مع إجتياح فيروس كورونا للعالم ، و بدء فرض الحظر المنزلى ، اشتكى الكثير من الأشخاص من زيادة الوزن نتيجة لقلة الحركة والبقاء فى المنزل لفترة طويلة ، كما أن الضغط النفسي والقلق من انتشار العدوى دفع البعض إلى الإكثار من تناول الطعام خاصة الحلويات.
والسؤال الآن هل يصبح شهر رمضان الكريم فرصة ذهبية لتعويض ما حدث لأجسامنا من زيادة فى الوزن ؟ وكيف نجعل صيام هذا الشهر الكريم فرصة لزيادة مناعة أجسامنا لمقاومة فيروس الكورونا؟
يقول دكتور محمود سمير استشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة للإجابة على هذه الأسئلة الهامة بالطبع سنلجأ لبعض الأبحاث والدراسات العالمية الحديثة لمحاولة فهم الفوائد الصحية المتعددة للصيام ، الدراسة الأولى من مجلة Journal of Human Nutrition and Dietetics حيث قام العلماء بتقييم تأثير الصيام على 240 شخص قبل أسبوع من شهر رمضان ، حيث قام الباحثون بقياس وزن جسم المشاركين وحساب مؤشر كتلة الجسم (BMI) وبعد أسبوع من إنتهاء شهر رمضان ، أخذ الباحثون نفس القياسات ، ووجدوا أن وزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم انخفض في جميع المشاركين تقريبًا ، أما البحث الثاني نشرته مجلة Nutrients العلمية فى العام الماضى ، ومن خلاله أثبت العلماء أن الصيام يتسبب فى إزالة الخلايا التالفة ، مما يسمح للجسم بتكوين خلايا جديدة, مما ينتج عنه تقوية لجهاز المناعة في الجسم، كما يساعد على التئام الأنسجة و الجروح .
ولتعزيز الفوائد الصحية للصيام ، ينصح دكتور محمود سمير استشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة بضرورة الإلتزام بالعادات الصحية والإبتعاد عن العادات الضارة.
حيث يعد شهر رمضان فرصة لمحاربة إدمان السكريات و التدخين، كما يعد فرصة للبدء بممارسة النمط الغذائي الصحي من خلال الإكثار من الفاكهة والخضروات و تناول البروتينات الخالية من الدهون ، مع استبدال الحبوب المكررة بالحبوب الكاملة وتجنب السكريات المضافة لتسريع فقدان الوزن دون حذف أى من العناصر الغذائية الأساسية ، بالإضافة للمواظبة على ممارسة الرياضة , ويبقى العامل الأهم والأخطر وهو شرب الماء بإنتظام بعد الأفطار وبالكميات المطلوبة لكل جسم، حيث يُحافظ الماء على رطوبة الجسم ويقلل الجوع ويدعم وظائف الجسم الأساسية وعلى رأسها الكلي والرائة والدم، كما يساعد على زيادة معدلات التمثيل الغذائي و حرق السعرات و تقليل الصداع والإجهاد الناتج عن الصيام الطويل .
و أضاف أبانوب البرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد : إن الصيام يعتبر نقطة تحول كبيرة و فرصة حقيقية لمن يريد فقدان الكثير من الدهون ، والوصول لصحة أفضل و شكل مثالي ، حيث أشار إلي أن عدد الساعات الكثيرة في الصيام التي تصل إلي ١٦ ساعة تؤدي بدورها الي إرتفاع هرمون النمو Growth Hormone و تساعد في الحفاظ علي نسبة هرمون الأنسولين منخفضاً .
وعن السؤال الشائع لدى الكثير من الناس عن السبب وراء عدم شعورهم بالجوع في وقت الصيام بالرغم من عدد الساعات الطويلة في الصيام يجيب أبانوب البرت قائلاً : أن إرتفاع مستوى هرمون الأنسولين في الدم نتيجة تناول النشويات أو السكريات طوال اليوم يؤدى بدورة الى زيادة الشعور بالجوع ، أما الصيام يجعل هرمون الأنسولين مستقرًا لهذا لا نشعر بالجوع بشكل كبير، ومن هنا نشأت بعض أنواع الحميات الغذائية كالصيام المتقطع تعتمد علي نفس فكرة الشهر الكريم ، لذا أدعو كل من حاول فقد وزنه أن يستغل فترة الصيام لإنقاص وزنة وزيادة مناعته وكسب عادات صحية تحقق له الحفاظ على صحته والتمتع بالشباب الدائم .
ولكي يكون الكلام أكثر عملية وفائدة يقدم لنا أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد برنامج غذائي يُساعد علي التخلص من الدهون في فترة الصيام ، كما أنه يعمل علي تنظيم مستوي السكر في الدم و مناسب لأمراض السكر والضغط مع الإهتمام الشديد بشرب المياة ، حيث يجب شرب ٣٥ مل لكل ١ كجم من وزن الجسم بمعني أن إذا كان الوزن ١٠٠ كجم ×٣٥ مل = ٣٥٠٠ كل مياة أي ٣.٥ لتر مياة .
وتفاصيل البرنامج الغذائي كالتالي :
الافطار :
٣ تمرات + كوب لبن خالي الدسم قبل الوجبة الرئيسية بـ ١٥ دقيقة + نشويات + بروتين + شربة خضار
النشويات : ١/٢ رغيف بلدي كبير ، أو ٨ معالق مكرونة أو أرز مسلوق بدون دهون نهائياً أو زيوت ، أو ٢ توست بني ، أورغيف عيش سن صغير ، أو ٤ معالق أرز مطبوخ .
البروتين : ١/٤ فرخة مشوية أو مسلوقة بدون جلد + سلطة أو ٢ شريحة لحم ”١٠٠-١٥٠ جرام” ، أو سمكة كبيرة مشوية فى فرن بدون جلد + سلطة ، أو ٨ أصابع كفتة مشوية (١٥٠-٢٠٠ جرام) + سلطة
السحور : (نشويات + بروتين )
النشويات : رغيف سن صغير ، أو ٢ توست بني ، أو ١/٢ رغيف بلدي
البروتين : ٦ معالق فول بملعقة صغيرة زيت + كوب شاي بلبن + سلطة + كوب زبادي لايت ، أو٢ بيضة مسلوقة أو أومليت بملعقة صغيرة زيت + ٢ ملعقة كبيرة جبن لايت أو قريش ، أو ٥ معالق طعام جبن لايت أو قريش + سلطة ، أو ٦ معالق كبار شوفان + كوب لبن خالي الدسم + ثمرة فاكهة ”وجبة متكاملة” حيث تحتوي علي البروتين و النشويات
سناك : بين الوجبات : ثمرة فاكهة + كوب لبن خالي الدسم أو زبادي لايت ، أو قطعة بسبوسة ، أو هريسة ، أو قطايف في حجم “٤ اصابع” ، أو شوكولاتة كيت كات الصغيرة + قهوة بـ ” لبن” .
ومن الجدير بالذكر أن أبانوب ألبرت اخصائي التغذية العلاجية والإكلينيكية – جامعة ستانفورد، ومحاضر التغذية الإكلينيكية بالأكاديمية الدولية للإدارة العربية ومحاضر التغذية العلاجية والرياضية بشركة روتابيوچين الدوائية وشركة ايجي فارما، والدكتور محمود سمير إستشارى الروماتيزم والطب الطبيعى وعضو الجمعية الطبية لدراسة السمنة ومحاضر دولي في التغذية الإكلينيكية أطلقا مبادرة صحية تقع تحت عنوان ” طبيب العائلة ” وذلك تضامناً مع المبادرات الصحية العديدة التى أطلقها السيد عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية للإهتمام بصحة المصريين و إيماناً بإتجاة الدولة العام بملف الصحة، بل إهتمام العالم أجمع بملف الصحة بعد إجتياح الوباء العالمى ” فيروس كورونا ” هذا الى جانب توعية الشعب المصري بل والعربي ، وكل من يقرأها حتى تعود بالنفع على صحة العائلة بأكملها وخاصة الأبناء فهم أمل الغد، فإنطلاق أى دولة وقوتها يأتي من قوة شبابها فهم حماة الوطن.