الناقدة خيرية البشلاوي: أحد أبناء المؤسسة العسكرية المخلصين
لم يعرفه الكثير في الوسط الفني سوى أكبر و أشهر فنانين وفنانات الزمن الجميل، حيث ألف 700 أغنية أشهرها لمحمد فوزي، ومحمد قنديل،وسعاد محمد، وفايزة أحمد، و من جيل الشباب الحالي هاني شاكر،أنغام، فيما كتب أبيات شعر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعن فيروس كورونا الحالي قبل وفاتة بأيام قليلة.
ولد الكاتب صلاح فايز يوم 13 نوفمبر 1934 بالقاهرة، متزوج وله ابنان وبنت، حصل على بكالوريوس علوم عسكرية 1953، ليسانس آداب جامعة القاهرة 1960، دبلوم معهد السيناريو، عمل بالقوات المسلحة ملازمًا ثانيًا بسلاح الفرسان 1953، وتدرج في الرتب العسكرية حتى رتبة لواء 1983، كاتب أغاني وأزجال .
من مؤلفاته: الليلة العظيمة، وثلاثة دواوين زجلية في أدب المعارك، بالإضافة إلى العديد من الأغنيات لكبار المطربين.
حصل على وسام القدوة الحسنة والخدمة الطويلة، نيشان التدريب، وسام الجمهورية من الطبقة الثانية وله عديد من مؤلفات الغنائية: أغنية تسمحلي أنغام وببساطة كده أنغام وقالوا احلويتي وفي الركن البعيد الهادي، وأنا وأنت، و واحشني يا والدي وبكره بعيد وبارسم لك صور وانتهينا من العتاب أصالة نصري والحب الحقيقي شادية وأنا مالي لسميرة سعيد يا ليالي ويامالكي.
قالت خيرية البشلاوي الناقدة الفنية لـ”وطني”، عن المؤلف والكاتب الراحل صلاح فايز إنه من أجمل كتاب الأغاني على مستوى الشخصي ونستطيع أن نضمه إلى كتيبة الفنانين المبدعين، تخرج من المؤسسة العسكرية واستمر في ممارسة كتاباتة وتأليفه للأغاني حتى وصل لسن كبير.
ولفتت الناقدة خيرية البشلاوي، إلى أن الشاعر الراحل صلاح فوزي كان متفردا يجمع بين العلوم الفكرية والآداب، وموهبة كتابة الشعر والزجل، فكان شديد الانتماء للشعب المصري والذوق المصري من خلال مجموعة من الفنانين الشعبيين، (كمحمد قنديل) وغيره من الفنانين ودورة المؤثر في حياة الفنانة أنغام.
وأضافت “البشلاوي”، أن شخصية صلاح فايز كان ولا بد من تسليط الضوء عليها كأهم الكتاب والمؤلفين ليس فقط كشاعر غنائي وكان له الكثير من الأغاني الشهيرة التي ألفها لمحمد فوزي وغيره بما يحملة من حثة الفني وتذوقة الشعري الجيد وقبول الجماهيري الشعبي والإحساس بحساسية وخصوصية ثقافة الشعر في اختيار الكلمات.
وأكدت “البشلاوي”، أن الشاعر الراحل صلاح فايز كان يتميز بعلاقاته الكثيرة مع الفنانين، ونجاحه في التواصل معهم، بالإضافة إلى الوجدان الجمعي للشخصية المصرية وللثقافة الخاصة معها في ترابطها الأسري واحتفالاتها الخاصة والقومية، وإحساسها بالمناخ العام الثقافي والفني وبنوع الترفيه، والكلمات التي يمكن وصولها مباشرة إلى المتلقي، ويتفاعل معها ويتفعل بها.
وواصلت الناقدة حديثها عن الشاعر الراحل صلاح فايز، بأنه أحد رجال مصر الوطنيين وكتابته للدواوين الشعر والزجل، وارتباطها الوثيق بحثه الوطني والإيجابي في اختيار أبسط الكلمات القريبة من الإنسان المصري وتذوقه.
ومن ذائقته الفنية وأخلاقياته وقيمة وتأليفه لأشهر الأغاني الذي وجد فيها الترابط والإحساس بالجو الأسري الدافئ اسمها (أنا وأمي وبنتي)، نظرًا لارتباطة بالأسرة وتصميمة على الاستمرار بالخدمة في المؤسسة العسكرية، ليس فقط في الحروب ولكن في الدواوين والكتابة والشعر والتأليف والغناء والزحل، ومن الصعب أن نرى كثير مثله من الشعراء يجمعوا كل هذه المقومات والمواهب بهذه السهولة، نظرًا لأن معظم كلمات أغاني الراحل صلاح فايز كانت تحتوي على الكلمات السهلة الممتنعة والفنانين الذين قاموا بغنائها لديهم إحساس بهذه الكلمات.
واختتمت الناقدة الفنية حديثها، بأن صلاح فايز كان ملقب (بالقدوة الحسنة)، وحصولة على وسام الجمهورية من الطبقة الثانية وأن كل ما حققه من ألقاب وأوسمة ليس مجرد شهادات.
وأضافت الناقدة الفنية ماجدة موريس لـ”وطني”، أن صلاح فايز نموذج نادر بين مؤلفي الأغاني الكبار، بدأ حياته بعد دخوله إلى الكلية الحربية ليُصبح بعدها ظابط، ثم تخرج منها ودخل كلية الألسن وإحساسه المفاجئ بالحس الأدبي، وكتاباته الجيدة للشعر والزجل ودخوله إلى كلية الآداب وحبه لدراسة الشعر والزجل، فكان إنسان طموح بدرجة رفيعة جدًا، ولديه أفكار جيدة بأنه لا بد من أن يكون الأديب متمكن، ثم يدخل إلى معهد السيناريو.
ويبدأ مباشرة في كتابة القصص والزجل والشعر فوقتها كان صلاح ملازم مقاتل ويصبح من كبار الظباط المبدعين كـ:(يوسف السباعي- أحمد مظهر)، ولكن أخذ صلاح فايز هذا الاتجاه وبدأ في الكتابة لكن بدون أن يتحول ما كتبه إلى الإذاعة.
وبدأت كتاباته تجد طريقًا لها للمسار السليم في الاحتفالات بثورة يوليو 1953 وفي عام 1960 أثناء التحضيرات لاحتفال الثورة وقتها تعرف على الفنان محمد فوزي وعرض عليه مجموعة من كتاباته ومدى سعادة وإعجاب الفنان محمد فوزي بأغانيه (ياولاد بلدنا يوم الخميس، بعد بيتنا ببيت كمان) وغيرها واستمر يعملا معا لفترات طويلة، ثم تعرف بعدها على محمد علي سليمان والد الفنانة أنغام قبل اتجاهها إلى عالم الفن وكتابته لأكبر مجموعة من أغاني أنغام ومعاصرته لجيلين الوسط في الأغاني من نجوم الفن كسعاد محمد وكارم محمود وشادية، ثم ينتقل بعدها إلى جيل الجديد كأنغام وسميرة سعيد وهاني شاكر وتقديمه لأغنية كدا بردو ياقمر لهاني شاكر، ولأنها كانت أكثر الأغاني جذبًا لأُذان الجمهور وأصالة.
وكتب عن صلاح فايز بانه كان ممارسا لكتاباتة لكن بالقدر الواعي من الكياسة والرزانة والتى جعلتة لا يسعى إليها.
وأكدت الناقدة ماجدة موريس، أن صلاح فايز ظل حتى آخر لحظات حياته متمتع بكامل لياقته، إلى أن توفاه الله يوم السبت 4 أبريل 2020 عن عمر يناهز 86 عامًا، فهو لم ينل حقه إعلاميًا ولا دعائيًا، ولكن سيبقى اسم صلاح فايز كبير في عالم الفن، فاتذكر كتابته أيضا عن عدد من الأوبريتات في أعياد القوات المسلحة، وكتب أيضا عن أوبريت عن مسار رحلة العائلة المقدسة عام 2000.