عاشت الكنيسة المقدسة خبرة هذه الحقيقة وعبرت عنها في كل ممارستها وليتور جياتها, وترك لنا آباؤها المعلمون القديسون نصوصا وكتابات كثيرة يشرحون فيها أبعاد هذا الواقع الجديد للقيامة المجيدة ومن بين هؤلاء القديسين البابا أثناسيوس الرسولي في القرن الرابع الميلادي وإن كان الموت مرعبا وقويا فيما سبق والآن بعد مجئ المخلص وموت جسده وقيامته فإن الموت يحتقر من المسيحين فلابد أن يكون واضحا أن المسيح نفسه الذي صعد علي عود الصليب هو الذي أباد الموت وغلبه, نعم كان لابد أن يقوم هذا الجسد المتحد باللاهوت.. وما كان ممكنا أن يستمر في الموت, وما كان ممكنا أن ينتصر الموت عليه.. بل إنه بموته داس الموت, وهكذا قضي علي سلطان الموت.. ويقول القديس بولس الرسول الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين.. لأنه كما أن في آدم يموت الجميع هكذا أيضا سيحيا الجميع كل واحد في رتبته… المسيح باكورة ثم الذين في المسيح في مجيئه 1 كو 15:20:23.
ويتكلم عن أهمية قيامة المسيح فيقول: إن لم يكن المسيح قد قام تكون كرازتنا باطلة وباطل أيضا إيمانكم ونوجد نحن أيضا شهود زور لله لأننا شهدنا من جهة الله أنه أقام المسيح وهو لم يقمه فإذا لم تكن قيامة يكون كل هذا الأيمان باطل وهذه الثقة باطلة ـ فالإيمان هو الثقة بما يرجي والإيقان بأمور لا تري..
* كان لابد أن يقوم المسيح لكي يؤسس المسيحية ولكي يمكث مع التلاميذ أربعين يوما يحدثهم عن الأمور المختصة بمكوت الله ويضع لهم قواعد الإيمان.. ويسلمهم الأسرار والطقوس وينفخ في وجوههم قائلا: اقبلوا الروح القدس.. من غفرتم لهم خطاياهم غفرت لهم ومن أمسكتموها عليهم أمسكت.. ثم يعدهم بحلول الروح القدس عليهم لكي ينالوا قوة ويكونوا له شهودا في أورشليم وكل اليهودية وإلي أقصي الأرض ثم بعد ذلك يعهد إليهم بالكرازة أذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس وعلموهم أن يحفظوا جميع أما أوصيتكم به.. وها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر (متي 28)
وأخيرا فإن القديس أثناسيوس الرسولي الذي عاش واختبر معني قيامة مسيحة وعلم بها يضع أمنا ما يعمله الرب القائم من الأموات في نفوس كل من يؤمن به فيقول إن المخلص كان يتمم كل يوم أعمالا متعددة جاذبا البشر إلي التقوي ومقنعا إياهم عوالخلود وباعثا فيهم حب السماويات كاشفا لهم الآب ومانحا لهم القوي لمواجهة الموت وهم يرنمون ويسبحون في غير خوف بالموت داس الموت ويعترفون بنصرة القيامة وتسبحتها قائلين افتحوا أيها الملوك أبوابكم وارتفعي أيتها الأبواب الدهرية ليدخل ملك المجد
إخرستوس أنستي.. آليثوس أنستي
الأرشيدياكون الإكليريكي
يونان مرقص القمص تاوضروس