الأمراض الصدرية والأنف والأذن والحنجرة تخصصات أكثر عرضة للإصابة بالعدوة
“سلاح الحرب الكيميائية” الأنسب للتعامل مع الفيروس .. وكشف يومى لأفراد التطهير
العاملين بالعناية والمساعدين وفني الطوارئ وسائقي الإسعاف .. لهم درجة تعقييم عالية
في ظل الخوف الذي يعيش فيه دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا، الذى حصد الآلاف من الأرواح حول العالم وأخذ العديد من التدابير اللازمة لتقليل فرص الإصابة والحماية الذاتية، إلا أن هناك بعض المهن يعد أصحابها أكثر عرضة للإصابة بفيروس”كورونا”، فالخطر لا يقتصر على المتواجدين فى الصفوف الأمامية ، كالأطباء والتمريض فقط، لكن هناك العديد من أصحاب المهن الأخرى أكثر عرضة للخطر من غيرهم كالعاملين فى الرعاية الصحية الذين يواجهون أكبر خطر، فهم يتعاملون مع الأمراض بشكل يومى ومباشر وعملهم التقليدى يجعلهم على مقربة من المرضى، بالإضافة الى العاملين فى العناية الشخصية والمساعدين الذين يعملون مع كبار السن، هم أيضًا أكثر الفئات المتضررة من المرض، وكذلك المسعفون الذين يتخذون إجراءات إضافية فيما يتعلق بالتعامل مع حالات الإصابات ورجال الإطفاء وفني الطوارئ وسائقي الأتوبيسات وسيارات الأجرة والإسعاف وضباط الشرطة والجيش.. فكيف يتم حماية هؤلاء وخاصة أصحاب المهن غير المنتظمة منهم وما الضمان الذى تقدمه الدولة والمؤسسات المعنية كالنقابات لحمايتهم من خطر تعرضهم ل”فيروس كورونا”.
للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها، كان لنا هذا التحقيق..
من جانبه أكد اللواء سمير فرج المدير السابق لإدارة الشئون المعنوية للقوات المسلحة المصرية أن الجيش لديه خطة كاملة لتأمين أبناءه على مستوى كافة المراحل التى يتم تأديتها ، سواء من خلال توفير الملبس والزى المناسب الذى يتم إستخدامه فى القيام بالمهمة ، ثم مرحلة تطهير الملابس المستخدمة بعد إنتهاء المهمة وإزالة أى عوالق ، ومن ثم تأتى مرحلة الإستحمام بالماء الساخن للأفراد الذين ينفذون المهمة ، موضحاً أنه يتم الكشف عليهم بشكل يومى بعد القيام بعمليات التعييم والتطهير للأماكن المختلفة سواء كانت الشوارع أو الأسطح أو الكنائس والجوامع ، كما أوضح أن هناك سيارة إسعاف تكون مُصاحبة لسيارات تنيفذ مهمة التطهير والتعقيم .
وأكد اللواء سمير فرج أن سلاح الحرب الكيميائية بالقوات المسلحة هو السلاح المتخصص فى مكافحة الحرب البيولوجية ، وبالتالى هو أنسب عنصر للتعامل مع الظروف الحالية لـ ” كورونا ” وأضاف : أن عمليات التطهير والتعقيم التى يقوم بها أبناء هذا السلاح وقواته هى بمثابة عمليات تدريب عملى لهم على مكافحة الحرب الكيميائية ، مشيراً إلى أن سلاح الحرب الكيميائية لديه خطة متكاملة للتعقيم والتطهير مع كل مرحلة على حدى وأى من السيناريوهات المختلفة ، منوهاً أن هناك أكثر من جهة تقوم بعمليات التعقيم والتطهير منها وزارة الزراعة و كليات العلوم ، إلا أن سلاح الحرب الكيميائية هو العنصر الأكفأ للتعامل مع الأزمة الراهنة .
الأطباء والمسعفين على خط المواجهة
من ناحية أخرى أوضح الدكتور محي البنا أستاذ الجراحة بكلية الطب جامعة عين شمس وأمين عام القسم المصرى لكلية الجراحين الأمريكي أن كل العاملين بالمستشفيات معرضين للإصابة بالفيروس بما فيهم الإداريين والفنيين ، ولذلك فإن المستشفيات الجامعية ألغت العمليات التى يُمكن تأجيلها ، وأبقت على العمليات العاجلة وجراحات السرطانات أو العمليات المتعلقة بالمشاكل الحادة للأطفال ، موضحاً أن هناك تخصصات أكثر عرضة للإصابة بالعدوة ، وهى بالترتيب التالى : أقسام الأمراض الصدرية ، يليها قسم الأنف والأذن والحنجرة، ثم الجراحين الذين يقومون بإجراء عمليات لأشخاص مصابون بفيروس ” كورونا ” كعمليات “الزايدة ” وغيرها .
وأشار الدكتور محي البنا قائلاً : إن هناك إجراءات تقوم بها المستشفيات تستند إلى تعليمات وزارة الصحة ، وهذه الإجراءات مستمدة من منظمة الصحة العالمية ونسبق الولايات المتحدة الأمركية فى تطبيقها ، وفيما يتعلق بمرفق الإسعاف والمسعفين فهم من الفئات التى على خط المواجهة ، خاصة وأن المواطنين يلجأون فى ظل حظر التجوال الحالى إلى الإستعانة بالإسعاف ودكاترة الطوارئ لنقل الحالات المريضة أو المشتبه فى إصابتها ، وهنا يُعد هذا الإجراء هو الأفضل لأن السيارة الخاصة “الملاكى” تعرض سائقيها والمرافقين للعدوة أما نقل المريض بواسطة سيارة الإسعاف فيكون بمأمن نظراً لأن بها كافة احتياطيات الوقاية والتعقيم .. مُطالباً بأهمية إبلاغ مقدم الخدمة الصحية عن تطورات الحالة وما إذا كان ينطبق عليه أعراض المرض أو كان مخالطاً لحالة إيجابية ، موضحاً أن وحدات “الحجر الصحى” بها إجراءات وقائية عالية من تعقيم وتطهير .
“أوبر” تعلق حسابات السائقين
تدرس شركة أوبر تعليق حسابات السائقين والعملاء الذين أصيبوا بفيروس كورونا المستجد أو تعرضوا له وقالت الشركة : ” لدينا فريق متاح على مدار الساعة لدعم سلطات الصحة العامة فى استجابتهم للوباء وبالعمل معهم ، فربما نضطر لوقف حسابات الركاب أو السائقين الذين تأكد إصابتهم بفيروس كورونا أو تعرضوا له”. وأضافت الشركة أنها تقوم بمشاورة مع عالِم أوبئة لضمان أن تكون جهودها كشركة مستندة لمشورة الطبية، ويتعامل سائقو الأجرة بشكل يومي مع الراكبين، فهم أكثرعرضة للإصابة بفيروس كورونا، حيث أنهم يواجهون خطرًا كبيرًا للإصابة ونقل العدوى، لأنهم يتواصلون مباشرة مع الأشخاص.
وقالت “أوبر”: إنها ستقدم مساعدة لبعض السائقين فى بعض المناطق وستعمل على تطبيق هذا فى العالم سريعًا. وسيتم لعملاء “أوبر إيتس” أن يطلبوا من مندوبى التوصيل ترك الطعام على الباب، وتزويد السائقين بمطهرات الأيدى ، مؤكدة أنها قررت تعويض سائقيها سواء لخدمات السيارات أو خدمات “أوبر إيتس”، إذا ما تم عزلهم من هيئات الصحة المحلية للشك فى إصابتهم بفيروس “كورونا” أو إصابتهم فعليا بالفيروس، أرسلت شركة “أوبر” رسالة إلى السائقين تتضمن إرشادات حول كيفية حماية أنفسهم والآخرين.
تقنيات الرعاية الصحية
وقالت الدكتورة ماريان عازر عضو مجلس النواب و رئيس لجنة الشباب و المراة في البرلمان الدولي للتسامح و السلام، إ أنه في ضوء التوجه لمنع التجمعات التي من شأنها أن ينتج عنها عدوى سريعة و انتشار للمرض فإنه من الضروري اللجوء إلى حلول جديدة حتي تستمر عجلة الحياة ، لذا تستخدم تقنية الرعاية الصحية في تحديد أعراض فيروس كورونا ، وإيجاد علاجات جديدة ومراقبة انتشار المرض ، و قد طورت العديد من الشركات الصينية تقنيات تلقائية للتوصيل بدون ملامسة ورش المطهرات وأداء وظائف تشخيصية أساسية ، من أجل تقليل خطر العدوى المتقاطعة . وأضافت : إحدى الشركات تصنع عادة روبوتات لصناعة الطعام ، وقامت بتركيب أجهزتها في أكثر من 40 مستشفى في جميع أنحاء البلاد لمساعدة الطاقم الطبي ، كما تقوم إخرى بنشر طائرات بدون طيار لنقل العينات الطبية وإجراء التصوير الحراري ، و باستخدام الذكاء الإصطناعي لتحديد تفشي الأمراض ، وكذلك روبوتات التعقيم المستقلة التى تساعد المستشفيات على احتواء العدوى في أجنحة الحجر الصحي عن طريق الإنتقال بسهولة إلى منطقة الحجر الصحي لتعقيم الفيروس دون تدخل بشري.
تنازل النقابة عن حصتها فى الاشتراكات
قال إبراهيم قشطة عضو مجلس ادارة النقابة العامة للعمال، أنه بعد تعرض السائقين لأضرار نتيجة الإجراءات الإحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا فأن اللجنة النقابية للعاملين بالنقل البري ، قررت ، صرف منحة قدرها 200 جنيه من صندوق الزمالة لكل سائق مشترك، وقال : إنّ أولوية الصرف لمن لديه أسرة ويعول، على أن يبدأ الصرف لكل من يتقدم من السائقين، موضحًا: “الأوراق المطلوبة هي صورة الرخصة، وصورة الرقم القومي وصور شهادات ميلاد الأبناء، وطالب رئيس اللجنة النقابية النقابة العامة للنقل البري ورئيس اتحاد عمال مصر، بأن يمتد دعمه لأبنائه العاملين ليشمل تنازل النقابة عن حصتها من الاشتراكات لمدة 6 أشهر لصالح صناديق الزمالة باللجان النقابية لتستطيع دعم أعضائها، والوفاء بالتزاماتهم تجاه الأعضاء وصرف منح تساهم في الظروف المعيشية بعد تعرض السائقين لأضرار نتيجة الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.
حلول لحماية العمالة
فيما طرحت نجوي إبراهيم، نائب رئيس حزب المحافظين بدائل وحلول لتطبيق معايير السلامة والصحة لحماية العمالة، حيث قالت انه يجب تطوير برتوكولات واشتراطات صحة وسلامة العاملين بالمصانع والشركات، تتعلق بالنظافة والتعقيم وحماية العمال، بالإضافة الى اعتماد عربات التسوق المتنقلة التي تجوب الأحياء بدلا من الأسواق الشعبية والتزاحم عليها ، وأضافت : يجب منع استخدام الأكياس البلاستيكية (حاضنة للفيروس لمدة ٣ أيام) في التسوق واستبدالها بالورقية مما يساهم في حماية البيئة وحماية الصحة، بالإضافة الى تقديم الخدمات الرقمية والإلكترونية ، وزيادة الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في إدارة الأعمال، والجامعات والمؤسسات التعليمية.
إنشاء قاعدة بيانات للعمالة غير المنتظمة
من جانبه قال الدكتور عمرو عدلي أستاذ الاقتصاد السياسي في الجامعة الأمريكية، إنه “من الصعب قياس تأثير الأزمة على العمالة غير المنتظمة منها (الكاشير- العاملين فى مطاعم الوجبات السريعة – سائقيين سيارات الأجرة ..الخ) على المدى القصير لعدم وضوح وقت إنتهاء هذه الأزمة وما إذا ما كان هذا الوباء موسمياً أم مؤقتاً “، مؤكداً أنه سيكون هناك بالطبع تأثير سلبي” ، موضحاً أن التأثير سيكون سلبياً على المدى القصير بسبب تداعياته على القطاعات المختلفة من المقاولات والسياحة والتجارة ، مضيفا أن هناك جانباً إيجابياً يتمثل في إنشاء قاعدة البيانات التي تقوم الحكومة بإعدادها حاليًا، للعمالة غير المنتظمة، لأنها قد تكون نواة للاستعانة بهذه العمالة وربما دمجها مع الأعمال الحكومية ووضعها تحت كيان معين.
صندوق تعويضات للعمالة غير المنتظمة
قال الأمين العام لاتحاد عمال مصر وعضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، محمد وهب الله، إن الاتحاد تقدم بمبادرة لإنشاء صندوق تعويضات للعمالة غير المنتظمة، نتيجة تعليق عملهم خلال أزمة انتشار فيروس كورونا ، وأضاف: أن المبادرة تتضمن مطالبة رجال الأعمال بتحمل مسؤليتهم المجتمعية للمساهمة في هذه الأزمة، وأشار إلى أن المبادرة تشمل، تشكيل صندوق دعم العمالة غير المنتظمة ، مشيراً إلى أن الاتحاد يتابع آلية تنفيذ المبادرة ومشاركة جميع الجهات المعنية في اتخاذ القرارات المناسبة لمواجهة الأزمة، ومتابعة التداعيات أولا بأول، مع التأكيد على ضرورة أخذ كافة الإجراءات الاحترازية، وتوعية العمال بطرق الوقاية والسلامة والصحة المهنية، لتجنب انتشار الفيروس .
نشر الوعي
ومن جانبه طالب النائب جبالي المراغي، رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال مصر، ورئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، المركز الإعلامي بالاتحاد العام، جميع اللجان النقابية بالهيئات والشركات والنقابات العامة، والإتحادات المحلية بالمحافظات، بنشر الوعي والتنبيه على ضرورة اتباع الإرشادات وطرق الوقاية اللازمة، ووجه بتدشين صفحة على الموقع الرسمي للاتحاد العام، لمتابعة آخر المستجدات لانتشار فيروس كورونا المستجد، بهدف توعية العاملين بأسباب المرض وأعراضه وطرق الوقاية منه، وذلك من خلال نشر كل ما يصدر من بيانات وإرشادات من المصادر الرسمية للدولة ، وإتخذت عدد من الوزارت عدداً من القرارات للحفاظ على البيئة الداخلية وتجنب الإصابات بالفيروس لعاملين بها , من ضمنها وقف طلبات الطعام من خارج مبنى الوزارة، منعت موظفيها أيضاً من استخدام الأكواب الزجاجية ، واقتصارتقديم المشروبات على الأكواب البلاستيكية التي لا يعاد استخدامها.
رسم سياسة ومتابعة تنفيذها
قال محمد عبد القادر الأمين العام للنقابة المستقلة للعمالة غير المنتظمة: إن وزارة القوى العاملة غيرمعنية بتشغيل العمالة غير المنتظمة ولكنها منوطة برسم سياسة ومتابعة تشغيل العمالة غير المنتظمة، وأضاف: أن العمالة غير المنتظمة أو العمالة بالقطاع غير الرسمي تشكل 80% من إجمالي قوة العمل في مصر بداية من عمال التشييد والبناء مرورا بالباعة الجائلين وانتهاءً بالعاملين في المشروعات الصناعية والزراعية.
صندوق إعانات الطوارئ
وأكدت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية الحرص على دعم كل الفئات والقطاعات المتضررة من آثار انتشار فيروس كورونا، مؤكدة إن دور لجنة بحث ومساعدة فئات العمالة المتضررة من فيروس كورونا يتمثل فى وضع السياسة الخاصة بتلك الفئات سواء كانت تلك الفئات من العمالة المنتظمة المؤمن عليها أو غير المنتظمة، مع إيجاد آلية لتجميع بيانات تلك الفئات، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتنسيق مع المؤسسات والجهات والأشخاص التى ترغب فى تقديم الدعم لهم، وتنسيق الجهود والمبادرات التي تقوم بها المنظمات والمؤسسات المالية والمصرفية بهدف أن يكون لدينا قاعدة بيانات تضم العمالة المنتظمة وغير المنتظمة وإطار واحد لتجميع كل تلك الجهود مما يساهم فى وصول هذا الدعم إلى مستحقيه.
اتخاذ التدابير
هذا وتعد خدمات التوصيل المنزلي (الطعام والسلع الغذائية والأدوية)، التابعة للمطاعم من الخدمات التي يستعين بها الأفراد لتوفير احتياجاتهم من الوجبات الجاهزة، فأصحاب مهنة التوصيل “الدليفري” معرضة للإصابة بفيروس كورونا، فيجب اتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة للوقاية من الفيروس ويوصي “عمال الدليفري” و”العملاء” الحرص على التعقيم المستمر وتجنب الملامسة قدرالإمكان عند استلام وتسلم الطلبات للوقاية من الاصابة بفيروس كورونا ولأجل مراعاة هذه الإرشادات، ينصح بالدفع الإلكتروني، ويجب التخلص من الأكياس التي جاء فيها الطعام.