قدم قداسة البابا تواضروس الثاني، بطريرك الكرازة الرقسية، صباح اليوم السبت، رسالة جديدة لشعب الكنيسة عبر الصفحة الرسمية للكنيسة الأرثوذكسية، تأمل خلالها في جملة “سهل حياتنا” الموجودة في صلاة “أرحمنا يا الله ثم أرحمنا” في ختام صلوات الأجبية .
قال قداسة البابا: إن جملة سهل حياتنا تعتبر في غاية الجمال، وهي دعوة متكررة يقولها الكبار بتعبيرات مختلفة مثل ربنا يسهل طريقك، ربنا يسهل مشوارك ، أو ربنا يسهل خدمتك، ونحن عندما نصلي نقول سهل لنا طريق التقوى لأن هناك بعض الأشخاص يكونوا حرفين مثل الفريسين، يستخدمون الطقوس بصورة حرفية بالرغم من أن الطقوس الكنسية هي وسائل مساعدة تسهل على الإنسان العبادة، ولكن أحيانا بعض الأشخاص يستخدمونها بفكر ناموسي، وتكون النتيجة أن الحياة تصبح صعبة على الآخرين.
وأضاف: لقد أصبحت حياة الإنسان مليئة بالأشياء الصعبة والصراعات، وذلك منذ أن أخطأ الإنسان الأول “أدم” وأصار بالتعب والعرق يأكل خبزه، لكن من الطلبات الجميلة أن نقول لله سهل حياتنا، ومن الجمل الجميلة الموجودة في المزمور ٣٧ ” سلم للرب طريقك واتكل عليه وهو يجري، وهذه الآية تذكرني بعبارة جميلة لمثلث الرحمات قداسة البابا كيرلس السادس حيث قال: “لا تفكر كثيرا ولا تقلق بل أترك الآمر لمن بيده الأمر”، كذلك من العبارات المطمئنة التي كان يقولها مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث “ربنا موجود”.
وتابع: نحن نطلب من الرب أن يسهل حياتنا في أعمالنا، في أسرنا، في كنيستنا، في خدمتنا، وفي كل ما تمتد له يدينا، فالحياه كلها متاعب منذ أن قال الله في يوم من الأيام لآدم “ملعونة الأرض بسببك، بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك ..بعرق جبينك تأكل خبزا حتى تعود من الأرض التي أخذت منها، مضيفا: أن كثيرين يسلكون في الحياه في طريق الرذيلة والشر لأنهم يجدون هذا الطريق سهل ومتسع وملئ بالمتع الأرضية والحسية، وكذلك من يعيشون في طريق الألحاد أو خطايا النجاسة والشذوذ، ولكن في الحقيقة هم يسلكون في طريق صعب وليس سهل لأنهم يعاندون الله.
وأستطرد: الله يقول في “العالم سيكون لكم ضيق لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم”، و”لكن لا يستطيع أحد أن ينزع فرحك طالما كنت أمين أمام الله، والفرح يعني الفرح بالمسيح وبخلاص الصليب الذي قدمه السيد المسيح لك، والسيد المسيح يقول “أدخلوا من الباب الضيق.. ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة “، مؤكداً على أن هناك ضيقات على الأرض، ويذكر في تاريخ الكنيسة أن من أحد أسباب نشأت الرهبنة أن بعد إقرار الملك قسطنطين المسيحية كديانة معترف بها في الامبراطورية الرومانية، بدأ المسيحين يرتاحون من نيران الاضطهاد والاستشاد مما جعلهم يتراخوا في حياتهم الروحية، حيث يقول بعض المؤرخين، أن بعض الآباء أتجهوا نحو البرية لكي يعيشوا الحياة الضيقة في نسك وزهد وفقر اختياري وطاعة كاملة وبتولية وذلك من محبتهم في الملك المسيح، وتابع: نحن نسمع عن قديسين عاشوا حياة بسيطة جدا ولكن كانوا سعداء للغاية، فيذكر أن القديس الانبا أبولو عندما وصل إلى سن الثمانين عام شاهد تلاميذه أثناء جهادهم عابسين الوجه، فأراد أن يعطيهم درس فقال لهم “لماذا تجاهدون وأنتم عابسي الوجه ألسنا نحن جميعاً ورثة الحياة الأبدية”، فالذي ينتظر الحياة الأبدية يجب أن يكون فرح .
وأكمل: إذا كانت حياتنا فيها تجارب ومتاعب الله قادر أن يسهل هذه الأمور، حيث يقول الكتاب المقدس في المزور 91 : “لأنه تعلق بي فأنجيه. أرفعه لأنه عرف أسمي يدعوني فأستجيب له. معه انا في الضيق أنقذه وأمجده”، وأعطى مثالا من قصة الفتية الثلاثة انهم تعرضوا لمتاعب شديد وقبيل أن يلقون في أتون النار المحمى سبعة أضاعف، كان عندهم أيمان قوي أن الله سيسهل حياتهم حتى في أتون النار، وكانوا يتكلمون بطريقة كلها راحة لأنهم واثقين أن الله سيتصرف، فعندما قال لهم نبوخذ نصر من هو الإله الذي ينقذكم من يدي، قالوا له يوجد ألهنا وسوف ينقذنا ولا نعلم الطريقة، فهو الذي يجيب عليك، وبالفعل عندما ألقوا بهم في أتون النار ظهر معهم شخص رابع شبيه ابن الألهه، وكانوا يسيرون في سعادة وكان الاتون كندى بارد، فالإنسان عندما يسير مع الله يسهل حياته ويجعل أموره تسير في سلام ويستطيع، أن يتحمل أي ضعفات تواجه حياته.
السبت ٤ أبريل ٢٠٢٠ م.. ٢٦ برمهات ١٧٣٦ ش.سهل حياتنا (١٦)"كيريي إليسون"…. انتظرونا كل يوم الساعة العاشرة صباحا ورسالة يومية جديدة من قداسة الباباوجودك في بيتك حماية ليك ولغيرك (٢٠٠)#احمي_نفسك_احمي_بلدك#مسئولين_عن_بعضنا#سلامتك_في_بيتك#خليك_في_البيت#لا_تكن_إلا_فرحًا#البابا_تواضروس#رسالة_من_البابا#البابا_الراعي#البابا_يفتقد_أولاده#زمن_الرحمة#زمن_المعونة#كيرياليسون
Gepostet von المتحدث الرسمي بإسم الكنيسة القبطية الارثوذكسية am Samstag, 4. April 2020