مع إغلاق مراكز ذوي الإعاقة في ظل أزمة كورونا وتوقف جلسات التأهيل والتخاطب والتزامهم بمنازلهم, يعاني العديد من الأسر من مشكلات مختلفة منها ما يتعلق بتوقف اكتساب أبنائهم ذوي الإعاقة للمهارات الأكاديمية والاجتماعية وكذلك مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي. تنبه مركز سيتي للتدريب في مجال الإعاقة التابع لكاريتاس مصر إلي معاناة الأسر في هذا الشأن, و قامت بتقديم العديد من الإرشادات في كيفية التعامل مع الأطفال ذوي الإعاقة داخل المنزل, فقدم سيتي عبر صفحته علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك مبادرة تحت شعار:مركز سيتي معاك في العزل المنزلي – هدرب طفلي بنفسي , كما قام المركز بالترجمة إلي اللغة العربية لبعض الإرشادات المبسطة للأطفال ذوي الإعاقة من رابطة The Autism Partnership of Easterseals Chicago
وتناولت في هذا الصدد بعض النقاط المهمة لكل أسرة لديها ابن من ذوي الإعاقة منها : كيف تتم العدوي بفيروس كورونا, وما هي الإجراءات التي علينا اتباعها,و لماذا نحن علينا البقاء في المنزل, خاصة وأنه ليس من السهل شرح هذه الأمور للأطفال الذين لديهم مشاكل في التواصل.
وقدم سيتي أيضا بعض الإرشادات المتخصصة ضمن مبادرته حيث طرح بعض الخطوات حول كيفية تنمية المهارات اللغوية, وأشار سيتي إلي أن هناك أولياء أمور قلقون نظرا لما في هذه الفترة من تغيير في الروتين المعتاد والانقطاع عن المدارس والمراكز والجلسات, ويتساءلون عما إذا كان ذلك سيؤدي لتدهور حالة الطفل خاصة في مجال اللغة والتواصل. لذلك طرح مركز سيتي بعض النصائح لدعم الطفل الذي لديه اضطراب في اللغة والتواصل خلال اليوم الذي يقضيه أثناء فترة الحظر والالتزام بالبقاء في المنزل,وأوضحوا أن هذه الإرشادات لا تعد إرشادات لكيفية تنفيذ جلسة تخاطب فردية مع الأبناء , ولكنها تعد اقتراحا لبعض الأفكار التي تساعد الأسر علي دعم تقدم الأبناء من ذوي الإعاقة في اللغة والتواصل من خلال أنشطة الحياة اليومية.
جاءت الإرشادات كالتالي :تحدث ببطء لمساعدة طفلك علي فهم ما تريد قوله ,وفي نفس الوقت لتوفر نموذج له يستطيع تقليده , واستخدام الحركات و الإشارات مع الكلام اللفظي لتوضيح ما تقوله فان ذلك من ناحية يساعد الطفل علي فهمك و من ناحية أخري يعطيه وسائل أخري للتعبير- إذا لم يكن أجاد بعد استخدام اللغة اللفظية- و راعي أن يكون التواصل سلسلا و طبيعيا قدر الإمكان ,واهتم في المقام الأول بما يريد طفلك أن يقوله ,أي اهتم بمحتوي كلامه و ليس بشكل كلامه أو طريقة نطقه . وأوجد الأوقات التي يمكن أن تتحدث فيها بمفردك معه ,وامنحه بعض الوقت للتعبير عن نفسه في الأوقات التي تجتمع فيها الأسرة مثلا عند تناول الطعام , واحرص علي الاستماع له و عدم مقاطعته مع تنبيه الأخوة لذلك.
كما قدموا مجموعة مصورة من النصائح العامة لأولياء الأمور للتأقلم مع وضع الالتزام بالبقاء في المنزل, منها:نظم أيام طفلك بحيث يكون هناك وقت للنوم ووقت لتعلم شيء جديد, ووقت للترفيه, ووقت للاسترخاء و هكذا … وحافظوا علي أوقات ثابتة قدر الإمكان للنوم والاستيقاظ وتناول الطعام ,وشجع ابنك علي المشاركة في اختيار و تجهيز المأكولات المحببة لديه ,وشجع ابنك علي التواصل الاجتماعي مع العائلة أو الأصدقاء من خلال الهاتف أو مواقع التواصل الاجتماعي, بالإضافة إلي ممارسة نشاط رياضي يومي معهم بالمنزل , وأنشطة فنية مع الابن مثل الرسم والتلوين أو اللعب بعجينة الصلصال, ووضع بعض الأعمال الفنية أمامهم أو تعليقها إن إمكن لأن هذا يشكل تحفيزا كبيرا للطفل ,ويفضل أن تقوموا بتنظيم وقت للعب الابن مع باقي أفراد الأسرة خلال اليوم ولو 20 دقيقة فقط كل يوم , لأنها فرصة لترسيخ المهارات الاجتماعية الأساسية مثل احترام الدور,ويمكنكم أن تتركوا لأبنائكم من ذوي الإعاقة وقتا للعب الحر فهذا الأمر ينمي قدرتهم علي الاختيار ويزيد من ثقتهم بأنفسهم.
وأضاف مركز سيتي:اشرحوا لأبنائكم الوضع الحالي للأزمة وكيفية الوقاية من فيروس كورونا, و لكن مع محاولة الحد من تعرض أبنائكم للمعلومات عن الأزمة علي التليفزيون أو علي وسائل التواصل الاجتماعي لأن هذا الأمر سيصيبهم بالقلق الشديد.