رحب أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بإعلان المملكة العربية السعودية، باسم “تحالف دعم الشرعية في اليمن”، عن وقف إطلاق نار أحادي الجانب- اى من جانب التحالف- في اليمن.وأوضح فيه أن هذا الإعلان “يمكن أن يساعد في تعزيز الجهود نحو السلام، بالإضافة إلى جهود استجابة البلاد لجائحة كوفيد-19.
وفي بيانه دعا جوتيريش الحكومة اليمنية و”أنصار الله” وهم جماعة (الحوثيون) الموالية لإيران وعلي عبد الله صالح المتحالف معهم والقوات الموالية له، إلى مواصلة تنفيذ تعهداتهما بوقف الأعمال العدائية على الفور. وقال “أدعو الحكومة والحوثيين إلى الانخراط، بحسن نية ودون شروط مسبقة، في مفاوضات ييسّرها مبعوثي الخاص مارتن جريفيثس”.
لا سبيل آخر سوى الحوار
وأكد الأمين العام أن الحوار هو السبيل الوحيد الذي سيتمكن من خلاله الطرفان من “الاتفاق على آلية للحفاظ على وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، وتدابير بناء الثقة الإنسانية والاقتصادية لتخفيف معاناة الشعب اليمني، واستئناف العملية السياسية للتوصل إلى تسوية شاملة من أجل إنهاء الصراع”.
ويعود الصراع الي عام2014، عندما استفادت الحركة الحوثية من ضعف الرئيس الجديد، وسيطرت على محافظة صعدة الشمالية والمناطق المجاورة. ثم سيطروا على العاصمة صنعاء، الأمر الذي أجبر الرئيس اليمني هادي عبد ربه منصور على الفرار إلى الخارج.
وتصاعد الصراع بشكل كبير في مارس 2015، عندما بدأت السعودية وثماني دول أخرى، غالبيتها من العرب السنة بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في شن غارات جوية ضد الحوثيين، بهدف معلن هو استعادة حكومة هادي.
وخشي التحالف الذي تقوده السعودية من أن يقود استمرار نجاح الحوثيين إلى تثبيت قدم إيران، ذات الأغلبية الشيعية، في اليمن وهي القوة الإقليمية المنافسة للسعودية. استمر بعدها القتال.
وجاء وقف اطلاق النار احادي الجانب، بناء على دعوة الامين العام للأمم المتحدة، من احل السيطرة على الوباء العالمي كورونا، ففي ظل الحرب لا يمكن وقف انتشار الفيروس، وفى هذا السياق قال المتحدث باسم قوات “تحالف دعم الشرعية في اليمن”، العقيد تركي المالكي، بأن قيادة القوات المشتركة، وبناء على إعلانها السابق في (25 مارس 2020)، أيدت ودعمت قرارات الحكومة اليمنية بقبول دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار لمواجهة عواقب انتشار فيروس كورونا، ودعوة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس لخفض فتيل التوتر واتخاذ إجراءات إنسانية واقتصادية من شأنها أن تؤدي إلى بناء الثقة بين الطرفين في اليمن.
ومن جانبه، نشر محمد الحوثي، رئيس المجلس السياسي الأعلى لجماعة الحوثيين، تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”: تحدث فيها عن “مقترح وثيقة الحل الشامل” وقال “ينبع تقديمنا لرؤية الحل الشامل لإنهاء الحرب على بلدنا ومعالجة آثارها وتبعاتها من حرصنا على نجاح جهود السلام في اليمن والمنطقة..”
وفي وقت سابق اليوم، أكد محمد عبدالسلام، الناطق الرسمي باسم جماعة الحوثيين في بيان، تقديم رؤية “وطنية” شاملة للأمم المتحدة تنص على “وقف شامل للحرب وإنهاء الحصار.. وتؤسس لحوار سياسي وفقاً لمرحلة انتقالية جديدة”
جهود المبعوث الخاص تؤتي ثمارها
وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيثس، يجري مناقشات ثنائية يومية مع الأطراف لبحث الاستئناف “العاجل” للعملية السلمية لإنهاء الحرب بشكل شامل وتعزيز جهود مشتركة بين الأطراف لمواجهة فيروس كـوفيد-19، وقد أعرب عن أمله، في بيان أصدره مؤخرا، في أن تسفر مشاوراته الحثيثة واليومية مع الأطراف اليمنية عن تحقيق نتائج مرجوّة ترضي اليمنيين وتلبي تطلعاتهم.
ويبدو أن ذلك اسفر عن إشارات إيجابية بما فيها الإعلان الحالي للتحالف عن وقف إطلاق نار شامل في اليمن لمدة أسبوعين، والذي بدأ يوم الخميس (09 أبريل 2020، الساعة 12.00 بالتوقيت المحلي)
وأشار “تحالف دعم الشرعية في اليمن” إلى أن وقف إطلاق النار هذا قابل للتمديد، بهدف تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ دعوة المبعوث الخاص إلى عقد اجتماع بين الحكومة الشرعية والحوثيين وفريق عسكري من التحالف تحت إشراف المبعوث الخاص لمناقشة اقتراحه بشأن الخطوات والآليات لتطبيق وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، لبناء الثقة البشرية والاقتصادية، واستئناف العملية السياسية بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن.
عاصفة الحزم
وتعود الاحداث الي عام 2015 حينما قررت الدول المشاركة فى تحالف دعم الشرعية على رأسها السعودية، التدخل العسكري في اليمنـ لاستعادة الرئيس هادى منصور،وذلك تحت اسم “عاصفة الحزم” هو الاسم الذي استخدمته السعودية في الفترة الأولى (بين 25 مارس و21 أبريل عام 2015) من التدخل العسكري الذي قادته السعودية لدعم شرعية نظام الرئيس اليمني السايق هادي، وتمثل النشاط العسكري أساسا بغارات جوية ضد جماعة “أنصار الله” الذي شنه تحالف عربي يتكون رسميا من عشر دول وبقيادة القوات المسلحة السعودية، ضم التحالف العربي لدعم الشرعية اليمنية رسميا إلى جانب السعودية مشاركات رئيسية من كل الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر والبحرين والسودان و مشاركات رمزية محدودة من كل من الأردن والمغرب ومصر .
حينها أطلقت السعودية على العمليات اللاحقة ل21 أبريل 2015 اسم “عملية إعادة الأمل”. عندما قامت القوات الجوية الملكية السعودية بقصف جوي كثيف على المواقع التابعة لمسلحي جماعة أنصار الله الموالية لإيران والقوات التابعة لصالح في اليمن.
عملية عاصفة الحزم تم فيها سيطرة سلاح الجو السعودي على أجواء اليمن وتدمير الدفاعات الجوية ونظم الاتصالات العسكرية خلال الساعة الأولى من العملية. وأعلنت وزارة الدفاع السعودية بأن الأجواء اليمنية منطقة محظورة. وحذرت السعودية إيران من الاقتراب من الموانئ اليمنية. وكانت السعودية وعلى لسان وزير دفاعها قد حذرت جماعة الحوثي الموالية لإيران قبل شن عمليات عاصفة الحزم من عواقب التحرك نحو عدن، وجاءت عمليتا عاصفة الحزم وإعادة الأمل بعد طلب تقدم به الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لخادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لإيقاف النفوذ الإيراني المتزايد في اليمن و المتمثل في جماعة الحوثيين الذين بدأوا هجوماً واسعاً على المحافظات الجنوبية، وأصبحوا على وشك الاستيلاء على مدينة عدن، التي انتقل إليها الرئيس هادي بعد انقلاب 2014 في اليمن.
ورغم توقف عملية عاصفة الحزم وبدء عملية إعادة الأمل؛ بعد أن أعلنت وزارة الدفاع السعودية إزالة جميع التهديدات التي تشكل تهديدًا لأمن السعودية والدول المجاورة، في ابريل 2015، الا ان التدخل العسكري السعودي فى اليمن. لم يتوقف حتى اعلان وقف اطلاق النار بناء على دعوة الأمم المتحدة مؤخراً بسبب كورونا.