وعاد عيد القيامة المجيد… لم تتبدل ذكري قيامة يسوع الفادي… لم تتغير فرحة انتصاره علي الموت… لم تتوقف الصلوات والتسابيح وانشق حجاب الهيكل… وانبثق النور المقدس من القبر في موعده في كنيسة القيامة في أورشليم.
كل هذا حدث كما كان يحدث دوما وكما سيستمر يحدث إلي أن يأتي المسيح ثانية علي السحاب في نهاية الأيام… إلا أن هذا العام أراد الآب السماوي أن نعيش تجربة مختلفة.. تجربة قد تكون غير مسبوقة في جيلنا ولكنها بالقطع ليست غير مسبوقة في التاريخ الإنساني الحديث.. ونحن نعايش اجتياح وباء يهدد البشرية ويقتضي تدابير احترازية أبعدتنا عن التجمع وأغلقت أبواب كنائسنا أمام شعبها… لكن كان التدبير الإلهي المحب المترفق المعزي أن يفتح كنيسة صغيرة في كل بيت, وأن تدخل الكنيسة الكبيرة بصلواتها وطقوسها وشعائرها إلي كل أسرة وداخل كل قلب, فكانت معايشة حية رائعة وكانت أعظم طمأنة لكل نفس ارتبكت أو حزنت لإغلاق الكنيسة الكبيرة… وكانت خبرة عظيمة سوف ننقلها إلي أحفادنا أن الكنيسة الكبيرة لها فروع في كل بيت وأن بيت الرب مفتوح في كل قلب. هذه هي الإجابة المفرحة للسؤال الذي أقلق الكثيرين في هذا العيد: بأي حال عدت يا عيد؟.
ولذلك لست مترددا أن أبعث بخالص التهنئة بالعيد كما تعودت إلي كنيستي القبطية وراعيها الوطني الحكيم قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني وسائر أعضاء مجمعها المقدس أصحاب النيافة المطارنة والأساقفة ورعاتها وشعبها… كما أبعث بالتهنئة القلبية أيضا لإخوتنا الأحباء رؤساء وأحبار ورعاة وشعب الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية… متضرعا إلي الآب السماوي أن يرفع غمة الوباء عن خليقته في كل المسكونة وأن يبارك أرض مصر وشعبها ويحفظها من كل سوء.