رمضان كل سنه بيجي 11 يوم بدري عن السنة التي قبلها.. انا من مواليد رمضان الشتاء..
في مصر كلها يعدي واحد “بطبلة”.. إلا في بلدنا..كل يوم الساعه 1 بالليل تعدي فرقة موسيقية عاملها “ملجأ أيتام المسلمين” مكونة من 8 عازفين ساكس و ترومبيت و مزمار بلدي و ِرق و طبله.. و تعزف في الشوارع تصحي الناس للسحور..
و أفضل انا صاحي مستني الفرقة بالليل عشان اسمعهم.. و أول ما أسمعهم من بعيد و هما جاين من جنب “جامع الست حميدة”.. أجري و اجيب ” فانوسى أبو عصفوره صفراء.” . و اروح على البلكونه أخبط على بابها.. فتأتي أمي تفتح لي البلكونه و ترفعني على الكرسي و تفضل مسكاني من استك البنطلون علشان ما أقع من البلكونه و انا “بشب” و بسقف على طبلة الفرقة مستني اغنيه “هاتو الفوانيس يا أولاد ” …والفرقة تجي تقف علي أول الشارع تعزف “رمضان جانا ” و ” اهو جه يا ولاد” و ” مرحب شهر الصوم”.. و بعدين تتحرك لنص الشارع و تقف تحت بيتنا و تعزف للأولاد عمارتنا “هاتو الفوانيس يا أولاد ” و تطلع الفوانيس من البلكونات و هي بتنور في ليل الشتاء الضلمة..
في مره رمضان الشتاء جه مع صوم الميلاد (من ديسمبر حتى 7 يناير)
في يوم الفرقة وصلت تحت بيتنا وقالت بمناسبة صوم الميلاد هنعزف ترنيمة… 30 يوم رمضان ب 30 ترنيمة جديدة يبدأها عم” أحمد طبيخ” (حسبما اذكر الاسم) بغناء اول مقطع وبقية الترنيمة موسيقى يبدع فيها عازف الساكس مع الزمار..
و الشارع يفرح لما يعزفوا ترنيمة
” رشوا الورد يا صبايا.. الست العذراء حاضرة معانا “.. الترنيمة الأشهر لجيل الستينات …
و أسقف انا.. و امي مسكاني من استك البنطلون و انا لابس الدولاب كله من برد “النجع “القارص..
و افضل مستني اشوف الفرقه و هي تبعد بعيد ناحية عمارة (الحاج عبد العال) آخر الشارع و الحاج ” محمود حلمى” بيكلم بتوع الفرقه يعيدوا من تاني “طلع الفجر علينا”
كبرت و جابني الشغل للقاهرة .
و ضاع منى الهدوء و فقدت معاها راحة البال.
كبرت و صحيت على صوت سمكرى العربيات و اتعصبت من صوت الكلاكسات ..
و ميكروفونات بياع الطماطم هو بيعلي صوته علي بتاع الروبابيكيا.. و “بيقسم” عليهم بياع الأنابيب. و ناس شايفة “بيكا ” هو “عبد الحليم” القرن واحد وعشرين
كبرت و بقيت كاره يومي. و لا عارف أرجع و لا عارف أكمل ..
عايش جوه الطفل اللي بيخبط على باب البلكونه مستنى يسمع فرقة بتقول تواشيح و تختمها بترنيمة ..
انا مواليد رمضان الشتاء.
انا مواليد الزمن الراقي..
انا من نجع حمادي