من الحجارة القديمة وتنخفض عن سطح الأرض قرابة ثلاثة أمتار وهى على التراث البيزنطى الشهير بالقباب , حيث أن لها ثلاثة عشر قبة من الطوب اللبن.
وفى ذلك إشارة السيد المسيح له المجد وتلاميذه الإثنى عشر وفى الوسط هيكل فريد من نوعه بشكله الخماسى وهو ليس له نظير على مستوى العالم ويسمى على أسم البابا أثناسيوس الرسولى وبداخل الهيكل مقصورات تزينها تيجان من الحجارة منقوش عليها زهرة اللوتس وعناقيد العنب .
كما يوجد بصحن الكنيسة صورة الصلبوت الملونة وترجع إلى نفس تاريخ نشأة الكنيسة , ويوجد أيضاً بالكنيسة هيكل على أسم القديس العظيم الأنبا تكلاهيمانوت الحبشى وقام بتسميته البابا أثناسيوس الرسولى , وذلك بعد قيامه بسيامة أول أسقف للحبشة وهو الأنبا سلامة .
كما يوجد هيكل ثالث على أسم القديس والشهيد العظيم الأمير تاوضروس المشرقى , كما يجب أن نوضح أن حجاب الهيكل الأوسط من الخشب المعشوق على هيئة صلبان وقربان أما حجاب الهيكل القبلى والبحرى فهو من الطوب الملون بالأسود والأبيض , أما صحن الكنيسة فهو مقام على أربعة أعمدة من الطوب الأسود ذات التصميمات القديمة على قطر دائرى متر وفى ذلك أشارة إلى البشائر الأربعة , وبداخل الخورس الثانى ما يعرف بالمغطس وكان يستخدمه المسيحيون قديماً حفاظاً على طقس شعبى قديم واتمام لطقس عيد الغطاس حيث كان معتاد نزول المسيحين فى نهر النيل ولكن فى عهد الفاطميين منعت هذه الطقوس فتم استبدالها بهذه النوعية من المغاطس فى معظم الكنائس القديمة .
ويوجد بعض التيجان القرنشية هى غالباً من الكنيسة الأقدم ويسمى الدير بعدة تسميات : – زاوية العباد : أى النساك أو الرهبان – دير الشجرة : يقال أنه كان يوجد بالدير شجرة عالية كان يحدد بها الزوار مكان الدير قديماً – دير القديس أثناسيوس الرسولى .
يشبه دير الزاوية – بالقرب من قرية الزاوية- قلعة تحيط بالأسوار العالية المبنية بأشغال طوب الزينة بالمنازل وتقع البوابة فى الحائط الغربى وتؤدى الشوارع الضيقة – داخل الدير- إلى كنيسة فى الوسط تقريباً مدشنة باسم القديس أثناسيوس الرسولى البطريرك العشرين وبعض القطع من الصخور المنحوتة وتصميمات الزينة وأعمدة من الطوب المحروق- الطوب الأحمر-والنقوش والكتابات مبنية مع الطوب اللبن فى جدران المنازل والأسوار المحيطة ولقد أصبح الدير قرية صغيرة محافظة على تخطيطها الأصلى.
وإن كنيسة القديس أثناسيوس لا يوجد بها حضن للأب ثلاثى الفصوص ولكن توجد بها قبة تجاورها حجرتان جانبيتاند, يقصد المذبحين الآخرين القبلى والبحرى-وخورس وصحن الكنيسة وطرقات جانبية وحنيات والخورس والحنيات على شكل قباء متوازية وهناك احتمال قوى أن تكون أعمدة الطوب الصلبة ويقصد الأعمدة الأربعة الموجودة فى صحن الكنيسة , تخفى داخلها أعمدة أخرى أكثر روعةً ولا تزال الأجزاء العليا من تيجان هذه الأعمدة ظاهرة وعندما أستبدل السقف الخشبى بالقبة-مجموعة القباب الثلاثة عشر كانت الحاجة إلى دعائم أقوى ومن ثم كسيت الأعمدة الأصلية بالأعمدة الحالية ويتضح وجه الشبة بين أديرة سوهاج وهذه الكنيسة فى الطاقات غير المفتوحة إلى خارج الكنيسة المصممة للزينة داخل القبة وهذه الطاقات مستديرة الرأس مقوسة على أنصاف أعمدة مبنية على الحائط السفلى مع فتحتى بابين تؤديان إلى مدخلى الهيكلين الجانبيين وإلى أعلى يوجد خمس طاقات غير مفتوحة مزينة بزخارف وكرانيش مكسرة على أنصاف أعمدة ومثبتة على مجموعة متلاصقة من الصخور المنحوتة وتحرك هذه المجموعات المنحوتة الملامح المعمارية كلها بشكل رائع
مبانى الدير
عدد المذابح التي دشنت باسم القديس أثناسيوس الرسولي قليلة للغاية , يحتفظ ديرالزاوية بعدة مراجع تاريخية وكنسية.
وترجع مباني الدير إلي نفس تاريخ نشأته وكانت تحاط بسور ضخم من الطوب الرملي ويصل عرضه إلي 305م يغلق علي قاطنيه من المسيحيين الأول ببوابة ضخمة تغلق مساء حيث اعتبروه مكانا آمنا لإقامتهم , والداخل إليه يجد نفسه أمام ممرات ضيقة ومجموعة من المباني التاريخية القديمة.
ومبني كنيسة الدير التاريخية من الحجارة القديمة وتنخفض عن سطح الأرض قرابة 3م ومن التراث البيزنطي الشهير بالقباب.لها 13 قبة من الطوب اللبن في إشارة إلي السيد المسيح وتلاميذه الاثني عشر , في الوسط هيكل متفرد بشكله الخماسي الذي ليس له نظير في كنائس العالم علي اسم القديس أثناسيوس الرسولي.وبالهيكل مقصورات تزينها تيجان من الحجارة منقوش عليها صورعنقود العنب وزهرة اللوتس,وبصحن الكنيسة صورة الصلبوت الملونة وترجع إلي نفس الحقبة التاريخية , وبصحن الكنيسة ثلاثة خوارس الخورس الثاني :المغطس وكان يستخدمه المسيحيون بالمنطقة قديما حفاظا علي طقس شعبي قديم وإتماما لطقس ليلة عيد الغطاس , حيث كان من المعتاد نزول المسيحيين إلي نهر النيل , وفي عهد الفاطميين منعت هذه الطقوس الشعبية واستبدلت بها طقس المغطس , حيث بدأت تنتشر المغاطس في معظم الكنائس القديمة.
البابا أثناسويس ينقذ ديره
الأولى: إنقاذ ديرالزاوية من الغارة الإسرائيلية علي المنطقة أثناء حرب الاستنزاف أواخرعام 1969م حينما اقتحمت طائرتان اسرائيليتان المنطقة وشوهد القديس اثناسيوس الرسولي والحديث لبعض سكان المنطقة فاردا يديه ومنحنيا علي القباب في إشارة لحماية الدير من شظايا القنابل والتي تساقطت بقسوة علي مستودع الأسلحة والذخيرة بالمنطقة.
الثانية: إنقاذ الدير من السيول الأربعاء نوفمبر 1994م فرغم أن مياه السيول غمرت المنطقة بالكامل وأتت المياه الجارفة علي الأخضر واليابس شوهد القديس اثناسيوس الرسولي وقتئذ بجوار الصليب المضيء في الرابعة فجرا بهيئة كأنه يشير إلي المياه أن تبتعد عن الموضع المقدس لتتفرق يمينا وشمالا علي بعد 5م تقريبا حول محيط الدير ورغم أن القباب من الطوب اللبن إلا أنها لم تتأثر بمياه السيول رغم أن الكنيسة منخفضة عن سطح الأرض بقرابة 3م ولاتزال آثار جرف المياه حول الدير واضحة حتي الآن.
الدير والرحالة
زار “الأب فانسيليب” دير القديس أثناسيوس بالزاوية فى عام 1673م وكان يأمل أن يرى بعض التحف الأثرية ولكن خاب أمله بمرارة شديدة ولم يذكر شيئاً عن الأسوار ولا عن الكنيسة ولا عن وجود رهبان هناك.
وفى عام 1901م أعجب الأب يوليان بالكنيسة وكانت آنذاك مهدمة بدرجة كبيرة وشكا من عدم وجود من يسطيع أن يخبره بأسم الدير ولا على أسم من القديسين دشنت الكنيسة.
القديس أثناسيوس الرسولي ….
ولد هذا الأب من أبوين وثنيين، ولما مات والده أتت به أمه إلى البابا الكسندروس فعلَّمهما أصول الدين المسيحي وعمدهما ففرقا كل مالهما على المساكين ومكثا عند البابا البطريرك رسمه البابا شماسًا وجعله سكرتيرًا خاصًا له.
واُختير للبطريركية في 8 بشنس سنة 44 للشهداء بعد نياحة البابا الكسندروس انفرد مع القديس أنطونيوس أب الرهبان وتعلم منه النسك بعد أن صار بابا رسم لأثيوبيا أول مطران لها وهو الأنبا سلامة , نُفي عن كرسيه خمس مرات , للبابا أثناسيوس كتبًا عدة عن الأريوسيين وفي التجسد وغيرها , هو أول بابا يلبس زى الرهبنة من يد القديس الأنبا أنطونيوس , تنيَّح بسلام بعد أن قضى على الكرسي المرقسي خمسًا وأربعين سنة , تعيد الكنيسة بتذكار نياحته في السابع من شهر بشنس …صلاته تكون معنا آمين.
“حامى الإيمان”
ويقول القمص انطونيوس معين راعي كنيسة ودير الامير تادرس المشرقي بدير ريفا بأسيوط لوطنى: القديس أثناسيوس الرسولي “حامى الإيمان” يحتل مكانة هامة في تاريخ المسيحية في العالم كله لدوره الرائد في مكافحة الأريوسية فهو حامي الإيمان ومعلم المسكونة وثالث عشرالرسل وقاضي المسكونة ولسان الكنيسة…. وأشار الى أن كلمة أثناسيوس مكونة من مقطعين: الأول هو A وهو أداة النفي في اللغة اليونانية والثاني: هو THANIOS بمعنى المائت فيكون معنى الاسم هو “غيرالمائت” أو”الخالد”.
نشأته
ولد بين عامي “296 – 298م” وفي طفولته كان يلعب على شاطئ البحر بالإسكندرية بالقرب من الكنيسة البطريركية لعبة المعمودية مع مجموعة من الأطفال فشاهدهم البابا إلكسندروس “البطريرك الـ 19” فسُر بهم وتنبأ لكل واحد منهم بأنه سيصير في نفس الدور الذي لعبه في اللعبة وكان أثناسيوس يلعب دور أسقف وعاش أثناسيوس برفقة البابا ألكسندروس وأخذ ينمو في القامة والحكمة والنعمة عند الله والناس , وتتلمذ على يد الأنبا أنطونيوس في الصحراء ثلاثة سنوات تشبع فيها من حكمته وقداسته وعاش فترة من حياته كراهب والبقية الباقية من حياته عاش بتولاً وعابدًا زاهدًا , وكتب في هذه الفترة كتابين هما (بطلان الأوثان)، (وحدانية الله). كما تتلمذ أثناسيوس لمعلمي الإسكندرية الفطاحل وتعلم الخطابة والبلاغة والفلسفة والأدب وصار من البارزين بين أقرانه لما اتصف به من حدة الذهن والعكوف على الصلاة والقراءة في الكتب المقدسة وكُتب الآباء القديسين وقبل أن يبلغ العشرين من عمره كان قد أنجز كتابيه “تجسد الكلمة” و”الرسالة إلى الوثنيين”رسم البابا ألكسندروس أثناسيوس شماسًا سنة319م وكان يسند إليه المسائل الخاصة بالكنيسة.
بطل مجمع نيقية
كان هو بطل مجمع نيقية المسكوني وذلك عام 325 والذي اجتمع فيه 318 أسقفًا من جميع أنحاء العالم في مدينة نيقية بتركيا لمناقشة بدعة أريوس.
بطريركًا
تنيح البابا ألكسندروس وصار أثناسيوس بطريركًا من بعده وكان من أعماله عقب رسامته بطريركًا, رسامة أسقف لأثيوبيا باسم “فرومنتيوس” – القيام برحلة رعوية إلى الصعيد – المشاركة في تدشين كنيسة القيامة بالقدس , أعداء الإيمان في عصر أثناسيوس أريوس: رجل متوقد الذكاء لكنه مملوء مكرًا وخداعًا وكان مصابًا بالغطرسة وحب الجدل واكتسب إلى جانبه الأباطرة لأنه كان يخدم أطماعهم السياسية .
– تلاميذ أريوس وأتباعه: استغلوا نفوذهم لدى البلاط الإمبراطوري في اضطهاد أثناسيوس – يوسابيوس النيقوميدي: صديق أريوس الذي استغل قربه للبلاط الملكي ليساند أريوس – الإمبراطور قسطنطين: كان لديه شعورًا بالحقد من البابا أثناسيوس بسبب بروز شخصيته لدرجة أنه قيل (إن شخصية أثناسيوس حجبت شخصية قسطنطين).
– الوثنيين: وجدوا في التفكير الأريوسي ما يتمشى مع منطق فلاسفتهم لأن أريوس تبنى الأفكار الوثنية وصاغها صياغة مسيحية فكانوا يتحينون الفرصة للقضاء على أثناسيوس.
– اليهود: كان لهم جالية ضخمة ونفوذ كبير في مصر وكانوا يمثلون قطاع مسلحًا بالمال والدهاء والجواسيس وتعاطفوا مع الأريوسيين لأن إيمانهم مشترك وهو ضد لاهوت المسيح. إن انتصار أثناسيوس في مجمع نيقية وجلوسه بطريركًا على عرش مارمرقس جعل الأريوسيين يطاردونه في كل مكان حتى أنهم أقسموا على التخلص منه بأي شكل , احتمل الكثير من الآلام والإضطهادات بل لقد نُفي خمس مرات إلى (تريف – روما – بيرية – طيبة – مقبرة أبيه) كان جهاد أثناسيوس ونفيه يتعلقان بتاريخ كل من الكنيسة ومصر والإمبراطورية الرومانية بوجه عام وقد قالوا له يومًا ماذا تفعل يا أثناسيوس وقد صار العالم كله ضدك فأجاب وقال “وأنا قد صرت بنعمة المسيح ضد العالم ” حتى أنه لُقب في التاريخ بـ “أثناسيوس ضد العالم ” Athansious Contra Mundum .
نياحته
تنيح في 15 مايو 373م عن عمر يناهز 77 عامًا قضي منها 45 عامًا بطريركًا ويوجد جزء من رفاته المقدسة في مزار مخصص له أسفل الكاتدرائية الكبرى بالعباسية.
أثناسيوس في عيون الآخرين
– غريغوريوس النزنزي:”عين العالم المقدسة” .
– الإمبراطور قسطنطين: “بطل كنيسة الله” .
– كيرلس الكبير: “العالم أجمع احترم قداسته ونقاوة تعليمه وأنه ملأ الأرجاء بعبير مؤلفاته”.
– الأنبا قزمان:”إذا قابلت جملة لأثناسيوس ولم يكن لديك ورقة فاكتبها على ثوبك”.
– يوحنا الدمشقي: “أثناسيوس هو حجر الزاوية في كنيسة الله” .
– جواتكن: “كان أثناسيوس يحكم مصر كلها من المنفى”.
– ثيئودوريت: “أثناسيوس هو المنبر الأعظم” .
– الكاردنيال نيومان: “إن هذا الرجل عظيم قد طبع على الكنيسة طابعًا لا يمحوه الدهر”.
– دين ستانلي “مؤرخ أنجليكاني”: “نحن نصور أثناسيوس كما نتصور النجم في السماء” .
– موللر (لاهوتي كاثوليكي): “إن الإنسان عندما يقرأ حياة أثناسيوس يتمنى لو لم يمت”.
الإحتفال بالقديس
في القرون الأولي كان يقام احتفال ضخم في عيد القديس اثناسيوس الرسولي 7 بشنس الموافق 15 مايو يستقدم الآلاف ويستمر لمدة أسبوع ومن مظاهر الإحتفال بالعيد إقامة الصلوات وتقديم الذبائح والنذور وتمتد تجمعات الأهالي لقرابة 15كم حتي قرية زرابي أبو تيج حيث بنيت كنيسة أخري بالموقع الجديد بأسم كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , وسجل ذلك المقريزي بالقول:إنك لو أتيت سائرا علي الأقدام من مدينة الإسكندرية حتي أسوان لمشيت تحت ظل الأشجار التي غرسها الرهبان علي طول الطريق من الشمال إلي الجنوب.
المراجع والمصادر
كتاب الرياضة الروحية فى الأماكن الأثرية , إعداد الشماس فائق إدوارد رياض, الطبعة الأولى, بتاريخ 16/4/1990م , ص 130 .
تاريخ البطاركة, القمص أنطونيوس الأنطونى , تقديم ومراجعة , الأنبا متاؤس , الأسقف العام 1993 م .
كتاب بين المقادس والآثار , المرشد السياحى , مينا القمص كيرلس ناشد , ص51 , الطبعة الخامسة يناير 2006 م , إصدار أغابى للدعاية والإعلان .
كتاب كنائس مصر منذ رحلة العائلة المقدسة حتى يومنا الحاضر , جودت جبره وجرتراد ج.م فان لوون وتحرير كارولين لويدج تصوير , شريف سمبل , مطبعة الجامعة الأمريكية بالقاهرة سنة 2007م .
اليوبيل الفضى 1996م , السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث , الكتاب الثانى الجزء الأول , القمص ميخائيل جرجس.
– الدليل إلى الكنائس والأديرة المصرية القديمة من الجيزة لأسوان , القمص أنطونيوس كمال , الجيزة.
مواقع على شبكة الإنترنت
– موقع الأنبا تكلا هيمانوت الحبشى, متاح على الرابط التالى: https://sttakla.org/Saints/Coptic-Synaxarium-Orthodox-Saints-raphy-00