كثرت خلال الايام القليلة الماضية ،ظاهرة التخلص من الحيوانات الاليفة المنزلية من قطط وكلاب بالشوارع تخوفاً من انتقال عدوى كورونا لأفراد الأسرة، الامر الذى استوقف نهاد أبو القمصان رئيسة المركز المصرى لحقوق المرأة، لتظهر على صفحتها على اليوتيوب، للرد على تلك الظاهرة وإعطاء كلمة انسانية لكل أسرة مصرية لمراجعة موقفها، ومن ثم العدول عن الفكرة رحمة بروح أليفة تجهل التعامل بمفردها خارج محيط الأسرة التى تراعاها .
جاءت كلمة نهاد أبو القمصان بسيطة لكنها عميقة فى فحواها نظراً لمدى انسانيتها ومحبتها وصدقها فيما تتحدث وتدافع عنه، فجاءت كلماتها وهى تظهر مع قطتها ‘كوكو’ داخل منزلها لتتحدث ببساطة من واقع حياة معاشة قائلة: الحقيقة الاسرة التى ترعى حيوانات مثل الكلاب أو القطط منذ صغرهم اعتادوا ان يتعاملوا معهم بكونهم احد كيان ذلك الاسرة و كأنه واحد من عيلته فى المقابل الكلاب أو القطط بيروا فينا وكأننا اباء و امهات بالنسبة لهم .
تضيف أبو القمصان بقولها: مستغربة جدا ازاى حد يرمى عيلته فى الشارع.. مؤكدة انه فى ظل الظروف الحالية التى نعيشها طبيعى ان يكون لدينا قلق وخوف على اولادنا و هو امر مهم و ملح ، ايضا العمل على حمايتهم و اتخاذ كافة الاحتياطات لضمان عدم انتقال اى عدوى لديهم امر مهم و ضرورى و لكن ليس على حساب تلك الكائنات البرئية و من ثم التخلص منها و ‘ رميها ‘ فى الشوارع بهذه الصورة دون مبرر واضح خاصة و ان المتخصصين اعلنوا ان الحيوانات لا تنقل كورونا .
‘ تؤكد أبو القمصان ان تلك الكائنات مسئولة منا و ‘ ربنا هيحاسبنا عليها ، كيف لروح تضل طريق اسرتها لتلقى فى الشارع بعدما اعتادت و تربت على يد من يعتنى بها من مأكل و مشرب و نظافة .
تتساءل أبو القمصان لماذا الفزع ؟ و رسالتى ليست فقط على حق الحيوان و انما ايضا على القيمة الانسانية التى ربينا ابنائنا عليها من خلال تربية الحيوان داخل المنزل سواء كان قطة أو كلب منها الحب و الرحمة و الرعاية و العناية و الاهتمام و غيرها من القيم التى يكتسبها اطفالنا منذ صغرهم بالاحتكاك مع اى كائن فيه روح ، فكيف فى لحظة محو ذلك و التخلص منه بهذه الصورة و الغاء ما علمناه لابنائنا عبر سنوات طويلة .. ربما ذلك الانطباع يعطى رسالة سلبية لابنائنا فيما بعد و هو انه فى وقت الازمة او الضيقة عليك ان تعيد ترتيب اولوياتك و كأنه فى ترتيب اولوياته عليه ان يتخلص من امور للخروج من المأزق ، و لا نعلم فى المستقبل كيف ستكون تلك الاولويات فربما ابنى حينما يصبح لديه اسرة و ابناء و عليه اعباء مادية من مدارس و دروس و توفير احتياجات المنزل و غيره بدخل محدود ، هنا يبدأ فى ترتيب اولوياته فى الاطار الاضيق و هو التفكير فى نفسه و فى اسرته و بيته و ابنائه ليجدنى اشكل عبء عليه و من ثم يفكر فى تخفيف ذلك العبء اما بادخالى دار مسنين أو التشاجر مع الاخوات فيمن ‘ يشيل ‘ ماما عنده فى البيت من باب تخفيف العبء عليه .
تستطرد أبو القمصان كلماتها بانه بالفعل هذه الرسالة التى نسلمها لابنائنا فى حالة التخلص من الكائن الاليف البرىء الذى عشنا معه سنوات .. علينا التعامل بحكمة و وعى مع الامور و مراعاة تصرفاتنا و سلوكياتنا لكونها تنقل رسالة مباشرة لابنائنا ، الحيوانات الاليفة بتتعامل معنا و كأننا اهلها و نحن نتعامل معها و كأنها جزء من كيان الاسرة ، الرحمة فالكائن الذى تربى داخل محيط الاسرة لا يقدر العيش خارجه .
تؤكد أبو القمصان بقولها : خلوا بالكم من اولادكم ، خلوا بالكم من تصرفاتكم .. اذا ما علمنا اولادنا ترتيب اولوياتهم بما فيها المشاعر و الارواح ، احنا اللى هندفع الثمن يوم ما تضطرهم الظروف و يقعوا فى مشكلة أو ازمة أو ضيقة و يكتشفوا وقتها انهم بحاجة لترتيب اولوياتهم بطريقة اخرى .