ولأنه لم يكن محتاجا أن يشهد أحد عن الإنسان لأنه علم ما كان في الإنسان
(يو2:25)
لم تمض بضعة أيام علي دخول السيد المسيح إلي أورشليم منتصرا وسط هتاف الجموع أوصنا في الأعالي, حتي ظهرت خيانة اليهود صارخين اصلبه اصلبه (مر15:13).
هؤلاء المعاندون تجسموا في شخص يهوذا الخائن, وهنا -إن جاز لي التعبير- أدخل في حوار مع هذا التلميذ الخائن: لقد أكرمك سيدك باختيارك ضمن تلاميذه الاثني عشر, أكلت وشربت معه, رأيت معجزاته, قدسك بغسل أقدامك, كنت واحدا ممن قال عنهم: شهوة اشتهيت أن آكل الفصح معكم (لو22:15).
سفأين وفاؤك لسيدك؟.. تجردت من هذه القيمة العظمي الوفاء, هذا كله نظير الثلاثين من الفضة؟.. ألم يلتهب قلبك أمام نظرات المسيح له كل المجد وهي تنبع من عيون كلها عتاب في رفق وحنو حين ناداك باسمك يا يهوذا أبقبلة تسلم ابن الإنسان (لو22:48), ثم مرة أخري يا صاحب لماذا جئت (مت26:50), لعله كان يقصد أن يوقظ ضميرك الذي تجرد من كل القيم.
أخيرا, جاءت النتيجة المأساوية طرح الفضة.. ثم مضي وخنق نفسه (مت27:5), سوف يذكر لك التاريخ هذه السقطة حتي أن كنيستنا اليقظة تهتف كل يوم في القداس الإلهي أنعم لنا يا سيدنا بغير رياء وبقلب محب لكي نهرب من شبه يهوذا الخائن.
هذه التصويرة عن أيقونة أثرية تؤرخ بالقرن الثامن عشر.
آمال جورجي
e.mail: [email protected]