شهد ميدان التحرير الذى كان يحاكي في تصميمه ميدان “شارل ديجول” بفرنسا أعمال تطوير تبدأ من مدخل الميدان عند عبد المنعم رياض، كتشجيرساحات الميدان وزراعة المنطقة السطحية لجراج التحريربأشجار الزيتون والنخيل ، ونشر مقاعد للجلوس بطول الحدائق الموجودة بالميدان , وتزين ساحته بمسلة فرعونية تم تثبيتها وسط الميدان، ويحيطها 4 كباش فرعونية ، ليصبح لوحة فنية بديعة … فمشروع تطويرميدان التحريريتمثل فى إعادة تخطيط الميدان ،إضافة إلى طلاء واجهات المباني، وإضاءتها، ووضع قواعد لوضع اللافتات الإعلانية وأنه يأتى ضمن مشروع قومي متكامل لتطويرالحدائق التراثية، والميادين العامة الشهيرة، بهدف استعادة الوجه الحضاري للقاهرة التاريخية ذلك بالتنسيق مع وزارتى السياحة والأثاروالإسكان ومحافظة القاهرة … فالمشروع من شأنه يخلق تحف معمارية تتناسب مع الحضارة الفرعونية القديمة , حيث تلاشت فى السنوات الأخيرة الصورة الحضارية، وتشوه الميدان الذى كان يضاهى أفخم ميادين العالم كشارل ديجول والشانزليه بفرنسا .
6 مناطق بالميدان
وكشف المهندس محسن صلاح، رئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب, أن مشروع تطوير ميدان التحرير تقوم بتنفيذه شركة المقاولون العرب”إدارة المنشأت المتميزة” تحت إشراف وزارات الإسكان والآثار والثقافة ومحافظة القاهرة.
وأضاف:تم تقسيم العمل بالميدان إلى 6 مناطق هى صينية الميدان وعمر مكرم والمتحف والمجمع ووزارة الخارجية القديمة وجراج التحرير وأوضح , أنه تم إزالة صاري العلم الضخم الذي كان موجوداً في قلب الميدان وإزالة الزراعات بالكامل والوصول بالحفر إلي منسوب محطة مترو السادات من أجل إنشاء القاعدة التي توضع عليها المسلة ، التى يتم ترميمها بطول 19 متراً, بالإضافة إلى التشغيل التجريبى لنافورة مياه وأعمال الرصف، والإنارة، وتنسيق الموقع العام.
كماأضاف: تتضمن الأعمال تنفيذ 9 كمرات بطول 16متر وإرتفاع 2.30 متر وعمل مشايات مكونة من بلاطات خرسانية ممشطة وعلى جانبيها زراعة ونخيل وعمل أماكن للجلوس عبارة عن بلوكات خرسانية وبعض المقاعد الرخامية تم تنفيذها بإدارة الخرسانة الجاهزة بشركة المقاولون العرب إضافة إلي عمل نظام إضاءة أرضية وأحواض بها شجيرات زيتون وتركيب أجهزة إضاءة بها لإضفاء شكل جمالى ينسجم مع الطابع الفرعونى وأعمال التطوير بالميدان . موضحا أنه تم الانتهاء من 90% تقريبا من أعمال صينية الميدان، والتي ستكون الجزء الأهم بمشروع التطوير، كما تم زراعة الميدان بالكامل بالنخيل وأشجار الزيتون، نباتات البردى وغيرها من النباتات الفرعونية , مشيرا الى أن آخر التطورات حول تطوير الشركة لميدان التحرير، أحد أكبر ميادين مصر, وأضاف:أن ميدان التحرير لدى المصريين يعتبررمزوأكثر شيء يمثل المصريين هم حضارتهم، ولذلك مقترحات تطوير الميدان من خلال وضع مسلة في قلب الميدان , مشيرا إلى أن المسلة تم وضعها في الميدان ، خاصة أن أسفل ميدان التحرير محطة للمترو، ولكن توصلنا لعمل هندسي يوضع المسلة دون التأثير على المحطة .
4 قواعد لتماثيل فرعونية
ومن جانبه أكد المهندس سيد فاروق , النائب الأول لرئيس مجلس إدارة شركة المقاولون العرب,أن أعمال التطوير تضمنت أيضاً إقامة 4 قواعد لتماثيل فرعونية لتحيط بالمسلة، بحيث تكون مواجهة للقادم من المحاور الرئيسية إلى ميدان التحرير , بالإضافة إلى عمل نافورة مياه وكذلك ما يتعلق بأعمال الرصف، والإنارة، وتنسيق الموقع العام، مضيفاً أن مشرو التطوير يشمل تنفيذ 10 كمرات بطول 16متراً وارتفاع يتراوح من 2.3 متر الى 3.6 متر، وكذا عمل مشايات بطول 21 ألف متر طولى، مكونة من بلاطات خرسانية ممشطة وعلى جانبيها زراعة ونخيل وعمل أماكن للجلوس عبارة عن بلوكات خرسانية وبعض المقاعد الرخامية ، بالاضافة إلى تركيب انترلوك للأرصفة وأعمال دهانات الأسوار وأعمدة الإنارة واشارات المرور، فضلاً عن عمل نظام إضاءة أرضية وأحواض بها شجيرات زيتون، وتركيب أجهزة إضاءة بها لإضفاء شكل جمالى ينسجم مع الطابع الفرعونى وأعمال التطويربالميدان.
عرض متحفي مفتوح
قال المهندس وليد عبدالعال، مدير مشروع تطوير ميدان التحرير، إنه تم الانتهاء من 95% من إجمالي الأعمال المصممة، وجارٍ استكمال أعمال الإضاءة ودهان الوجهات، وشبكات الري وأعمال الزراعة، منوهًا بأنه تم تركيب مسلة رمسيس الثاني في مكانها، وسيتم بدء أعمال اختبارات التشغيل قبل الافتتاح الرئيسي للميدان بشكل يليق بمصر وتاريخها وحضارتها , وأكد أن تطوير ميدان التحرير بدأ بتكليف من رئاسة الوزراء، بالتنسيق مع وزارة الإسكان والآثار ومركز التنسيق الحضاري، وشرطة الصوت والضوء.
وأشار مدير مشروع تطوير ميدان التحرير، إلى أن فكرة تطوير الميدان تعتمد على عمل عرض متحفي مفتوح ما بين أجزاء الميدان، يتوسطه مسلة رمسيس الثاني، حيث ارتفاعها نحو 19 مترًا، و4 كباش تم استجلابهم من أماكن التخزين بمعبد الكرنك بالأقصر، فضلًا عن إزالة كل المخلفات والإعلانات بالتنسيق مع محافظة القاهرة , وأضاف: أنه تم زراعة المنطقة المواجهة لمجمع التحرير باشجارالنخيل والزيتون ونباتات الزينة داخل أحواض متنقلة، بالإضافة إلى تجهيز حديقة المجمع وزراعتها بالنخيل وأشجار الزيتون، بالإضافة إلى استحداث منظومة إنارة لميدان التحرير بالكامل لإظهار الميدان مضاء بالكامل مع توزيع الإنارة التجميلية بجوار النخيل المنتشر بالميدان.
تثبيت مسلة الملك رمسيس
ومن جانبه قال الدكتور مصطفى وزيرى, الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، تم الانتهاء من أعمال الترميم الدقيق لمسلة ميدان التحرير بأيدى فريق من مرممى المجلس الأعلى للآثار , موضحا أنه تم الانتهاء من أعمال تجميع وتركيب جميع اجزاء المسلة، وتركيب ورفع الجزء الأخير لها ذو القمة الهرمية الشكل أواخر الأسبوع الماضي , وأضاف: أن المسلة قبل نقلها من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية كانت مقسمة إلى عدة أجزاء، منها الجزء العلوى على شكل “هرم” حيث يبلغ ارتفاعها مكتملة بعد تجميعها حوالى 19 مترا ويصل وزنها إلى حوالى 90 طنا، وهى منحوتة من حجر الجرانيت الوردى وتتميز بجمال نقوشها التى تصور الملك رمسيس الثانى واقفا أمام أحد المعبودات ، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له , حيث تم تركيب الأجزاء الأخرى من المسلة على قاعدة مرتفعة لتكون بعيده عن أيدى المشاة ومرتادى الميدان، فيما خضعت جميع أجزاء المسلة إلى أعمال الترميم والتجميع على يد فريق عمل من مرممى المجلس الأعلى للآثار.
وانتهت وزارة الآثار من تثبيت مسلة الملك رمسيس بوسط الميدان بصينية التحرير، والتي تزن 90 طن، بالإضافة إلى قاعدة المسلة وقواعد الكباش الفرعونية، حيث تم نقل المسلة من منطقة صان الحجر بالشرقية، كما يتم الانتهاء من إنشاء قواعد لتثبيت 4 تماثيل كباش يتم نقلها من الفناء الأول خلف الصرح الأول بمعبد الكرنك بمدينة الاقصر، والتى بدء نقلها بالفعل بعد ترميمها , مؤكدا أنه تم تشغيل النافورة دائرية بمحيط المسلة الفرعونية التى تم تثبيتها بالميدان، تشغيل تجريبى لتظهر الصينية بها المسلة و4 تماثيل للكباش الفرعونية والنافورة التى تحيط بالمسلة ومنطقة دائرية خضراء سيتم زراعتها بنباتات صغيرة حتى لا تغطى على شكل المسلة والكباش الفرعونية.
تاريخ ميدان التحرير
ميدان التحرير يثير خيال السياسيين عبر تاريخه الطويل وكان شاهدا على التحولات فى التاريخ المصرى ومر بسلسله من الأحداث والاسماء….
أسسه الخديوى إسماعيل
كان حلم الخديوى اسماعيل أن يحول القاهرة الى باريس على النيل و تم عمل تخطيط عام لمدينة القاهرة عام 1863 لمضاعفة مساحتها لأكثر من الف فدان , وذلك علـــى يد المهندس الفرنسى “هاوسمان” الذى قام فى عام 1874 بعمل الكورنيش وإقامة الكبارى حتى تم ردم هذه المنطقة وتم تقوية وتكسية الضفة الشرقية لنهر النيل فى الفترة من ستينيات الى سعينيات القرن الثامن عشر وانشئت الميادين والحدائق وإنشأ ميدان التحرير على طرازميدان شارل ديجول الذي يحوي قوس النصر في العاصمة الفرنسية باريس, تحت إشراف المعمارى الفرنسى ” بارى لدى شامب”، نظرا لإعجاب الخديوى إسماعيل بالطراز الفرنسى، ولكن تم تسميته بميدان الإسماعيلية نسبة إلى الخديوى إسماعيل…. وجاءت الأسماءكالتالى : ميدان الكوبري – ميدان الاسماعيلية – ميدان الخديوي اسماعيل (من 1/6/1933) – ميدان الحرية (من أغسطس 1952) – ميدان التحرير (من سبتمبر 1954) .
ميدان الكوبرى
وأقيم كوبرى الخديوى اسماعيل ( قصر النيل الان ) , وفى فترة انشاء الكوبرى الذى كان اول كوبرى فى مصر وربما فى افريقيا اطلق العامه على الميدان اسم ” ميدان الكوبرى “وفور أن اقيم الكوبرى اتجهت الانظار الى هذه البقعه التى تطل على النيل والتى اصبح لها اهمية بالغه وكان اول من عمر هذه المنطقه الخديوى اسماعيل وانتشرت القصور.
ميدان القصور
اقيم عدد من القصورعلى ضفاف النيل منها:
– قصر الدوبارة أوقصر الوالده باشا : اختفى قصرالوالدة باشا الذى كان داخل قصر الدوبارة عندما باعه الأمير محمد علي توفيق لمجموعة من المطورين في عام 1947 بعد وفاة والدته (أو الوالدة باشا والملكة الأم) وقد استبدل بعد ذلك بستة مبانى منها مبنى فندق شيبرد.
– قصر النيل: الذى بناه الخديوى اسماعيل نفسه وكان اول من بنى على ميدان التحريرولذى أصبح مقرا لمجلس الوزراء … قصر النيل ، الذي بني حوالي عام 1854 في عهد الوالي سعيد باشا وعمل به المعماريين الايطاليين وفي عام 1868 في عهد الخديوي إسماعيل اصبح مقر لزوجاته , ثم لفترة من الوقت أصبح المقر المؤقت لمجلس الوزراء و في وقت لاحق المقر الرئيسي لوزير الحربية المصرى تمهيدا لتحويله إلى ثكنات للجيش البريطاني اثناء الاحتلال. ثكنات قصر النيل (التى اقامت مكان قصر النيل) وامامها ميدان التحرير ومكانها الان هيلتون وجامعة الدول ومبنى الحزب الوطنى, كانت مقرا لقصر النيل ثم مجلس الوزراء ويرى مساحه فضاء هى ميدان التحرير كما يجب القول ان مكان الثكنات اقيم فندق هيلتون وجامعة الدول ويظهر قصر الدوبارة مقر السفارة البريطانية الذى اقيم مكان قصر الوالده باشا , كما يظهر المتحف المصرى ويرى عبر الكوبرى ملعب النادى الاهلى وارض المعارض قبل نقلها الى صلاح سالم
– قصر المنيرة الذى أصبح مركز البعثة الاثرية الفرنسية.
– القصر العالى (قصر ابراهيم باشا) 1891، الذى كان مسرحا لكثير من حفلات الزفاف الملكية ، مما مهد الطريق لاقامة جزء من منطقة جاردن سيتي .
– قصر الإسماعيلية ، حيث يقف اليوم مكانه مجمع التحريرو قبل ان يختفى كان المقر الرسمي لغازي مختار باشا المفوض السامي العثماني لمصر والذى اصبح مقر الغازى مختار باشا – قصر احمد خيرى باشا الذى اصبح اسمه Nestor Ginaclis وكان مصنعا للسجائر ثم مقرا للجامعه الاهليه ثم الجامعه الاميريكيه
– فيلا اقيمت على الطرازالعربى لـ هدى شعراوى وتم هدمها وهى موقف سيارات واطلق على الشارع الذى يقود من كوبرى قصر النيل( كوبرى الاسماعيليه فى هذا الوقت اطلق على الشارع الذى يقود من الكوبرى الى قصرعابدين اسم شارع كوبرى الاسماعيليه ومن ثم اصبح ميدان الكوبرى ثم ميدان كوبرى الاسماعيليه ليصبح بعدها اختصارا ميدان الاسماعيليه ثم ميدان الخديوى اسماعيل ومن ثم اصبح شارع الخديوى اسماعيل.
الثورة العرابية
ميدان الإسماعيلية .. كان شاهدا على التحولات فى التاريخ المصرى، اذ كان على موعد فى عام 1881 مع الثورة العرابية، حيث كان مقر انطلاق الوحدة العسكرية التى ترأسها أحمد عرابى للتوجه من الميدان إلى قصر عابدين ضد الخديوى توفيق والتدخل الأجنبى فى مصر , احتشاد المواطنين فى ميدان الإسماعيلية فى ثورة 1919 للمطالبة بعودة سعد زغلول كما شهد ميدان التحرير أيضا انطلاقة قوية إبان ثورة 1919، إذ شهد احتشاد آلاف المصريين بالميدان والوقوف أمام ثكنات الجيش الانجليزى المتمركزة بالميدان للضغط عليهم وإجبارهم على الموافقة على عودة الزعيم سعد زغلول من المنفى.
ميدان “الحرية”
وتعددت الروايات فى تلك الفترة خاصة وأنها شهدت تغيير اسم ميدان الإسماعيلية، إلى ميدان “الحرية” بعد أحداث ثورة 1919 مباشرة نسبة لتحرير الشعوب، ولكن هناك اتجاها آخر يؤكد أن إطلاق اسم ميدان الحرية، نتيجة لقيام النساء بخلع النقاب فى ثورة 19 من داخل الميدان.
ميدان التحرير بعد ثورة 1952
مع قيام ثورة يوليو 1952، التى نظمها الضباط الأحرار ضد الحكم الملكى، تم تغيير اسم ميدان الإسماعيلية إلى ميدان ” التحرير” الاسم الحالى للميدان، وتم تغيير الاسم نتيجة للتخلص وتحرير مصر من الحكم الملكى والاحتلال الإنجليزى لفترات طويلة.
مراحل تطويرالميدان على مر العصور
فى عام 1904 أثار الصحفيين والمهندسين المعماريين والرأي العام مسألة موقع ثكنات قصر النيل ، بحجة أنها لم يعد مناسبا أن يكون رمز الاحتلال الأجنبي قريبا جدا من المدينة وبجوار رمز الحضارة المصرية القديمة ( المتحف المصرى) .
– وضع موسى قطاوي باشا تخطيطا للمنطقة يتم فيه هدم ثكنات قصر النيل وتقام مجموعات سكنية فاخرة تحيط بالمتحف المصرى وأن الشارع الجديد شارع الخديوي إسماعيل سيؤدي إلى مدخل المتحف وعلى جانبيه ساحات متعددة بها تماثيل فرعونيه تحدد معالم هذا الشارع وتخطيط قطاوى باشا للميدان سنة 1904 تجد فيه كوبرى قصر النيل من ناحية النيل والشوارع القادمه من قصر عابدين الى الميدان ولكن عيبه انه تخطيط لتحويل الميدان الى منطقة سكنيه فى معظمه ومع ذلك بعد تنفيذ معاهدة 1936 و بعد خروج القوات البريطانية من المنطقة ، أصبح هدم هذا المبنى الضخم وشيكا ارتفعت الحماسة في وسائل الإعلام والصحفيين والمهندسين المعماريين نحو ايجاد أفكار عما يجب فعله مع المنطقة وتركز تخطيط قطاوى على أن يصبح ميدان الاسماعيليه المركز الثقافي والسياسي للمدينة وترجم هذا من خلال تجميع المباني الإدارية لمختلف الوزارات والادارات الحكومية وعدد من المتاحف، بالإضافة إلى مجموعة من التماثيل التذكارية للعائلة العلويه ، وتحيط بها الحدائق العامة الواسعة.
– أما تخطيط محمد ذو الفقار بك الذى نشرتة المصور ابريل سنة 1947 وهو تخطيط اكثر من رائع وكان سينقل مصر نقله حضاريه كبيرة ولكن انشغال حكومة النقراشى باشا فى عديد من الازمات اهمها بوادر حرب 1948 أدى الى أن يذهب هذا المشروع ادراج الرياح , وعلاوة على ذلك، تضمنت الخطة بناء برلمان جديد على غرار الكابيتول فى العاصمة الاميركيه . وكان البرلمان المقترح فى التخطيط يقع في موقع الثكنات البريطانية لتحل الهيئة التشريعية الدستورية في مصر محل موقع الاحتلال الأجنبي وهى نقطه فى غاية الاهميه , ولم ينفذ منها الا مجمع التحرير فقط والذى أنشأ سنة 1951 وتكلف حوالى مليون ومائتى الف جنية وكانت اول فكرة تنفذ فى الشرق لتجميع الخدمات للمواطن فى مبنى واحد وصصمه المهندس محمد كمال اسماعيل وحصل على البكويه ونيشان النيل لانشائة عدة مبانى اخرى وتم تجميل الميدان واقيمت له قاعدة رائعه من المرمر ليوضع عليها تمثال الخديوى اسماعيل الذى كان يصنع فى ايطاليا وانتهى صنعه بعد 23 يوليو 1962 ولذلك ظلت القاعده خاوية حتى تم ازالته اثناء حفر مترو الانفاق وتم هدم الثكنة لكن موقعها ظل شاغرا حتى بنى محلها جامعة الدول العربيه وفندقا ومبنى اصبح مقرا للحزب الحاكم بعد 23 يوليو .
– في عام 1953 ، قام مهندس معماري اسمه سيد كريم بنشر تخطيطا أملا في التأثير على النظام الجديد ، ونشر في مجلته مجلة آل العمارة ومصر المعماري الرائدة إعادة تصميم منطقة ثكنات قصر السابقة دعى التخطيط لبناء فندق في موقع ثكنات قصر النيل (مع كازينو يمتد إلى النيل) ، وهدم للمتحف المصري واستبداله بمبنى متعدد المستويات قال أنه سيكون متحف الحضارة المصرية و مبان لوزارة الشؤون الخارجية وادارة الاذاعة والتلفزيون وأخيرا ، سلسلة من التماثيل تمجد انقلاب 1952 ونصب تذكاري ضخم للجندي المجهول وقد صممه الفنان فتحي محمود ولكن رؤية كريم مثل آخرين قبله لم تنفذ أبدا ..
– فى حقبة السبعينيات والثمانينيات قبل هدم قاعدة تمثال الخديوى اسماعيل والتى كان قد نادى توفيق الحكيم قبل ان يعود اليه وعيه ان يوضع عليها تمثال لجمال عبد الناصر فأراد الله ان تزول كلها.
منصة لرفض تنحى عبد الناصر
مع وقوع نكسة 1967 وقيام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالإعلان عن استقالته، شهد ميدان التحرير تجمع كبير لكل المواطنين من مختلف المحافظات، وذلك للمطالبة بالبقاء والتراجع عن القرار والاستمرار فى حكم الدولة المصرية , لم يخل تاريخ ميدان التحرير من وقائع هامة فى عهد الراحل أنور السادات، اذ شهد الميدان فى عام 1972 تظاهرات حاشدة ضد السادات بسبب التأخر فى إعلان موعد الحرب بعد نكسة 1967، وفى نفس الوقت شهد احتفالات المواطنين بنصر أكتوبر 1973.
شاهد على الثورات
وفى يناير 2011 اندلعت التظاهرات المصرية من ميدان التحرير للمطالبة برحيل الرئيس محمد حسنى مبارك عن الحكم، وفى نفس الوقت كان الميدان الشاهد الرئيسى الذى شهد انتفاضة المصريين ضد حكم جماعة الإخوان الإرهابية بعد مرور عام واحد من وصولهم للحكم، والمطالبة بعزل محمد مرسى كما شارك ميدان التحرير المصريين فى مطالبتهم بالتحرير كان شاهد أيضا على احتفالات المصريين بالبناء والتعمير حيث شهد احتفالات ضخمة بمناسبة إزاحة مرسى عن الحكم، وتأييد القوات المسلحة، وتفويض الرئيس السيسى للحرب ضد الإرهاب، واحتفالات كبيرة للاحتفاء ببناء قناة السويس الجديدة وفوز الرئيس السيسى بحكم البلاد فى 2014 وكذلك 2018.