أكد خبير الآثار، الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، أن طور سيناء عرفت الحجر الصحى وقد شاهده بنفسه والتقط له صورة قبل اندثاره وكان يقع على شاطئ خليج السويس 640م جنوب مدينة الطور ومساحته 4كم2،ويحده من الغرب خليج السويس
ويوضح الدكتور ريحان أن المحجر تم تأسيسه عام (1275هـ/1858م) فى عهد سعيد باشا وبدأ تجهيزه على الطراز الجديد بأحدث المعدات واللوازم الطبية عام (1311هـ/1893م) ومن ذلك الحين أخذ ينمو ويتحسن بمجهودات الدكتور روفر رئيس مجلس الصحة البحرية والكورنتينات بمصر والدكتور زكاريادس بك ناظر المحجر وقد كان فى عهد سعيد باشا عبارة عن مساحة بها أكشاك بدائية محاطة بسور من الأسلاك مرفوعة على أعمدة خشبية.
ويصف الدكتور ريحان المحجر بأنه كان يشمل ميناء وأرصفة ومباخر للتطهير ومستشفيات وصيدلية ومنازل للأطباء ومولدات إنارة وتخترقه سكة حديد ضيقة تمر بالمنشئات فى أنحاء المحجر، وتخطيطه على شكل طائر له ثلاثة أرجل تمتد للخليج حتى يتسنى للسفن الصغيرة الاقتراب من البر، وفى رأسه يقع معزل الموبوئين وفى عنقه أربع مستشفيات للجراحة والأمراض العادية وصيدلية كبيرة ومنازل للأطباء والممرضات والعساكر وبيت المال ومخزن للكهرباء ينير المحجر كله وجهاز للتليفون يربط مراكز المحجر الرئيسية بعضها ببعض.
ويشير الدكتور ريحان إلى أن محجر الطور كان أكبر محجر صحى فى العالم فى ذلك الوقت وكان يديره مجلس الصحة البحرية الذى تأسس عام (1275هـ/1858م)،وكانت من أهم أغراضه وقاية البلاد من انتشار الكوليرا التى تنشأ من اجتماع الناس فى الحج، وكانت إدارة المحجر عن طريق مأمور معين من نظارة الداخلية،لأنها المسئولة عن سلامة الحجاج ومراقبة الموظفين داخل المحجر وملاحظة أسعار السلع الغذائية والمياه.
وينوه الدكتور ريحان إلى أن الإسكندرية كانت مقرًا لمجلس الصحة البحرية والكورنتينات وكان سكرتيره العام جورج زنانيرى باشا ، وقد أصدر هذا المجلس فى 19 فبراير 1914م إحصاءً عن الحجاج الذين دخلوا محجر الطور من عام 1900إلى عام 1914م وكان عددهم 358341 وأن الذين مرضوا داخل المحجر فى تلك المدة بلغ عددهم 11165 حاجًا منهم 10994 أصيبوا بأمراض عادية 164 بالهواء الأصفر ، 7 بالطاعون ، وشفى منهم 8117 وتوفى 3048