سبق وأن كتبت في موضوع العنصرية في الكرة المصرية مرارا وتكرارا ولكن لا حياة لمن تنادي، ما كتبه لاعب الكرة أحمد حسن مؤخرا اضطرني للعودة للكتابة مرة أخرى، هاجم اللاعب وزير الأوقاف المصري بعدما أكد فضيلته علي غلق المساجد في رمضان ،وهو ما رآه اللاعب حرمان له وللناس من أبسط الأمور وهو صوت الابتهالات والأدعية مطالبا الوزير بأن يكون علي هذا الحماس فيما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل ذلك شأن شخصي يخص اللاعب مع السيد الوزير ولكن أن يختم اللاعب كلامه بقوله Happy Easter فهذا ما لانقبله خاصة وأن المسيحيين ليسوا طرفا في هذا الحوار إلا إذا كان يقصد أنه تم السماح لهم بالصلاة في عيدهم، رغم أن هذا لم يحدث علي الإطلاق سوي احتفال رمزي لقداسة البابا بصلاة قداس عيد القيامة مع عدد محدود جدا من الرهبان داخل الدير دون حضور أي مواطن.
تصرف هذا اللاعب المعروف بكابتن منتخب الساجدين له عدة أبعاد، الأول هو أنه إمتداد للعنصرية المقيتة التي تشهدها منظومة كرة القدم في مصر وحالة الفرز والاستبعاد المستمر لأي ناشيء مهما بلغ مستواه الفني والبدني – إلا ما يندر – من ممارسة اللعبة والانضمام للأندية المصرية سواء علي سبيل الهواية أو الإحتراف، البعد الثاني هو المزايدة علي قرارات الدولة ملتحفا بالتدين الشكلي ودغدغة مشاعر البسطاء وإثارة حمية المتعصبين والمتربصين، رغم أن تضخم ثروة اللاعب جانب منها كان من خزينة الدولة التي يعارض سياستها التي تهدف في الأساس إلي الحفاظ عليه وعلي أهله وعلي كل المصريين كإجراء احترازي منعا لانتشار فيروس كورونا المستجد، البعد الثالث انه حينما تنحسر الأضواء عن معتادي الشهرة يبحثون عن العودة إليها من أسهل الأبواب وصولا لقطاعات كبيرة من الناس وحتي وإن كانت بعيدة عن مجالهم وهي كرة القدم والتي وصفها اللاعب العالمي أحمد حسام ميدو قائلا “أن الملاعب المصرية تحتضن بعض الناس الذين لديهم عنصرية دينية كبيرة، لا يخفونها بل يفتخرون بها، هل يعقل أن تاريخ كرة القدم في مصر شهد تواجد خمس لاعبين فقط في المستوي الأول، وأن هناك لاعبين مسيحيين يتوقفون عن اللعب في سن مبكرة بسبب عنصرية بعض مدربين الناشئين والشباب” انتهي كلام “ميدو” ومنه نري الفرق بين فكر ونقاء ووطنية ومنطقية لاعب مصري إحترف وصار عالميا، وفكر داعشي للاعب إحترف وصار عميدا للاعبي العالم لكنه يزايد علي إخوته في الوطن.
رغم قتامة الصورة فيما يخص العنصرية في الكرة المصرية إلا أن هناك نماذج وطنية علي أعلي مستوي وأبرزهم كل من الراحل العظيم الجنرال محمود الجوهري والكابتن الكبير أنور سلامة ،ويكفي أنه لولاهما ما كان هناك لاعبا مسيحيا اسمه هاني رمزي الذي طالما يزايدون به علينا وكأنه هذا وكفي!! كنا ومازلنا نأمل ونطالب الصديق العزيز الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة بالتدخل بأي صورة أن كانت بوضع ضوابط ولوائح تسمح لشركاء الوطن من الموهوبين في اللعبة بالتواجد، والانضمام إلي الأندية وبالتالي المنتخبات الوطنية طالما يسيطر علي المنظومة من لا يتعاملون مع هذه القضية، بروح رياضية.