استعلن في موت المخلص انعدام قوجة الموت, لقد قتل المسيح ومات ولكن الموت لن يستطيع أن يمسك به (إذ لم يكن ممكنا أن يمسك به) (أع 2:24) ويعلق القديس يوحنا ذهبي الفم علي ذلك قائلا: إنه هو نفسه سمح به وكأن الموت في اقترابه منه كمثل ألم المخاض المريع أو كهصة الألم لكنه قام وكأنه لم يمت من قبل (تفسير الأعمال عظة 7) إنه هو الحياة الأبدية وبموته أبطل عز الموت وكان نزوله إلي الجحيم إلي عالم الموتي أعظم إظهار وإعلان للحياة بنزوله إلي الجحيم جعل الموت نفسه حياة وبقيامته أعلن تجريد الموت من قوته.
إن نفس المسيح وهي تنفصل بالموت عن الجسد كانت محملة بكل قوة اللاهوت وها هي الآن بالقيامة تعود متحدة بجسدها الذي لم يصبه الفساد الذي ينجم عن انفصال النفس عن الجسد ولا اعتراها التحلل الطبيعي الذي يصيب الأجساد الميتة في موت المسيح كان واضحا أن جسده لم يكن عرضة للفساد بل وكان بمنأي عن إمكانية الموت التي اقتحمت الطبيعة البشرية بسبب الخطية والسقوط.
بآدم الأول انكشفت إمكانية الموت الكامنة التي دخلت الطبيعة البشرية بالعصيان وظهرت في عالم الواقع وبآدم الثاني أشرقت وانبثقت إمكانية الخلود الكامنة والتي استرجعت للإنسان بطهارة المسيح وطاعته وظهرت أيضا في عالم الواقع وصارت هي استحالة الموت لأنه كما في آدم يموت الجميع هكذا في المسيح سيحيا الجميع (كو 15:22) وظهرت تركيبة الطبيعة البشرية إنها صامدة وقوية ذلك لأن تجرد النفس عن جسدها بالموت لم يؤد إلي تمزق الكيان البشري نهائيا, إنه حتي في الموت العام للإنسان فإن انفصال النفس عن الجسد ليس مطلقا لأنه يظل هناك شيء ما من الارتباط وفي موت المسيح اثبت هذا الارتباط, إنه ليس فقط ارتباط معرفة لأن موت المسيح في حقيقته الكلية كانفصال كامل وكتجرد في النفس عن الجسد كان مثل رقاد وفي القيامة اكتمل التجسد كإعلان انتصاري للحياة داخل الطبيعة البشرية كتطعيم الخلود في كيان الطبيعة البشرية.