القيامة هي استعلان شخص المسيح ,ورسالتهانقضوا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمهيو19:2 تلك هي الآية التي أعطاها الرب يسوع لليهود الذين قالوا له:أية آية ترينا حتي نري ونؤمن بك؟ فأجاب اليهود وقالوا له: التي طلب فيها أية آية ترينا حتي تفعل هذا يو19:2 ولم تكن هذه هي المرة الوحيدة من الرب يسوع آية, فذات مرة جاء إليه قوم من الكتبة والفريسيين قائلين:يا معلم نريد أن نري منك آية, فأجاب وقال لهم جيل شرير وفاسق يطلب آية ولاتعطي له آية إلا آية يونان النبي, لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليالمت12:38-40 فهذه هي آية المسيح له المجد فإذا كانت كل آية تنطوي علي علامة تشير إليها فإنه من المؤكد حسب الإنجيل أن القيامة هي تلك العلامة التي أعطاها الرب, حسب قوله: وفي ثلاثة أيام أقيمهوهي علامة مزدوجة فمن ناحية تشير إلي شخصه الإلهي ومن ناحية أخري تشير إلي عمله, لأن عمل المسيح الخلاصي يتجمع في القيامة, لماذا؟ لأن القيامة هي أولا القدرة المختصة بالله وحده, فإذا كان الصليب استعلانا للمحبة حتي الموت, لأن المحبة قوية كالموتنش6:8 فإن القيامة هي المحبة التي هي أقوي من الموت, إذ الموت قوة, ولكنها قوة سلبية, وقوة مدمرة لم يستطع الإنسان كان من كان أن يتخلص منها, أما القيامة فهي القدرة التي أبادت الموت نفسه, وكسرت شوكته وأنارت لنا الحياة ووصلت بالإنسان إلي الغاية من وجوده, لقد كان الموت عقبة البشرية التي حالت دون اتحادها بالله, في الوقت الذي فيه عجز الإنسان عجزا تاما عن الانفلات من قبضته والانعتاق من سلطته, أجل! الله وحده هو القادر علي هزيمة الموت لأنه هو وحده الحي ذاتيا وهو وحده الذي له عدم الموت إن الإنسان الأول بالخطية جلب الموت علي نفسه وعلي كل المولودين منه لأن المائت لايستطيع أن يلد إلا أولادا مائتين فالحياة التي نأخذها عن آبائنا هي حياة مملؤة موتا أما الابن الأزلي الله الكلمة إذ صار إنسانايو14:1 واتخذ بشريتنا أي لحمنا ودمنا, واتحد بها وإلي الأبد فإذ قبل الموت قبض عليه وأباده كما يقول الرسول بولس فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضا فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليسعب14:2 فالمسيح بالقيامة انتصر علي الموت في جسده الخاص إذ قام من بين الأموات ظافرا, قائلا:أين شوكتك يا موت أين غلبتك يا هاوية1كو55:15 ولأن الموت لم يكن بقادر أن يمسكهأع24:2 إذن القيامة هي علامة المسيح وآيته التي تكشف لنا شخص المسيح وألوهيته كما تكشف لنا عمله الخلاصي, ومن ثم فإن قيامة المسيح من بين الأموات, أو بالأحري المسيح القائم من بين الأموات هو الأساس الذي قامت عليه المسيحية, بل إن الموضوع الرئيسي الذي كان يكرز به الرسل أينما ذهبوا, هو قيامة المسيح لذلك نقرأ في الرسالة الأولي إلي كورنثوس:فإن لم يكن المسيح قد قام, فباطلة كرازتنا وباطل أيضا إيمانكم, ولكن الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة للراقدين, فالمجد لمن أقامنا معه, وفي غلبته غلبنا الموت.