في الوقت التى تعطلت فيه أنشطة العديد من القطاعات حول العالم جراء تداعيات جائحة كوفيد-19، يواصل القطاع البحري آداء دوره الحيوي في استمرارية وصول كافة المستلزمات الأساسية للمجتمعات حول العالم دون تأخيرأو انقطاع , وستستمرالموانئ المشاركة في مبادرة “أصداء الأمل” في إطلاق أبواق السفن يومياً في تمام الساعة 6:30 مساءً لحين انتهاء جائحة كوفيد-19…حيث استقطبت مبادرة “أصداء الأمل” التي أطلقتها موانئ أبوظبي بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية، مشاركة العديد من الموانئ الإقليمية والعالمية، في إطار حرصها على تقديم رسائل الدعم والتقدير لجهود العاملين في الخطوط الأمامية في مواجهة انتشار وباء كوفيد-19 في معظم دول العالم.
استمرارية الحركة والتداول
فى البداية قال المهندس يحيى زكي ، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس: ” الحفاظ على استمرارية الحركة والتداول داخل الموانئ أمر بالغ الأهمية نظراً لدورها الحيوي في حركة التجارة العالمية.
وأكد أن”موانئ المنطقة الاقتصادية في شرق وغرب بورسعيد والعين السخنة والأدبية تدعم هذه المبادرة الطيبة “أصداء الأمل” والتي انطلقت من دولة الإمارات، لنعبر من خلالها عن خالص الشكر والتقدير للعاملين، رجالاً ونساء، في مختلف المواقع لضمان استمرار عمل الموانئ والمرافئ البحرية في يسر وأمان رغم كل التحديات التي يسببها كوفيد-19، وتضامناً مع العاملين في هذا القطاع الحيوي.”
المشروعات تسير وفقاً للمخطط الزمني
وفى سياق ذات صلة أكد , رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس, أن العمل في المنطقة الاقتصادية يسير وفقاً للمخطط الزمني في ظل تداعيات فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتأثيراته على الاقتصاد العالمي، حيث تقوم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بأعمال التنمية والتطوير كما هو مخطط لها مع اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية لضمان سلامة العاملين في الموانئ والمناطق الصناعية.
وأضاف: نعمل بالهيئة على استكمال التزاماتنا في تنفيذ المشروعات والانتهاء من العقود التي تمت قبل الأزمة، حيث تم مؤخراً توقيع اتفاقية مع شركة قناة السويس للحاويات بضخ استثمارات تفوق الــ50 مليون دولار لتعزيز تنافسية محطة الحاويات بميناء شرق بورسعيد وتجديد أسطولها من أوناش الرصيف الحالية لاستيعاب الأحدث من أجيال السفن العملاقة، وذلك بعد تحقيق الميناء لمعدلات أداء تفوق العام السابق 2019 رغم تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي.
وأشار رئيس الهيئة إلى أن افتتاح أنفاق 3يوليو كان لها جانب كبير في زيادة معدلات التداول في شرق بورسعيد لاختصار زمن العبور وانتقال الأفراد والبضائع من شرق التفريعة لمدن القناة والقاهرة، حيث نلمس الإنطلاقة الكبرى للميناء في عام 2021 بعد اكتمال جوانب التنافسية ليحقق الريادة ضمن الموانئ العالمية .
كما أضاف: أن هناك تحرك مستمر من جانب المنطقة الاقتصادية في أكثر من محور في هذه الأونة لزيادة الحوافز المقدمة للمستثمرين وتحسين مناخ الأعمال , حيث تم تقديم مشروع قرار لمجلس الوزراء في هذا الشأن ومؤخراً تم إصدار قانون لتيسير إجراءات التعامل مع السوق المحلي وجار إعداد اللائحة الاستيرادية المنظمة لهذه العمليات .
تدشين مصنع في شرق بورسعيد لتجميع السكك الحديدية
وأكد على أن هناك محور أخر يتضمن مبادرة خلق الفرصة وتأسيس ذراع استثماري لتسويق المناطق والقطاعات الاستثمارية بشكل أفضل وهو ما تقوم به وزارة النقل مع المنطقة الاقتصادية بدراسة تدشين مصنعاً ضخماً في شرق بورسعيد لتجميع وتصنيع السكك الحديدية وصناعاتها التكميلية بأنواعها المختلفة بشراكة بين القطاع الخاص والمنطقة وشريك أجنبي يملك الخبرة التكنولوجية لتلبية الاحتياج المحلي في ظل التوجه الحكومي خلال الــ10 سنوات المقبلة لإنشاء مشروعات خدمية في هذا المجال لتوطين هذه الصناعة في مصر لتكون مركزاً تصديرياً لهذه الصناعات إلى إفريقيا.
وأكد على استمراية العمل في مشروعات المنطقة الاقتصادية مع أخذ الاحتياطات اللازمة وأن هناك تفعيل لبعض الاتفاقيات من ضمنها المباحثات مع لجانب الروسي للبدء في تنفيذ المشروعات الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية .
ومن جانب أخر كما شارك هيئة ميناء دمياط ، في ،”مبادرة أصداء الأمل” لدعم و تعزيز والوقوف مع جميع العاملين بالصفوف الأولى في مجال النقل البحري باطلاق مواني العالم لصفارات السفن و الوحدات البحرية المتواجدة بأرصفة الميناء لمدة 15 ثانية تبدأ في تمام السادسة و النصف من مساء كل يوم و حتى انتهاء ازمة كورونا, تواصلاً معهم واعترافاً بجهدهم المبذول وعملهم المستمر في اصعب الظروف .
أصداء الأمل.. تتغلب على تحديات كوفيد-19
وأكد الدكتور عبد الله بن محمد بلحيف النعيمي ، وزير تطوير البنية التحتية، رئيس مجلس إدارة الهيئة الاتحادية للمواصلات البرية والبحرية قائلاً: حظيت مبادرة “أصداء الأمل” باستجابة قوية حيث قامت موانئ الدولة في أبوظبي، ودبي، وعجمان والشارقة والفجيرة بالمشاركة في المبادرة، وانضم إليها ميناء جيزان في المملكة العربية السعودية، وميناء الشعيبة في الكويت، بالإضافة إلى ميناء خليفة بن سلمان في البحرين، وميناء خور الزبير في العراق , وامتدت المشاركات في منطقة الشرق الأوسط وصولاً إلى ميناء طرابلس في لبنان , كما انضمت للمبادرة مجموعة من الموانئ المصرية شملت ميناء الإسكندرية وعدد من الموانئ التابعة للهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس.
ودعت المبادرة جميع الموانئ حول العالم لإطلاق أبواق السفن لمدة 15 ثانية كل مساء تقديراً لجهود العاملين في القطاعات البحرية والرعاية الصحية وكافة المجالات الحيوية الأخرى، الذين يواصلون تأمين احتياجات مجتمعاتهم , وعبّرت العديد من الموانئ الأوروبية عن تضامنها بلفتة مماثلة مثل ميناء أنتورب، وروتردام، وفوبانن، وموناكو، وبرشلونة إضافة إلى موانئ في ألمانيا
وأضاف:”لقدمنحت مبادرة أصداء الأمل المجتمعات في المنطقة وحول العالم باعث يومي يؤكد وقوفنا معاً متكاتفين لنتغلب على التحديات لمواجهة الوضع الراهن لجائحة كوفيد-19.
وقال: نستلهم الإصرار والتفاني من العاملين بالصفوف الأمامية لنواجه بقوة كلاً على جبهته. وأشار الى أنه في الوقت الذي تتعطل فيه أغلب جوانب الحياة ضمن تداعيات الوباء، يستمر وصول الأغذية والمواد الطبية والرعاية الصحية وكافة مستلزمات الحياة الأساسية إلينا بفضل شجاعة والتزام فرق الرعاية الطبية، وقوى الأمن الداخلي والعاملين في الموانئ وجميع العاملين في كافة القطاعات الحيوية الأخرى , لذا سنستمر في إطلاق أصداء الأمل كل مساء تكريماً لتضحياتهم. ونتقدم بالشكر لمن انضموا إلينا ونرحب بانضمام موانئ أخرى في نشر أصداء الأمل حول العالم.”
مشاركة مبادرة أصداء الأمل
وبدوره أشاد كيتاك ليم، الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، بالمبادرة وقال :إنه أمر مشجع لنا كمنظمة دولية مسؤولة عن وضع معايير قطاع الشحن البحري أن نرى حماس الموانئ حول العالم ومشاركتها في مبادرة “أصداء الأمل” التي انطلقت من دولة الإمارات , وتوجه بالشكر لجميع العاملين في قطاع الشحن البحري نظيرالإخلاص والتفاني في العمل الذي يقدمونه يومياً بكل شجاعة لمساعدة دول العالم في جهودها لمواجهة تداعيات هذه الجائحة , كما توجه بالشكر إلى أعضاء المنظمة لتبنيهم مبادرة “أصداء الأمل” ودعمها لنتمكن من نشررسالتها السامية إلى الجميع.”
سنواصل العمل
وأوضح الكابتن محمد جمعة الشامسي، الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي: “حين أطلقنا مبادرة “أصداء الأمل” كان هدفنا هو التعبيرعن شكرنا وتقديرنا لجهود العاملين في قطاع الرعاية الصحية والقطاعات الحيوية الأخرى وتضحياتهم من أجل سلامتنا وصحتنا، في ظل تداعيات الوباء العالمي , وانه من دواعي فخرنا أن نرى شركائنا في القطاع البحري حول العالم يتبنون المبادرة ويقفون معنا تحت راية التضامن والتآزر .
وأضاف: “مع استمرار تأثر العالم بتداعيات جائحة كوفيد-19، سنواصل العمل مع مؤسسات القطاع البحري والهيئات الحكومية المعنية لتعزيز استمرارية الأعمال وضمان توافر كافة الاحتياجات الأساسية.”
يذكر أن أعلن اتحاد الموانئ البحرية العربية عن دعمه لمبادرة “أصداء الأمل”، كما دعت المنظمة البحرية الدولية بأعضائها من ممثلي 174 دولة عضو بالأمم المتحدة لتبني المبادرة، ما أعطاها دفعة قوية وساهم في نشرها عالمياً.