منذ 6 سنوات بدأت إنجي الشاذلي رحلتها في عالم الباليه، لتكون أول محجبة تعتلي مسارح الباليه، وهي في الـ27 من عمرها.
مارست إنجي في بداية حياتها العملية بعض المهن الإدارية في شركات مختلفة، ولكن ذلك لم يحقق لها الشعور بالرضا، فدائمًا ما كانت تبحث عن الشغف في حياتها وعملها، ليحققه القدر لها عندما وجدت إعلان لتعليم الباليه للكبار.
لم تتردد إنجي لحظة واحدة لتحقيق حلم طفولتها، وتعلمت الباليه ونجحت في ذلك على مدار ست سنوات، إلى أن أصبحت تُدرسه، فقد زرعت الأمل في الكثيرين ممن فقدوا شغفهم ويأسوا من تحقيق أحلامهم.
ولاقت إنجي الترحيب والتشجيع من عائلتها، فقد مارست الباليه المائي – والذي يختلف عن الباليه التي كانت ترغب أن تمارسه في طفولتها – منذ التاسعة وحتى الـ14من عمرها ولكنها تركته لأنه لم يكن هدفها.
أكدت إنجي أنها كانت تود لعب الباليه منذ العاشرة، ولكن الفرصة لم تتح أمامها، فقد قيل لها إن الوقت فات لكبر سنها، “كنت بسأل في الأماكن الغلط.. فتخيلت أنه فات الأوان”، هكذا أوضحت سبب تأخرها في تحقيق حلمها.
تركت إنجي عملها كقائد فريق في إحدى الشركات، فكانت تتمنى أن تبدأ عمل شيء تحبه وتغير ملامح حياتها التي عاشتها قبل الـ27، فتدربت عامين ثم بدأت في البحث منذ 4 سنوات عن فرصة عمل كمدرب مساعد بإحدى أماكن تعليم الباليه، وبالفعل مارست عملها كمساعد مع مدربين محترفين، ثم سافرت دبي لتكمل دراستها لبضع شهور، ثم عادت مرة أخرى إلى مصر لتستكمل تحقيق حلمها.
اعتلت إنجي مسرح الباليه 5 مرات، قدمت فيهم عروضًا بالحجاب، فلم يمنعها حجابها عن تصميم ملابس خاصة لها لتقدم عروضها المميزة، التي جعلتها أيقونة للفتاة التي تتحدى الصعاب وتحقق حلمها متجاهلة أي انتقادات سلبية.
لا تهتم إنجي بالآراء السلبية، وتقدر الآراء الإيجابية، وفي كلتا الحالتين ترقص إنجي الباليه من أجل نفسها وتحقيق حلمها، وليس لأجل الناس و الشهرة، وعلى الرغم من ذلك فهي سعيدة بشهرتها التي تحققت من خلال الباليه، خاصة وأنها تعتبر أول بالرينا محجبة.
قامت إنجي بعمل عروض في الشارع مع زميلاتها، آملة أن يعلم الناس بأن مصر فيها أماكن جميلة وفتيات يرقصن الباليه، مثل فتيات أوروبا وأن مصر ليست دولة متأخرة في هذا المجال.
وأكدت إنجي، أن أهدافها الحقيقة هي تحقيق حلمها، وكذلك أرادت أن توصل رسالة للفتيات بأن “السن مجرد رقم”، مشيرة إلى أن الفتيات تهتم بأمر السن بقلق وخوف، وتمنت إنجي أن يغير الناس نظرتهم إلى التقدم في السن فهو لا يعني موت الأحلام وفوات الأوان، هذا ما أكدته الخبرة لها بأن السن رقم مكتوب على الورق فقط، علينا ألا نربطه بأحلامنا ونجعله عذرنا، فمن أراد تحقيق شيء سيحققه. بالرغم من أن إنجي لم تخطط لشهرتها، لكنها سعيدة لتميزها بأنها أول راقصة باليه محجبة، بدأت في سن الـ27، مما جعل لها تأثيرًا على الكثير من الفتيات اللواتي قررن أن يبدأن في تحقيق حلمهن متجاهلات أعمارهن في البطاقة، وليس في الباليه فحسب، بل هناك من بدأن مشاريعهن بعد أن كن قد فقدن أملهن بسبب تقدم العمر.
غير الباليه حياة إنجي بشكل كبير فمن الروتين إلى المتعة، من العمل الإداري إلى الحرية، من الركود إلى البهجة، الثقة بالنفس أصبحت فولاذية، سعادتها تبلورت بتغيير شكل حياتها من الروتين إلى الرياضة، فقد أصبحت بمثابة شعاع نور يضيء لمن اعتقد أن وقت تحقيق حلمه قد فات.
أما عن تعامل إنجي الشاذلي مع فيروس كورونا، فأكدت أنها التزمت المنزل، واهتمت بممارسة الرياضة بشكل أكبر، ثم بثت فيديوهات وهي تلعب الباليه في منزلها، لتشجع الفتيات على ممارسة الرياضة، مؤكدة أن الرياضة مفيدة جدًا في تقوية الجهاز المناعي، فإنها تجعل الدورة الدموية تعمل بشكل أفضل، وتمنت إنجي أن تنتهي هذه الأزمة على خير لأنها أثرت على شتى مناحي الحياة، فقد أوقفت عملها كمدربة باليه منذ بداية الأزمة.